وكتبت صحيفة "التونسية " ان السيد «الحبيب الجلاصي» (أب السمية الفتاة المفقودة) جاء إلى «التونسية» محملا بالأحزان مذهولا من هول الصدمة وقد بكى خوفا على فلذة كبده من المجهول بعد أن علم بقصة «رحمة» وهي الصديقة المقربة لإبنته سمية.
وطلب «الحبيب» من السلطات مساعدته في العثور على إبنته «سمية الجلاصي» وهي فتاة تبلغ من العمر 16 سنة ونصف قال انها غادرت المنزل برفقة صديقتها «رحمة» ولكنها لم تعد إلى حدود هذا التاريخ.
وأضاف الحبيب ان ابنته «سمية» كانت قد تعرفت على «رحمة» عن طريق «الفيسبوك» وتوطدت علاقتهما ببعضهما البعض وأنهما كانتا تحرصان على زيارة بعضهما البعض رغم أنهما ليستا من نفس المنطقة.
وتدخلت خالة سمية وتدعى «عزة الشيخ» لتروي تفاصيل إختفاء سمية وكيف تغير سلوكها وحكايتها مع الفيسبوك والهاتف الجوال.
وتقول «عزّة» ان سمية هي الفتاة الوحيدة في عائلتها ولديها شقيق واحد، وذكرت ان سمية كانت تعيش معها في البيت منذ كانت طفلة وانها كانت حريصة على العناية بها واشارت إلى انها لم تكن محجبة وأنها تلميذة وتدرس في معهد ببن عروس وأن علاقتها بالمحيطين بها كانت عادية ثم في شهر سبتمبر المنقضي عبرت عن رغبتها في التحجب وأصبحت «تصلي» وتتردد على المسجد ثم قررت وضع النقاب رغم معارضة والدتها لذلك.
وأضافت «عزة» ان سمية أصبحت في الفترة الأخيرة تتحدث عن «الجهاد» حتى أنها طلبت من خالتها ووالدتها الجهاد في سوريا نصرة لله! وانها كانت تسأل عن بعض المناطق مثل دوار هيشر وحي الإنطلاقة وحي الزهور... والقيروان!!.
وقالت أن ابنة أختها كانت دائما ما تتحدث في الهاتف الجوال حتى انه أصبح ملازما لها كظلها ولا تتركه لحظة حتى عندما تدخل بيت الإستحمام وأضافت انها إطلعت خفية على بعض الإرساليات القصيرة في هاتف «سمية» ووجدت رسائل غريبة من شخص يحدثها عن "الجهاد" والدعوة إلى ذلك وعندما إستفسرتها العائلة عن هذا الأمر «غضبت» وأخفت الهاتف.
وأكدت «عزة» انه قبل الإختفاء ببضعة أيام إلتقت سميّة برحمة وسط العاصمة وتوجهتا إلى بعض المحلات للتبضع واشترتا نفس المشتريات أي «نقاب» وراية كتب عليها "لا إله إلا الله" بالرغم من أن رحمة غير منقبة ويبدو انها ذكرت لصديقتها أنها ستضع النقاب لاحقا وقالت الخالة إنه يوم إختفاء رحمة وسمية إلتقت الصديقتان وحملت «سمية» معها حاسوبها وهاتفها وحقيبتين صغيرتين: الأولى وضعت فيها النقاب والراية وحقيبة يدوية وردية اللون.
وقالت الخالة ان سمية لا تملك أموالا وطلبت منها يومها تمكينها من «500» مليم لتشحن رصيدها ولكن الخالة وعدتها بتمكينها من طلبها في المساء، وذكرت الخالة انها علمت لاحقا ان الشخص المجهول إتصل بها حوالي 6 مرات في ذلك اليوم وأن سمية تسللت في غفلة من الجميع وكان ذلك حوالي الساعة الخامسة ونصف مساء وكانت برفقة «رحمة» لكن لم تصلهم أي معلومات عنها ولم تتصل بهم.
وقالت «عزّة» انه رغم محاولات العائلة معرفة الحقيقة من «رحمة» بعد العثور عليها لترشدهم عن مكان إبنتهم فإنها لم توضح لهما أي شيء ورفضت الإفصاح عن أية معلومات وأنه بعد رواج خبر حيرة العائلة يبدو ان سمية أرسلت رسالة لصديقتها عبر «الفيسبوك» من موقع «أم زراء الجهادية» وأخبرتها ان تطمئن عائلتها وتقول لهم انها بخير وانها غادرت أرض الوطن.
وذكر والد «سمية» ان إبنته قد تكون في خطر وتحت سيطرة جماعات متطرفة تتلاعب بعقول الفتيات الصغيرات وترحلهنّ خارج تونس مطالبا بوضع حد لمثل هذه الشبكات التي تتلاعب بالمراهقات.
وفي وقت سابق، كانت قد انتشرت تقارير مختلفة عن تجنيد الاطفال والناشئين لتنفيذ مهام المجموعات الارهابية في سوريا، حيث تعمل (هذه المجموعات) على تدريب الاطفال وتزويدهم باساليب وتكتيكات القتال لتجعل منهم اداة للحرب.