ويقول الكاتب:"لن نعرف أبداً ما إذا كانت القصة ستكون مختلفة لو أن التخطيط كان أفضل للمرحلة التي أعقبت الغزو، أو لو أن الجيش العراقي لم يتم تفكيكه، أو غير ذلك من الافتراضات".
"لكن الحقيقة الثابتة هي أن أميركا لم يكن ينبغي لها أن تحرك النرد بهذه الطريقة على حرب كانت من اختيارها".
ثم يسأل الكاتب:"ما هي الدروس التي يجب على أميركا أن تتعلمها من تجربة العراق؟ إن أحد هذه الدروس الواضحة هو خطر التسبب بفراغ سياسي من خلال إطاحة حاكم".
"فالولايات المتحدة كانت (برأي الكاتب) تحلم بتحديث العراق عبر إطاحة صدام حسين".
"غير أنها عندما فككت الجيش غير المذهبي وغالبية الوزارات العلمانية، لم يملك العراقيون سوى اللجوء إلى إثنياتهم الأساسية وهوياتهم القبلية، كشيعة أو سنة أو أكراد أو عرب".
ويضيف الكاتب أن"العديد من المسؤولين داخل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أدركوا الحاجة إلى المحافظة على الجيش العراقي وهيئات الخدمة المدنية".
"وكان هذا جزءاً من خلافهم الحاد مع وزير الدفاع (آنذاك) دونالد رامسفيلد والسياسي العراقي أحمد الجلبي، الذي أراد تفكيك حزب البعث بجذوره وفروعه".
ويتابع الكاتب قائلاً"في الفراغ السياسي الذي أحدثته واشنطن، هوى العراق إلى الماضي، وجرّ كثيراً من العرب معه".
"وهذا جزئياً ما حكم تعاطي الرئيس باراك أوباما بحذر مع سوريا في الآونة الأخيرة: فهول لا يريد لأميركا أن ترتكب الخطأ نفسه مرتين".
"والدرس الآخر المستفاد من حرب العراق هو إدراك أهمية مسألة الكرامة في المنطقة. إذ ان غالبية العراقيين احتقروا صدام، لأنه نال من كرامتهم، إضافة إلى تعذيبه أبنائهم وبناتهم".
"لكن الكثيرين اشمأزوا من أميركا أيضاً، لأنها مع كل حديثها عن الديمقراطية، ألحقت أضراراً بمشاعرهم حيال الشرف والاستقلال".
ثم ينتهي الكاتب إلى القول إن"الدرس الأخير يكمن في الاستفادة من الثبات. فقد ارتكب الرئيس جورج بوش الإبن خطأ كارثياً بغزوه العراق سنة 2003. لكنه بعدما أخفق في البلد، بذل جهوده من أجل تنظيف الفوضى التي تسبب بها".