وذكر العماد الفريج في لقاء مع التلفزيون السوري أمس أن الاعتداء الإسرائيلي على مركز البحث العلمي في جمرايا بريف دمشق تم بتنسيق بين العدو الإسرائيلي والمجموعات الإرهابية بعدما تعرض ذات المركز لعشرات الهجمات من هذه المجموعات بهدف الاستيلاء عليه وتدميره.
ولفت العماد الفريج إلى أن فشل الأدوات الإرهابية في الاعتداء على هذا المركز الذي يخدم الدفاع عن الذات دفع "إسرائيل" إلى التدخل وتنفيذ الاعتداء بواسطة طيرانها والرد على الخسائر التي تعرضت لها أدواتها من العصابات الإرهابية وعلى العمل العسكري السوري الذي منعها من تحقيق النتائج المطلوبة لأعداء سورية.
وقال "إن العدو الإسرائيلي أعطى الأوامر للمجموعات الإرهابية المسلحة لاستهداف وسائط الدفاع الجوي وإخراجها خارج الخدمة لأنه يعرف أن لدى سوريا وسائط دفاع جوي تغطي مساحتها وهي تمنع طيرانه من الخرق الذي لا يكون معلوما من قبلنا بعدما اتخذت القيادة العامة إجراءات محددة غطت خرقه المعادي الذي حصل منذ سنوات".
وأوضح العماد الفريج أنه لا يمر يوم إلا وتقوم به المجموعات المسلحة باستهداف وسائط الدفاع الجوي من رادارات وأدوات حرب إلكترونية ومضادات طيران بشتى الوسائل بهدف تدميرها أو تعطيلها وإخراجها خارج الخدمة وعندما لا تتمكن من الوصول إلى هذه الوسائط المنتشرة والموزعة على كافة أنحاء سورية وفي مناطق نائية وبعيدة تقوم برميها بقذائف الهاون لتخريب أجهزة الرادار.
وأضاف العماد الفريج عندما رأت القيادة أن هناك تركيزا كبيرا على وسائط الدفاع الجوي قررت تجميعها في أماكن آمنة لا تستطيع المجموعات الإرهابية أن تطالها أو تستهدفها بقذائف الهاون وهذا التجميع تسبب بثغرات في التغطية الرادارية على بعض الاتجاهات وهذه الثغرات يعرفها المسلحون والعدو الإسرائيلي.
وأشار العماد الفريج إلى أن "مطار تفتناز يقع قرب الحدود التركية وهو عبارة عن مطار حوامات موجود منذ زمن يحوي قسما من الحوامات المعطلة والمنسقة وعناصره هم من الفنيين وليسوا مجهزين للقتال في مثل هذه الظروف وليسوا قوات خاصة وعندما حصل ضغط كبير عليه من الإرهابيين لمدة شهر ارتأت القيادة أنه لا داعي للبقاء في المطار وتعريض عناصره للخطر فتم نقل العتاد الموجود فيه والجاهز للاستخدام منذ فترة فيما بقي العتاد المنسق حطاما في أرضه وبالتالي ليس ذا أهمية عسكرية استراتيجية".
ولفت وزير الدفاع إلى أن مطار البوكمال مطار زراعي مخصص للطائرات الزراعية لمنطقة الجزيرة وهو غير مؤهل لأي طائرات قتالية ولكن يمكن أن تهبط فيه الحوامات وبالتالي لا أهمية للتمسك به لكونه أرض فارغة.
وقال العماد الفريج إن الجيش السوري لم يدخل مخيم اليرموك إطلاقا والمجموعات المسلحة بأمر من الكيان الإسرائيلي خططت لدخوله بهدف إحراج سوريا وإظهار أن الجيش السوري دخل المخيم لاستهداف الفلسطينيين بعدما يقوم المسلحون باستهدافهم ولكن هذه اللعبة لم تنطل على سوريا التي تركت المخيم لأهله من اخوتنا الفلسطينيين ليعالجوا الموضوع بالشكل الذي يرونه مناسبا لإخراج المسلحين وبالتالي ليس للجيش أي تواجد داخل المخيم نهائيا.
وقال وزير الدفاع إن سوريا تقود محور المقاومة في المنطقة والذي يتصدى للمخطط الصهيوني الأميركي الهادف لتحقيق ما يريده الكيان الإسرائيلي بالدرجة الأولى وهذا المخطط حاول لي ذراع سوريا وإسقاطها من الخارج لسنوات طويلة سواء من خلال عدوان عام 2006 أو احتلال العراق والتهديد الأميركي لسوريا.
وأضاف العماد الفريج إن فشل مخطط إسقاط سوريا من الخارج دفع المتآمرين للانتقال إلى محاولة إسقاطها من الداخل فخططت الدوائر الأميركية والغربية والصهيونية وكل من يدور في فلك كيان الاحتلال الإسرائيلي من أجل ذلك وبما أن هذا المخطط يحتاج إلى تمويل وأدوات تولت أنظمة عربية مع الأسف التمويل فيما كانت الأدوات هي المجموعات المسلحة التي جاؤوا بها من الخارج بالالاف حاملة الفكر التكفيري وفي مقدمتها "جبهة النصرة" وغيرها من التسميات المتشددة والأصولية البعيدة كل البعد عن الإسلام إضافة إلى تجنيد متآمرين من داخل القطر.
وأوضح العماد الفريج أننا كعسكريين نعلم أن أي حرب خارجية أسهل بمئة مرة من الحرب الداخلية ولذلك تم تجنيد إمكانيات هائلة جدا للمؤامرة على سوريا وزعزعة استقرارها من إمكانيات تقنية وعسكرية ومادية ضخمة.
وبين العماد الفريج أن المجموعات المسلحة تستهدف البنية التحتية للدولة من مشاف ومدارس ومعامل وتستهدف القطاعات الخدمية الأساسية من طاقة وكهرباء وماء إضافة إلى طرق المواصلات والنقل بما يعني أنها تستهدف المواطن العربي السوري بالدرجة الأولى.
وأوضح العماد الفريج أن القوات المسلحة تلاحق العصابات التي تهدف لتخريب الوطن وتمنعها بشتى الوسائل من تحقيق أهدافها فإذا كان بإمكان مجموعة من اللصوص في الأحوال العادية أن يروعوا منطقة فكيف بالاف التكفيريين المنتشرين في المحافظات والمدعومين من الخارج عسكريا ولوجستيا وماديا.
وأكد العماد الفريج أن القوات المسلحة ستبذل كل ما تستطيع من أجل حماية المنشآت الاقتصادية والخدمية وإيصال المواد التموينية إلى المواطنين وهي تدعوهم للتعاون معها من خلال إعلامها عن هذه العصابات وأماكن تواجدها حتى تتم ملاحقتها ومتابعتها والقضاء عليها لافتا الى أن المهمة الأساسية للقوات المسلحة هي حماية الحدود والتصدي للعدو الصهيوني الذي يحتل أرضنا أو أي عدوان من الحدود الأخرى ولم تكن مهمتها بالأساس ملاحقة عصابات مسلحة ولكن عندما جندت أعداد كبيرة من الإرهابيين لتنفيذ المؤامرة على سورية أصبح من واجب القوات المسلحة التصدي لهم وملاحقتهم إذا دخلوا إلى أي حي أو مدينة أو قرية حتى إخراجهم منها.
وقال وزير الدفاع إن الإرهابيين يقومون بتهجير السكان في أي منطقة أو حي يدخلون إليه أو يقومون بقتلهم باستثناء من يوالي لهم ويقبل التجند معهم ولذلك يدخل الجيش السوري إلى مكان تواجد هوءلاء الإرهابيين فيه لتطهيره منهم وإعادة السكان إلى بيوتهم.