وكان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن سعوديا، وهو الذي تبنى الهجوم على مركز التجارة العالمي وقدم الذريعة للاميركيين لاستخدام الطائرات من دون طيار في ضرب المسلمين في افغانستان وباكستان واليمن تحت ذريعة ضرب اوكار الارهابيين، وها هو وزير الخارجية السعودي يعلن على الملأ ان بلاده تمول الجماعات المسلحة في سوريا.
النظام السعودي الذي أنشأ ومول ودعم تنظيم القاعدة، لم يفكر يوما بأنه سيكون المسؤول الاول عن جرائم هذا التنظيم وسيحاسب حسابا عسيرا على كل الجرائم الذي يرتكبها التنظيم في أنحاء العالم.
من المضحك المبكي، ان يقوم النظام السعودي الذي لا يزال يمول الارهابيين في جميع انحاء العالم، بعقد مؤتمر دولي في الرياض لمكافحة الارهاب ويعلن وزير خارجيته عن ادانته للارهاب بكافة اشكاله ويعرب عن استعداده للتعاون مع جميع الجهود المبذولة لمكافحته.
واعلن وزير الخارجية السعودي لدى افتتاح المؤتمر عن قرار بلاده بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة بالرياض وقام بتمويل هذا المركز.
ومع أن النظام السعودي بعقده لهذا المؤتمر يريد حرف الاذهان عن دوره الكبير في تمويل الجماعات الارهابية، لكن الوثائق التي تنشر في وسائل الاعلام تباعا تفضح دور النظام في تمويل الارهاب.
وها هو موقع ويكيليكس يكشف وثيقة سرية تضمنت اعترافا من وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون بان السعودية هي المصدر الاول لتمويل الجماعات الارهابية في العالم.
وقالت كلينتون في الوثيقة بأن متبرعين سعوديين هم المصدر الأقوى لتمويل الارهابيين في جميع مناطق التوتر بالعالم. وأشارت الوثيقة الى إن كلينتون طلبت من المسؤولين السعوديين معالجة هذا الأمر على اعتبار أنه أولوية استراتيجية يعتبر "تحديا قائما ومستمرا"، مضيفة أن من أبرز الجماعات التي تحصل على تلك التبرعات، تنظيم القاعدة، وحركة طالبان، وتنظيم "لشكر طيبة" في باكستان.
النظام السعودي ومعه دول مجلس التعاون وخاصة قطر تقوم بصرف مليارات الدولارات على الارهابيين في جميع أنحاء العالم من أجل إحداث تغيير في المنطقة نيابة عن الولايات المتحدة التي تكتفي بدور المتفرج والمشجع لهذه الدول الغنية بالنفط لاحداث تغييرات في البلدان العربية تستفيد منها بالدرجة الاولى الولايات المتحدة ومن ثم الدول الاوروبية التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة.
ومن بين الاهداف التي يحاول هذا النظام تحقيقه في المنطقة التدخل في شؤون الدول العربية وقلب انظمة الحكم وخاصة في سوريا والعراق واليمن وهو يتمسك بسلاح الطائفية واثارة الخلافات بين الشيعة والسنة وتحريض فئة ضد فئة اخرى، وهذا ما نشاهده في العراق.
فالجماعات الارهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة تقوم بدور كبير في تنفيذ العمليات الارهابية وتحقيق اهداف النظام السعودي في المنطقة وتدبير التفجيرات داخل العراق واليمن وافغانستان وباكستان وغيرها تستهدف الابرياء العزل في الاسواق والمساجد والحسينيات.
لا ننسى ان النظام السعودي يمول المئات من الصحف ووسائل الاعلام وشبكات التلفزة التي تدعو الى الجهاد وتتبنى وتدعم الافكار المتشددة والمتطرفة. وها هو الداعية السعودي الشيخ محمد العريفي المعروف عنه بأنه من رجال النظام يعلن في مقابلة تلفزيونية تأييده لتنظيم القاعدة مؤكدا بأن "تنظيم القاعدة لا يتساهل في إراقة الدماء ولا يتبع منهج التكفير" ولكنه يعود ويعتذر عن تصريحاته ويقول أن القاعدة يرتكب جرائم. فكيف يمكننا أن نقبل تصريحات مسؤولي النظام في ادانة ومكافحة الارهاب وافعاله في تمويل التنظيمات الارهابية؟
بقلم شاكر كسرائي