الشارع الاردني الرافض بأكثريته لبعض القرارات والسياسات الخارجية والاقليمية اثبت خلال الفترة المنصرمة فعالية في ايصال الصوت ودفع القيادة الى مراجعات الزامية. برلمانيون وقوى شعبية حذروا من أي تفاهمات عسكرية مع واشنطن لها علاقة بالملف السوري وطلب رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري ترقب تطورات مهمة على الجانب الحدودي بين الأردن وسورية.
الشارع الاردني الذي قرأ الإعلان الرسمي عن وصول 200 جندي اميركي ضجّ بالبيانات القوية التي تجاوزت تحذير النظام من الغرق في المستنقع السوري ووصلت لحد التلويح بإتهام النظام بالمشاركة بالمؤامرة على سورية.
من جهتها الجبهة الوطنية للإصلاح حذرت الحكومة من السماح لأية قوات أجنبية باستخدام الأرض الأردنية للتدخل في سوريا ودعتها لإطلاع الشعب الأردني على حقيقة ما يجري ، اما جماعة الإخوان المسلمين فقد رفضت الوجود الأميركي في الأردن محملة المجتمع الدولي مسؤولية الوضع القائم في سوريا.
اللافت والمثير للتساؤل كان ما كشفته صحيفة لو فيجارو الفرنسية من أن الملك الأردني عبد الله الثاني قرر فتح المجال الجوي لبلاده أمام طائرات سلاح الجو الإسرائيلي. وأوضحت الصحيفة أنها علمت من مصادر عسكرية غربية أن الملك عبدالله اتخذ هذا القرار المعروف لعدد قليل من أجهزة الاستخبارات الغربية خلال زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأردن الشهر الماضي. وأضافت الصحيفة أنه تم فتح ممرين جويين للطائرات الإسرائيلية, أحدهما من جنوب الأردن من صحراء النقب, والآخر شمال عمان, مما يتيح للطائرات التي تنطلق من قاعدة قرب تل أبيب وصولا سريعا إلي سوريا.