وقال مكاوي في خطبته التي خصصها للحديث عن أدب الاختلاف، وأدب احترام وتوقير كبار وعلماء الأمة "ساءنا وساء كل مسلم أن يقتل عالم من علماء الأمة، وأن يتحول الخلاف إلي صراع وإلي دم وأن يحدث ذلك في بيت من بيوت الله".
وأضاف أننا أمة واحدة كالجسد الواحد ولابد أن تكون بيننا المودة والرحمة والعطف وإن اختلفنا في الحكم على الأشخاص والمواقف والسياسات فهناك أدب الاختلاف.
وقال الشيخ إن الغل في النفوس يدفع الإنسان لأن يحرقوا ويدمروا ما حولهم وأن يقوموا بتكبير الصغائر، وتضخيم الزلات، وإن سر بذرة الغل في النفوس الاختلاف بغير أدب.
وأشار الشيخ إلي أدب احترام الكبار وعلماء الأمة، وقال لا تجني الأمة من التطاول على الكبار سوى تحطيم القدوة فينشأ النشء لا يحترم قدوة ويعيش بلا هيبة لكبير ذي علم أو سلطان أو كبر سن.
واضاف ان علينا أن نحترم كبارنا ونوقر قدواتنا حتي تبقى الهيبة في النفوس، وتنضبط الحركة في هذه الأمة، منوهاً بأننا لم نجن من وراء سوء الأدب إلا الانهيار، وحشد الغل في النفوس والقلوب وإذا بعالم يُقتل.
وكان الأزهر الشريف قد نعي في بيان العلامة البوطي جاء فيه "الأزهر الشريف إذ يحتسب عند الله تعالى اغتيال علامة الشام الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وتلاميذه الذين قضوا معه أمس، فإنه يدين بشدة قتل العلماء، والاعتداء على حرمات المساجد وبيوت الله".
وقال البيان إن "الأزهر وإن اختلف مع الشيخ في مواقفه، فإنه يجرِّم ويؤثِّم إراقة الدماء البريئة، وإزهاق النفوس المعصومة".
وأفاد الأزهر بأنه "على يقين أن مثل هذه الجرائم لا يمكن أن تصدر من الذين ينشدون الحرية، ويحافظون على قيمة الإنسان كما جاء في القرآن الكريم، وعقيدة أهل السنة والجماعة".
وفي السياق نعي شيخ علماء الأزهر المعمر معوض عوض إبراهيم، فقيد الإسلام العلامة محمد سعيد رمضان البوطي وقال "لقد أدمى قلبي وقرح فؤادي وأصابهما ما أصاب الملايين على مد الساحة الإسلامية ما صنع الأعداء بفقيد الإسلام والمسلمين وفقيد الشام وأقطار العروبة والإسلام فضيلة الشيخ العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ، رحمه الله ".
واضاف" وبقدر الخسارة الفادحة التي تجرع كُئوسها المريرة بنو الإسلام ، فإن اليقين يملأني بأن الإمام الجليل الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ، صار إلى خير مصير شهيدا في جنة الله التي أعدها الله للمتقين ، ولقد لقي ربه وترك ما يصنع مكتبة من أمهات الكتب التي عُنيت بشتى علوم العقيدة والتفسير والسيرة ، وذلك عزاؤنا فيه أننا سنراه ماثلا بيننا نقرأ آثاره ، ونجتلي أنواره فيما ألَّف وصنف "
وتابع في ملماته "نسأل الله الكريم أن يجعل له بكل حرف مما ألف وصنف رحمات ومغفرة ورضوانا في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وسلام عليك أيها الإمام الجليل وأنت ناعم البال بين علماء الإسلام الذين أفضوا إلى الله عز وجل ، فأنزلهم منازلهم عنده ، ويا شوقاه إلى مثل ذلك المنزل ، فتلك هي النهاية التي تَقر تها الأعين وتطيب الأنفس ، وإنا لله وإنا إليه راجعون. "
والبوطي من (مواليد عام 1929) ويعد من المفكرين الإسلاميين البارزين، وله مؤلفات مشهورة أبرزها كتاب فقه السيرة النبوية.