وقال الغنوشي في مؤتمر صحافي "نؤكد أنه لا مكان ولا مستقبل للارهاب في تونس، ونحن في حالة حرب مع هذه الظاهرة، مجتمعنا كله في حرب مع هؤلاء الذين يزرعون الموت للمواطنين (..) ولن نسمح لأي كان بأن يهدد أمن التونسيين والتونسيات مهما كلفنا ذلك".
ودعا مجموعات سلفية وهابية متطرفة تورطت في اعمال عنف عدة في تونس الى التعقل والنأي بنفسها عن الارهاب والانخراط في العمل السياسي السلمي.
وقال في هذا السياق "نتمنى أن تتطور الظاهرة السلفية في تونس من حالة الطيش والارهاب الى حالة التعقل (..) وانشاء الاحزاب (..) في ظل الحرية المتوفرة للجميع (..) وللتيار السلفي (..) لانه لا مبرر للعنف".
وترفض مجموعات سلفية وهابية في تونس تشكيل احزاب سياسية وتعتبر الديمقراطية "كفرا" وتطالب بتطبيق ما تسميه "الشريعة الاسلامية" في البلاد، وتدعو هذه المجموعات الى (الجهاد ضد الطاغوت) في اشارة الى قوات الامن والجيش.
وقال رئيس حركة النهضة "الجيش والشرطة في تونس مسلمون وليس فيهم كفارا، فبأي مبرر تكون الحرب عليهم؟".
وأضاف: لا مكان للجهاد في تونس إلا جهاد التنمية والديموقراطية، ونشر الخير، ومجابهة اسباب الفساد والظلم بالطرق السلمية، ندعو الشباب التونسي الى الالتزام بمنهج الوسطية والاعتدال والحذر من الفتاوى الدينية المضللة التي تشوه قيم الاسلام النبيلة وتضعها في غير موضعها مثل قيمة الجهاد.
ونبه الى ان بلاده ليست مستعمرة حتى تتم فيها الدعوة الى الجهاد مذكرا بان الجهاد الحقيقي هو الذي حرر شعوبنا من الاستعمار الاجنبي، مضيفا أنه لا مجال للتحاور في الوقت الحالي مع المجموعات السلفية التي ترفع السلاح في وجه قوات الامن والجيش.
وردا على سؤال حول ما اذا كان انقلب على السلفيين بعد ان كان اعلن عام 2012 في تصريح شهير ان "السلفيين أبناؤنا، يبشرون بثقافة جديدة، ويذكرونني بشبابي"، قال الغنوشي "الجماعات السلفية التي لا تستخدم العنف هم ابناؤنا فعلا وهم جزء من التونسيين ونحن نتحاور معهم لاقناعهم بان جانبا من افكارهم فيه تشدد ولا يتماشى مع الوسطية الاسلامية (..) لذلك ظللنا ندعو للحوار معهم".