في هذا الإطار، تقول الصحيفة: "بعد 10 أعوام على انطلاقها، لا يزال وسواس حرب العراق ينتاب الولايات المتحدة بعد مقتل نحو 4500 جندي، وجرح أكثر من 30 ألف أميركي عادوا إلى ديارهم مصابين،"
"وبعد إنفاق أكثر من تريليوني دولار على العمليات العسكرية وإعادة الإعمار، وهي مبالغ فاقمت عجز المالية الأميركية، وبعد الدروس المستخلصة في ما خص حدود القيادة الأميركية وقوتها".
وتعتبر الصحيفة أن "وسواس الحرب ينتاب العراق أيضاً، حيث يُعتقد أن مجموع عدد الإصابات تجاوز 100 ألف، لكنه عدد لم يجر إعلانه رسمياً،"
وتشير الصحيفة إلى أنه "في سنة 2003، استغل الرئيس جورج بوش الإبن ونائب وزير الدفاع بول ولفوفيتز هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، لتنفيذ حرب (وصفت بأنها) وقائية ضد صدام حسين وعلى ترسانة نووية لم تكن موجودة أصلاً".
"وقد وعد بوش وولفوفيتز بعراق حر وآمن يمكن أن يكون نموذجاً يُحتذى للديمقراطية والاستقرار في الدول العربية".
ثم ترى الصحيفة في افتتاحيتها أن "وضع العراق حساس، في ظل التوترات المذهبية والعرقية الخطرة، والتي قد تتحول إلى حرب أو أن تمزق البلد إلى أجزاء".
"وقد وصفت وزارة الخارجية الأميركية في مذكرة تحذير من السفر، الشهر الماضي، وضع العراق بأنه خطر، مع وجود متمردين كثر، بما في ذلك تنظيم القاعدة الذي لا يزال ناشطاً في العراق، وقالت الوزارة إن الأميركيين معرضون للخطف والعنف الإرهابي".
"ويوم الثلاثاء، أدت موجة من التفجيرات والهجمات في بغداد إلى مصرع أكثر من 50 شخصاً وجرح نحو 200".
ثم تشير الصحيفة الأميركية إلى أن "الدروس من العراق يبدو أنها تتلاشى عندما يتعلق الأمر بإيران".
"إذ ان الكثير من المحافظين الذين أيدوا بشدة غزو العراق، يدعون اليوم بحماس إلى عمل عسكري أميركي ضد إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي"، وهو سعي تنفيه طهران تماماً لأن برنامجها النووي سلمي وأغراضه مدنية.
"كما يهدد الرئيس باراك أوباما أيضاً باللجوء إلى كل الخيارات، في حال أخفقت المفاوضات في التوصل إلى نتيجة، فيما يبدو الكثير من المشرعين في الكونغرس مستعدين للتحرك ضد إيران قريباً".
ثم تنتهي الصحيفة إلى القول إن"الحرب على العراق لم تكن ضرورية، فقد كانت مكلفة ومدمرة على كافة المستويات، وارتكزت على معلومات استخبارية كاذبة جرى استغلالها لأسباب إيديولوجية".
"كما أن الخسائر الإنسانية والاقتصادية المريعة خلال السنوات العشر الماضية تبيّن لِمَ ينبغي عدم تكرار حروب من هذا النوع مجدداً".