الرئيس الأمريكي لن يبرح منطقة الشرق الأوسط دون استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ولتعزيز ذلك النهج التفاوضي، سيدعو أوباما إلى مؤتمر دولي لتوفير الدعم المالي للفلسطينيين، وسيعلن أنه حريص على إقامة الدولة الفلسطينية حتى نهاية عام 2014، وسيشهد بنفسه عمليه إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وسيشرف مع مرافقيه على فتح بعض الطرق المغلقة، مع توسيع نفوذ السلطة في بعض مناطق جيم، وسيسمع من الإسرائيليين عن النوايا الحسنة لتجميد الاستيطان في المستوطنات العشوائية.
الرئيس الأمريكي الذي ضغط كي تشكل الحكومة الإسرائيلية قبل زيارته للمنطقة، ونجح في ذلك، لا يحتاج إلى مزيد من الضغوط كي تدرك القيادة الإسرائيلية ما هو مطلوب منها لإرضاء الضيف المهم جداً، ولإنجاح الزيارة، وهي ترتب نفسها، وتعد قائمة المطالب التي ستحصل عليها، وفي المقابل ستقدم رزمة مبادرات حسن النوايا.
قد يقول البعض: إن ملف سوريا، وتصاعد قوة جبهة النصرة، له الأولوية لدى السياسة الأمريكية والإسرائيلية، وقد يقول البعض: إن الملف الإيراني له الأولوية، وإن سلاح حماس مطروح على طاولة البحث، وإن تنامي قوة حزب الله، وإمكانية حصوله على سلاح غير تقليدي من أخطر القضايا التي تهم الصهاينة. وكل هذا صحيح، فالرئيس الأمريكي يزور ديارنا وعينه على جيراننا، لأن تحقيق مصالح أمريكا و"إسرائيل" لا يمر إلا عبر البوابة الفلسطينية.
الرئيس الأمريكي يحمل في جعبته المسكنات للقضية الفلسطينية، والوعود بغد أفضل للقيادة السياسية، ولن يكون أقل كفاءة من سلفه جورج بوش الذي مهد لغزو العراق بخارطة الطريق لحل القضية الفلسطينية، وبالإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية حتى نهاية سنة 2005، فلما انقضى غرضه السياسي، نسي وعده، وظلت القيادة السياسية الفلسطينية معلقة بحبل المفاوضات، والوعود بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة حتى يومنا هذا.
د. فايز أبو شمالة