ويمكن القول ودون أي مواربة ان الاستراتيجيات السياسية والعسكرية والاستخباراتية والاقتصادية والاعلامية التي يضطلع بها " البيت الابيض" حاليا، قد ضاعفت من نقمة شعوب العالم التي باتت تستفزها السلوكيات الاميركية المتغطرسة والعدوانية والفوضوية في الشرق الاوسط بخاصة ومختلف قارات كوكب الارض بعامة.
ففي موضوع ذي صلة استهجنت الجمهورية الاسلامية وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمان برست في حديث للصحافة المحلية والاجنبية یوم الثلاثاء 23-4-2013 بطهران، تصريحات وزير الدفاع الاميركي وكبار الجنرالات في البنتاغون بـ "ان الخيار العسكري ضد ايران مازال مطروحا على الطاولة".
ومع ان المتحدث باسم الخارجية وضع هذه التصريحات في خانة سياسة التهويل والتصعید للحرب الناعمة الاميركية، الا انه لم يتردد في التأكيد علي استعداد الجمهورية الاسلامية للرد بكل قوة على أي اعتداء يمكن ان تتعرض لها والدفاع باقتدار كامل عن حقوقها وثوابتها الوطنية والاقليمية.
على صعيد متصل علل وزير الخارجية علي اكبر صالحي في تصريح للمراسلين على هامش اجتماع اعداد معاهدة النظام القانوني لبحر الخزر في طهران یوم الثلاثاء ایضا ، تواجد وزير الدفاع الاميركي جاك هاغل في الكيان الصهيوني بانه يندرج في مضمار مساعي الولايات المتحدة لتسويق اسلحتها في المنطقة وتحقيق المزيد من الارباح من وراء ذلك (موضحا) ان واشنطن والاجهزة التجسسية الغربية تقف وراء زرع الفتن بين المسلمين وصناعة المجموعات المنحرفة مثل (طالبان) و (القاعدة) الى جانب (جبهة النصرة في سوريا).
من جانب آخر وفي معرض تأكيد جهوزية ايران التامة للدفاع عن سيادة نظام الجمهورية الاسلامية، اعلن الجنرال احمد رضا بوردستان قائد القوة البرية للجيش على هامش اجتماعه بالملحقين العسكريين لـ (37) سفارة معتمدة لدى طهران: ان القوات المسلحة الايرانية حريصة تماما على استقرار الامن والسلام الاقليميين والدوليين.
واغتنم الجنرال بوردستان فرصة هذا الاجتماع الاختصاصي المهم لتجديد التزام الجمهورية الاسلامية بالقوانين الدولية ولاسيما (معاهدة حظر الانتشار النووي ان بي تي) لافتا اهتمام الحاضرين الى مواقف مراجع الدین العظام حيال هذا الموضوع، وخصوصا فتوى قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي التي (تنص على حرمة انتاج الاسلحة النوویة واستخدامها) نظرا لتعارض هذه الاسلحة مع القيم الاسلامية والانسانية على حداء سواء.
الموقف الاكثر صراحة الذي ادلى به قائد القوة البرية للجيش جاء في سياق رده على التهديدات الاسرائيلية للجمهورية الاسلامية (واصفا) اياها بانها تنم عن جهل "تل ابيب" بالقدرات العسكرية المتعاظمة في ايران حيث حذر الجنرال بوردستان الزعماء الصهاينة من مغبة ارتكاب اية حماقة يمكن ان يقوموا بها ضد طهران، لانها ستكون بمثابة (انتحار ذاتي) و (خطأ استراتيجي) ذات تداعيات خطيرة ومدمرة سترتد بالویل والثبور على "اسرائيل" ذاتها.
ويرى الخبراء الاستراتيجيون والعسكريون بان جنوح اميركا واسرائيل نحو سياسة الضجيج وقرع طبول الحرب وسوق الاتهامات والمزاعم الكاذبة الى ايران، لن يكون مجديا على مستوى اخافة الجمهورية الاسلامية او ثنيها عن ثوابتها وحقوقها المشروعة ولاسيما امتلاك الطاقة النووية السلمية، فضلا عن انها سوف تلحق العار بمروجي هذه الاراجيف باعتبار ان الراي العام العالمي يثق تماما بمصداقية طهران على مختلف الصعد.
هذه الحقيقة يؤكدها السياسيون الغربيون انفسهم، فقد اعترف الخبير الاميركي (كوين بيرت) في حديث لقناة (برس تي في)، ان الشعب الاميركي يعتبر مرشد الثورة الاسلامية، اكثر صدقا من قادته في الولايات المتحدة (موضحا في الوقت عينه) ضلوع اميركا في الكثير من الاعمال الارهابية التي يشهدها العالم.
بقلم: حمید حلمی زادة