وقال الموسوي أن السلطة في البحرين لا تمر عدة سنوات إلا وشكلت خلية أو تنظيم واتهمت فيها أبرياء وفق حبكة قصصة درامية، وهذا الامر مستمر منذ ما قبل استقلال البحرين ولحد الآن، وهو ما يعكس أزمة يعيشها النظام مع نفسه، وعقدة لدى الحكومة وأجهزتها الأمنية في التعاطي مع الشعب البحريني الذي يطالب بحقه في إدارة شؤون بلاده والتداول السلمي للسلطة منذ عقود.
وأوضح الموسوي: في كل حقبة ينتفض فيها شعب البحرين للمطالبة بحقوقه الطبيعية، يواجهه النظام بالحل الأمني والبطش واختراع التهم وتلفيقها ضد المعارضين له، منذ العشرينات ومروراً بالخمسينات وتشكيل هيئة الاتحاد الوطني، وصولاً لنضالات الستينات وحل المجلس الوطني في السبعينات، وما عاناه الشعب من البطش والتنكيل في الثمانيينات، وصولاً إلى انتفاضة التسعينات التي قدم فيها الشعب شهداء وضحايا ومعتقلين ولم تكن تطالب بأكثر من برلمان حقيقي وشراكة في إدارة شؤون الحكم، وصولاً إلى ثورة اللؤلؤة التي انتفضت فيها غالبية شعب البحرين السياسية للمطالبة بديمقراطية حقيقية.
ولفت الموسوي إلى أن كل تلك الخلايا والتنظيمات التي اعلنت لم يكن النظام يملك الدليل ولا الفكرة فيها، وكل ما ملكه هو اعترافات منزوعة تحت التعذيب والإكراه، وسيناريو بالٍ ومتكرر في كل مرة.
وأكد أن الحديث عن الخلايا بشكل متكرر وممل طوال هذه السنوات يعمق الشعور بعدم الثقة في النظام منذ عقود، أن المواطنين لم يعهدوا مرة واحدة أن أحد مسؤولي النظام أدين أو طبقت عليه عقوبة في قضايا القتل التعذيب والإنتهاكات المستمرة والجرائم، ولم تتخذ إجراءات ضده، مما يؤكد غياب المحاسبة عنهم، الأمر الذي يزيد الشعور بأن النظام يواجه الشعب بكل طاقاته.
وأشار الموسوي إلى أن النظام لم يملك الدليل في خلاياه التي يخترعها ضد المعارضين له للإنتقام منهم، ولكن شعب البحرين اكتشف خلية واحدة مشكلة من النظام، وملك الدليل فيها وعرف تفاصيلها وكل ما يتعلق بها وأسلوب عملها وأهدافها الدنيئة التي تتعلق بالحرب ضد شعب بكامله وجرائم بحق وطن، وهي خلية ممولة بثروات الشعب وبأمواله وفي نفس الوقت تحاربه.
وأوضح أن المسؤولين في الخلية والمتورطين فيها وكل أطرافها لا يزالون بالرغم من كل ذلك في أعمالهم ويمارسون ذات المهام التي عرف شعب البحرين من خلالها حجم المؤامرة الرسمية ضده، وهي ليست خلية من اختراع أو وهم أو خيال بعض المحققين الذين يتفننون في تعذيب المواطنين لإنتزاع الإعتراف منهم، وإنما هي خلية واقعية وثبت بالدليل واليقين لدى الجميع أهدافها وتفاصيلها.
وأشار الموسوي إلى أن "خلية البندر" التي كشف تفاصيلها أحد مستشاري النظام السابقين وتبين أن رأس الخلية وبعض مسؤوليها من العائلة الحاكمة، وهي الخلية الوحيدة طوال الاعوام الماضية التي كانت لها تفاصيل وجذور واقعية، وهي الوحيدة التي تتطابق تفاصيلها مع الواقع، وقد رأى الجميع حجم المؤامرة ضد البحرين وشعبها، ورأى كيف يوظف المال العام لمشاريع التمييز والتجنيس ومحاربة العقائد والتغيير الديمغرافي والسرقات وحماية الفساد والمنتفعين وضرب الوحدة الوطنية والتأسيس لواقع لا ينسجم مع طبيعة شعب البحرين السمحة وتعايشهم الطويل.
وقال: لو كنا في بلد يحكمه القانون حقاً لما كان أحد ينتمي لهذه الخلية بعيداً عن المحاكمة العادلة، ولا من عاونها في منصبه ويمارس مهماته التي سيسجلها العار في التاريخ وستدخل من ارتكبها وأعان وأشرف عليها في مزابل التاريخ. خصوصاً وأن الخلية المذكورة كانت خططها تتعلق بالإرهاب والإستئصال وإلغاء مشروع الدولة وتوظيف كل مقومات الدولة لصالح مشروع طائفي خطير جداً يتعلق بالإبادة والتطهير والحرب ضد شعب بأسره.
من جهة اخرى ،أكد رئيس دائرة الحريات وحقوق الإنسان بجمعية الوفاق على أن النظام يتعاطى بإزدواجية ويتعمد إفلات المجرمين من العقاب ضمن سياسة واضحة.
كما قال الموسوي، أن النظام يتعمد إهمال قضايا قتل أكثر من 110 مواطناً، بينما يسارع لإدانة مواطنين بعد تعذيبهم والتنكيل بهم على خلفية اتهامات باطلة على خلفية حوادث أمنية.