وأوضح السفير ركن آبادي في مقابلة أجرتها معه صحيفة "السفير" اللبنانية لمناسبة الذكرى الـ 34 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران ونشرتها اليوم الاثنين أنه "منذ بداية الحوادث في سوريا أشارت طهران إلى ان الغالبية الشعبية تريد إصلاحات بقيادة الرئيس بشار الأسد وأيدت هذا المطلب، لكنها حذرت أيضاً من أن ثمة مشروعاً أميركياً يخطط لإسقاط النظام في سوريا لأنه مقاوم وممانع بوجه الاحتلال الإسرائيلي"، معتبراً "أن الدخول الإسرائيلي المباشر على الخطّ السوري من خلال الغارة الأخيرة مؤشر الى يأس من إمكان نجاح المجموعات المسلحة في سوريا من إحراز تقدّم".
وقال: "فلينتظر الإسرائيليون نتيجة الخطيئة الكبرى التي ارتكبوها في جمرايا قبل أن يفكروا بمبادرات"، لافتاً الى "أن سوريا ليست كبقية البلدان بل هي ركيزة أساسية من ركائز المقاومة وعليهم أن يأخذوا هذا الأمر بالحسبان".
ورداً عن سؤال قال: "أعيننا وطاقاتنا كلّها موجهة صوب العدو الإسرائيلي ولا ننظر إلا الى هذا العدو، وندعم المقاومة ونعزّز إمكاناتها وقدراتها لمواجهته، داعياً "الجميع في لبنان الى لمّ الشمل والوحدة"، ومكرراً القول: "إننا لا نعرف إلا عدوّا واحدا هو العدو الاسرائيلي".
وأضاف: "نحن نبذل قصارى جهدنا من أجل الحد من وتيرة النعرات الطائفية والمذهبیة، ونحن في إيران منذ انتصار الثورة ولغاية اليوم قمنا بتأسيس مراكز عدة للتقريب بين المذاهب وللحوار الإسلامي المسيحي، وسنبقى نسير على النهج ذاته حتى نتحد ونوحد الجميع بوجه الاحتلال الإسرائيلي، وأملنا كبير بأننا نستطيع أن نلم شمل الجميع هنا في لبنان بمواجهة المشروع الإسرائيلي".
وعما إذا بدأت ظروف التسوية تنضج في سوريا في ضوء اجتماعات ميونيخ، قال ركن آبادي: "لطالما رددنا أن الطبيب الذي لا يعرف الداء لا يمكنه أن يقدم الدواء، ولكل طرف دوره لحل هذه المشكلة، ونحن منذ البداية أكدنا أن لا جدوى للاشتباكات العسكرية، وركزنا على ضرورة الحل السياسي. شيئا فشيئا فهم الجميع أن هذا الكلام محق، ولا جدوى من العمليات العسكرية وينبغي أن يتم الاتجاه صوب الحل السياسي، وخصوصا بعد زيارة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون اليى طهران ومقابلته المسؤولين الإيرانيين الذين أكدوا له أن إيران جزء من الحل وتستطيع أن تساعد فيه، وكذلك الأمر مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي حيث تكرر القول بأن إيران مستعدة لتقديم كل ما بوسعها من أجل الحل في سوريا وخصوصا الحل السياسي.. من هذا المنطلق، بدأنا نسمع ان كثيرا من الأطراف الدولية تتجه صوب الحل السياسي والإفادة من التجارب الإيرانية في حل الأزمة في سوريا، نظرا الى وصول هذه الاشتباكات المسلحة الى طريق مسدود".
وعن وجود تواصل إيراني مع السعودية في الملف السوري وسواه، أوضح السفير ركن آبادي "أن العلاقة مع السعودية متواصلة، وثمة لقاءات واتصالات مستمرة، ونحن نعتبر أن مواقف السعودية تجاه الأزمة السورية في الآونة الأخيرة تصب في اتجاه الحل السياسي والسلمي وتدل على استيعاب الظروف في هذه المرحلة بالذات. هذه الأمور كلها تساعد بإيجابية في حل الأزمة السورية".
وأكد ركن آبادي أن الذكرى السنوية الـ 34 لانتصار الثورة الإسلامية "تحل وإيران أقوى وهي تعزز قوتها في كل سنة، وقد حققنا هذه السنة إنجازات كبرى في الاتجاهات المختلفة، وفي المرحلة الأخيرة أرسلنا القردة الى الفضاء على مسافة 120 كيلومترا، وأعلنا انه قبل سنة 2020 سنرسل أول إنسان من إيران إلى الفضاء".
أضاف: "وقد خطونا خطوات جبارة في اتجاه «تقنية النانو» والصناعة والطائرات والغواصات والسفن وآخرها الطائرة الحربية «قاهر 313» المضادة للرادار، وثمة اكتفاء ذاتي في المجالات كافة: في إنتاج وتصدير القمح وعلى الرغم من الضغوط كلها والحصار والحظر، فإن الشعب الإيراني متمسك بالمبادئ ولا يمكنه أن يتراجع عنها قيد أنملة، والجميع في إيران متفق على هذا الموضوع".