وقال الشيخ قاسم في خطبة صلاة الجمعة ان في البحرين حوارا وصراعا بين إرادتين، معتبرا ان استشهاد الفتى حسين الجزيري في ذكرى 14 فبراير شاهد صارخ على تغليب العنف عند السلطة على لغة الحوار، مشيراً إلى أن الحوار من هذا النوع سيقضي على أي أمل من لقاء لحل الأزمة فلا يبقى من حل إلا مزيد من الخصومة.
وحذر من كارثة اذا تبين ان الحوار خدعة لان ذلك قد يسد الباب أمام كل فرص الحوار ويقضي على أي أمل في حل الأزمة.
وقال عالم الدين البحريني "إن تبين خدعة الحوار أو مزحة سيكون شراً ألف مرة من عدم الحوار نفسه، وقد يغلق كل الأبواب على أي حل"، موضحاً أن "حوار من هذا النوع إذا انكشف أمره بشكل جلي، لن يُبقي أي صوت للحل أو التقارب".
وأكد أن الرابع عشر من فبراير جاء من جديد ليقول بإن "الشعب يريد الاصلاح السياسي، وما يستتبعه من أنواع الاصلاح الأخرى التي لا يستقيم وضع الوطن إلا بها"، مشدداً على أن الحراك يصرّ على هذا المطلب.
وقال إن "هذا الشعب صبور على كلفة الوصول إلى هذا المطلب، وأنه يحتضن حراكاً شعبياً سلمياً صامداً، وأنه يرفض الطائفية ويرفض الارتهان للخارج، أو نسيان شيء من أحكام دينه ومصلحة الوطن"، مشيراً إلى أن كل ذلك أكدته سنتين من عمر الحراك، وصبر الشعب في ازدياد، وصموده في قوه، وجماهيره المشاركة في الاحتجاجات في تعاظم، وقد دخلت في المشارك مختلف الشرائح، وشعار السلمية ثابت، والنية ما فسدت والترابط في استحكام.
وحذر الشيخ قاسم "كل التحذيب من أي كلمة تثير الفرقة، ومن أي تطلع من غير حساب ليوم تتفتت في وحدة الشعب"، داعياً للإبتعاد عن كل المهاترات، قائلاً: "ستُهزمون مئة بالمئة عندما يتفتت صفكم، وستُذلون عندما تحاربون بعضكم بعضاً".
وقال "قاله الرابع عشر من فبراير من جديد، أن شعب البحرين شعب مجد، إذا قال صدق، وإذا تحرك ثبت، جاء هذا اليوم من هذا العام بصمة جماهيرية فولاذية على مواصلة الحراك، وأن إرادة الاصلاح والتغيير لا تعرف التراجع وأنها اقوى من أن تُفل بالنار والحديد".
وأضاف "جاء هذا اليوم ليؤكد أن هذا الشعب لا يتعب، أو أنه إذا تعب لا توقفه مطالبه المتاعب، وليؤكد أن الألام المضنية يضيف لها هذا الشعب السنة والسنتين والعشر، دون أن يعود من حراكه خاسراً وإلى حالة الفساد والإفساد، جاء هذا اليوم ليقول بأن هذا الشعب يؤمن برحمة الله ورأفته وأن أمله بالنصر لا يعرف الذبول".
وتابع الشيخ عيسى قاسم "جاء ليقول أن على كل المتعاملين مع قضية شعبنا عليهم أن يعرفوا عنه هذه الخصائص، وأن رقاب أبناء هذا الشعب لا تنحني، وأن إرادتهم لا تنكسر . لا يركعون إلا لله، ولا تخر جباهمم إلا لعظمته، جاء ليقول بأن على كل واهم أن يتخلى عن وهممه بأن هذا الشعب يمكن أن يستسلم وأن ينسى كرامته ويتراجع عن مطالبته بحقوقه، ولكل المتوهمين قال لهم الرابع عشر من فبراير من جديد عليهم أن يتخلوا عن هذا الوهم".
وأكد أن الشعب له كل هذه الصلابة، فإنه واعٍ كل الوعي. مؤمن كل الايمان. بعيد عن العصبية كل البعد، ناءٍ عن الارهاب والعدوان، مشيراً إلى أن الشعب يعرف ان الحوار هو الهدف، وأن المسيرات والاحتجاجات ليست هي الهدف، وأن كل ذلك لن يكون له وجود إذا تحققت المطالب وهي الهدف، والحكومة تعلم تماماً ذلك.
وقال "الهدف هو الاصلاح الجدي التي تنهي حالة التفرد بالسلطة، وتحقيق مقياس الكفاءة والمواطنة، ومن كون الشعب مصدر السلطات، وكلما تأخر الاصلاح أو ألتف عليه كلما استمرت المسيرات استعادة للكرامة واستجابة لأمر الدين".
وشدد الشيخ قاسم على أنه لا مخرج من الأزمة إلا الاصلاح، فلا يفيد قمع ولا مساوامات كيدية، وأن إصلاحاً شكلياً لن يخدع الشعب، وأن جر الشعب لأسلوب العنف لتوجيه ضربة قاضية له. دونه وعي الشعب والنصيحة الصادقة من كل قياداته، مؤكداً أن الشعب لا يملك إلا أن يواصل حراكه السلمي دفعاً للظلم عن نفسه.