وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها الشيخ يوسف القرضاوي الشرفاء في العالم العربي وآخر من هاجمهم القرضاوي الشهيد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي قبل 4 أيام من استشهاده في تفجير مسجد الإيمان بدمشق.
وقد نشر فيديو على موقع اليوتيوب للقرضاوي يهاجم العلامة البوطي وانصاره ويتهمه أنه "يدعو بالباطل لمناصرته الرئيس السوري بشار الأسد" وإتهمه "بفاقد الهوية والعقل" ودعا الى قتل جميع من يعملون مع السلطة من عسكريين ومدنيين وعلماء دين، حسب ما جاء في موقع اسلام تايمز.
کما اتهم القرضاوي في خطبة صلاة الجمعة امس، البوطي بانه مات دون هداية وقال "كان صديقي للأسف، كنت اتمنى ان يهديه الله ولكن مات دون ان يهديه الله" !
وانتقد القرضاوي العلامة البوطي بسبب مناصرته النظام السوري الذي وصفه "بالمجرم"، متهما الرئيس بشار الأسد بالتخطيط لقتل البوطي، حتى "يشوه القطب السني" والمسلحين بسوريا حسب ما جاء في موقع هبه بريس.
وشكك القرضاوي في ان يكون الهجوم على المسجد حيث استشهد العلامة البوطي عملا انتحاريا وقال انه "قتل باستخدام أسلحة بدقة شديدة رفقة مجموعة من السوريين لخلط الأوراق أمام الرأي العام الداخلي والخارجي".
وفي السياق، حمل عضو مجلس الشعب السوري ورئيس المبادرة الكردية في سوريا عمر أوسي القرضاوي والجماعات التكفيرية والوهابية مسؤولية جريمة اغتيال العلامة البوطي واكد ان من حق السوريين محاكمتهم.
واستشهد العلامة البوطي شيخا في الثالثة والثمانين بتفجير اجرامي استهدف مسجد الإيمان في حي المزرعة شمال دمشق، مساء الخميس 21 مارس/آذار 2013، خلال إلقائه درسا دينيا على المصلين، كعادته حيث أودى الانفجار بحياة 42 شخصا من بينهم حفيده بالإضافة إلى إصابة 84 آخرين بجروح، طبقا لبيان وزارة الصحة السورية.
والعلامة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي عالم متخصص في العلوم الإسلامية، وأهم مرجع سني انتشرت مؤلفاته الستون في مختلف بقاع العالم الإسلامي. وهي ثمرة عمله الدعوي الارشادي الذي دام ثمانية وخمسين عاما منذ نيله شهادة العالمية من الازهر الشريف عام 1955، والذي عاد اليه ليحصل على شهادة الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية عام 1965.
وقد استشهد وهو عميد لكلية الشريعة بجامعة دمشق.
ومن مؤلفاته:
* المرأة بين طغيان النظام الغربيّ ولطائف التشريع الربانيّ، وله ترجمة باللغة الإنجليزية.
* الإسلام والعصر.
* ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلاميّة - وهو الأطروحة التي نال بها البوطي درجة الأستاذيّة "الدكتوراه" من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر (من مقدمة الطبعة الثالثة للكتاب عينه).
* أوربة من التقنية إلى الروحانية ـ مشكلة الجسر المقطوع.
* برنامج: دراسات قرآنية.
* شخصيات استوقفتني.
* شرح وتحليل الحكم العطائية (لابن عطاء الله السكندري).
* كبرى اليقينيات الكونية.
* السلفية مرحلة زمنية مباركة وليست مذهب إسلامي.
* اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية.
* هذه مشكلاتهم.
* وهذه مشكلاتنا.
* كلمات في مناسبات.
* مشورات اجتماعية من حصاد الإنترنت.
* مع الناس مشورات وفتاوى.
* منهج الحضارة الإنسانية في القرآن.
* هذا ما قلته أمام بعض الرؤساء والملوك.
* يغالطونك إذ يقولون.
* من الفكر والقلب.
* ترجمة رواية مموزين.
* لا يأتيه الباطل، وهو كشف لأباطيل يختلقها ويلصقها بعضهم بكتاب الله عزّ وجلّ، صدر عام 2007.
* فقه السيرة النبوية.
* الحب في القرآن ودور الحب في حياة الإنسان، صدر في 2009.
* الإسلام ملاذ كل المجتمعات الإنسانية، لماذا؟ وكيف؟ .
وكان رحمه الله من معارضي استعمال العنف للتغيير، وقد سبّب ظهور كتابه "الجهاد في الإسلام" عام ١٩٩٣ في إعادة الجدل القائم بينه وبين بعض التيارات السياسية ذات التوجهات الإسلامية. والوهابية على وجه الخصوص. فنالوه ببذاءاتهم وكفروه وفسقوه على جاري عادتهم حتى اغتالوه في آخر المطاف.
وعقب مجزرة الحولة التي ارتكبتها عصابات الارهاب قال العلامة البوطي في احدى خطبه : أن سورية تقف في وجه الإرهاب الوهابي التكفيري وتطرف التكفيريين وابتداعات الوهابيين التي يستخدمونها لنبذ الدين وإبعاد مظلة الدين عن مجتمعنا الإسلامي السوري الذي كان ولايزال يتنفس برئة الإسلام والدين الواعي السليم الذي يعد المثل الأعلى في الاقتباس من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله.
ولفت العلامة البوطي إلى أن التطرف الديني ينتشر في البلاد التي تعاني من جهل بالدين وتفتقر إلى حمى الدين البعيدة عن ضوابط الدين مؤكدا أن الشعب السوري أسرة واحدة يعيش في هذه الأرض المباركة ولا يمكن لعدو أو متآمر أن يحيل العلاقة بين فئاته ومذاهبه إلى عداوة وبغضاء.