وفي تصريح له لوكالة أنباء فارس اوضح المحلل السياسي امير الموسوي، "ان من شاهد مسرحية القمة العربية يوم الثلاثاء يستنتج ان القرارات التي صدرت لصالح القضية الفلسطينية كانت ضعيفة ومهينة ومستصغرة للقضية الكبرى وليس لها أي إعتبار قانوني ملزم وإنما أرادوا بها مجاملة ومماشات تطلعات الشعوب العربية والإسلامية التي تتطلع أن يأتي اليوم الذي ينتصر فيه القادة العرب لقضيتهم الأولى المنسية وهي القضية الفلسطينية التي أصبحت ضمن أولوياتهم المتأخرة على خلاف ما تقوله بياناتهم المنافقة بتشكيل قمة مصغرة وتخصيص صدقات لا تدفع عادة ومطالبة مجلس الأمن والولايات المتحدة الأميركية الحامية والمشجعة للكيان الغاصب على إرتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني المظلوم بالمساعدة على إيجاد حل فهذا أمر مخزي ومهين.
واكد الموسوي، لكن نحن نعرف جيدا أن طرح موضوع فلسطين بالصورة التي شاهدناها هو ذر الرماد في عيون الرأي العام العربي والإسلامي للوصول الى هدفهم الشيطاني المنشود وهو تدمير سوريا شعبا ونظاما وبناها التحتية وحرف أنظار المجتمعين العربي والإسلامي عن قضيتهم الأساس الى موضوع يهم الغرب والكيان الصهيوني وأذياله من الأنظمة الإنبطاحية والمائعة في المنطقة ألا وهو خط المقاومة والممانعة والتركيز على سوريا العصية والأبية وإتخاذ قرارات صارمة وشاملة وقتل المزيد من الأبرياء وتدمير ما تبقى من البنى والمنشآت بعدها ليرتاح هذا الكيان ويشمت بأعدائه الذين مزقوا ودمروا بأيد عربية وبأموال عربية وبقرارات عربية وبمباركة دولية.
وشدد الموسوي على ان "هذه القمة قننت بدعتين سياسيتين خطيرتين وستكون سابقة مضرة لهؤلاء القادة، الأولى أنهم أعطوا مقعد حكومة عربية قائمة وحاكمة لمعارضتها التي صنعت في فنادقهم وبدعم خارجي واضح وسافر.
والثانية هي دعم المعارضة بالسلاح والمال والغطاء السياسي والأمني مما سيعرض أمن وإستقرار الكثير من الدول العربية لاحقا للخطر الجدي وخاصة أن إرسال السلاح والمال للجماعات المسلحة في سوريا أصبح أمرا مقبولا من الزعماء العرب وهي مكيدة وسابقة خطيرة دبرها أعداء العرب والمسلمين للإنتقام من أي نظام لا يلبي أطماع الغرب ولا يؤمن إستقرار ومستقبل الكيان الاسرائيلي، وستكون هاتان البدعتان من الآن فصاعدا عصا ضاربة ومهددة لكل رئيس لا ينصاع للمهيمنين على جامعة الدول العربية وهم السعودية وقطر وتونس.
واضاف، انه من هنا يمكن القول بأن يوم أمس الثلاثاء هو يوم عار على الأنظمة العربية التي شرعت لنفسها تدمير بلدانها وقتل شعوبها وتبديد أموالها وإمكاناتها خدمة للمشروع الصهيوأميركي في المنطقة، وسيتفرغ بعض هؤلاء القادة العرب لإستعداء حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية المقاومة والرافضة لسياسات التطبيع وكل شيء إسمه مقاومة وممانعة وهذا هو الهدف الأساس من توتير الوضع في سوريا وللأسف الشديد الشعب السوري والفلسطيني واللبناني والعراقي هم القرابين لهذا المشروع الجهنمي.