وفي التداول الإعلامي العربي والغربي على السواء نشرت الكثير من المعلومات عن دور المملكة العربية السعودية ولا سيما الأمير بندر بن سلطان في رعاية وتمويل مسلحي هذا التنظيم في سورية . إحدى الفضائيات العربية المؤيدة للمجموعات المسلحة في سورية بثت تقريرا لصحافي جال في المناطق التي تسيطر عليها مجموعات القاعدة في سورية وعاد بما سنشاهد .
تقرير...عند دخولي إلى سوريا من بوابة إعزاز بحلب لم أصادف أياً من المقاتلين الأجانب والعرب الذين سمعت عنهم بل قابلتهم في حلب على خط الجبهة، هناك اتخذوا مواقعهم الحصينة والخطيرة وجهاً لوجه مع قوات النظام. التكتيك العسكري الذي يتبعونه يجعل من السهل عليهم إيجاد موطئ قدم في مدينة شاسعة كحلب لأنهم يختارون أماكن يتردد حتى مقاتلوا الجيش الحر في التواجد فيها مثل حي الإذاعة، وشيئاً فشيئاً يترك مقاتلوا الجيش الحر بأنفسهم هذه المواقع لجبهة النصرة وأحرار الشام التي تضم عدداً كبيراً من العرب والأجانب من مختلف الدول ليبيا المغرب تونس، مصر الخليج الشيشان، لكن لا تواجد مطلقاً لأفغان أو باكستانيين. في الفترة الأخيرة قام مقاتل جبهة النصرة بتغيير مواقعهم، وانتشروا في الريف الحلبي بشكل خاص كما استولوا على كتيبة دفاع جوي شرقي حلب وأصبحوا أقوى التشكيلات العسكرية، وخاصة بعد انقطاع دخول السلاح إلى سوريا لمدة شهر كامل، فقام مقاتلوا الجبهة على المقرات العسكرية الحصينة جداً واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة وبالتالي أصبح لديهم سلاح يمكن أ يقوموا بتوزيعه على الكتائب الأخرى لكن بشروط، تبني أفكار القاعدة ولو في الإعلام فقط، طبعاً انتقالهم إلى الريف جاء بسبب شعورهم أن الجيش السوري الحر سيلتفت إليهم ليلاحقهم في حال قرر الغرب دعم الثوار بالسلاح، الثمن سيكون محاربة القاعدة الأمر الأخطر حالياً هو انتشار محاكم شرعية لجبهة النصرة في بعض المواقع في ريف حلب ويصدرون أحكام متشددة جداً في قضايا مثل السرقة أو ضد من يشرب الخمر، والسوريون في مناطق الثورة يبدو أنهم قرروا في غالبيتهم بضرورة القضاء عليهم قبل أن ينشئوا محاكم رسمية تستمد قوانينها وأحكامها من مرافعات أيمن الظواهري الميدانية.
حسن تدبيره في تنسيق العمليات الأمنية والاستخبارية في عد من الدول العربية وحسه العالي بدعم الإرهاب أمور سارعت في عودته إلى المخابرات السعودية كجائزة له على ما سبق، وغير ذلك الكثير. بندر بن سلطان يطمح للحصول على مناصب أعلى عبر تنفيذ وعوده بإسقاط الدولة السورية من خلال تجنيده ودعمه للإرهابيين، ولأن إسقاط الدولة في سوريا ليس متاحاً فقد قرر بن سلطان أن يوحد مسلحيه بالقوة تحت راية جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، لأنها بحد رأيه الأقدر على إسقاط سوريا ولو كلفه هذا الأمر مئات القتلى من المجموعات المسلحة إذ لا يمانع بندر بن سلطان في سبيل توحيد المسلحين تحت راية جبهة النصرة أن تقوم الأخيرة بتصفية كل قادة المجموعات المسلحة الذين يرفضون الانضمام للنصرة. الأمر المباشر للأمير السعودي بقتل كل من يخالف جبهة النصرة كشفته مصادر عدة، المصادر تحدثت كذلك أن مجموعات سلفية من دول عربية يقودها بنفسه ولها باع طويل في القتل والتدمير، ولتدريب قوات جبهة النصرة مفارقة لا يفهمها إلا من يعرف أن سمير جعجع حليف حقيقي للأميركيين وهم من قدموا النصيحة له بالتعاون مع الوهابيين لأنهم ممسوكون من بندر بن سلطان من استخباراته مباشرة في أحيان كثيرة.
هذا بعض ما تتداوله وسائل الإعلام العربية المؤيدة والمعارضة للمجموعات المسلحة في سورية التي تقاتل الجيش السوري عن تعاظم نفوذ تنظيم جبهة النصرة المرتبط بالقاعدة في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في سورية وعن الدور السعودي في دعمه وتمويله . وفي الآونة الأخيرة اكتسبت هذه المعلومات إضافات من الإعلام الغربي حيث نشرت بعض وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة في الولايات المتحدة وأوروبا تقارير تشير بوضوح إلى مدى انتشار عناصر القاعدة وتزايد قوتها والجهة التي تقف خلفها .
تقرير... كشفت نشرة مُتخصّصة في الشؤون الإستراتيجية تصدر في باريس أن الاستخبارات العامة السعودية هي التي تقف خلف تأسيس "جبهة النصرة في بلاد الشّام" التي تقول بأنها تُخطّط لإقامة "دولة الخلافة" في سورية بعد "انهيار نظام الرئيس بشار الأسد،
وقالت نشرة "انتليجنس أونلاين" (Intelligence online)، التي تستقي معلوماتها عادة من مصادر استخباراتية غربية، أن الاستخبارات العامة السعودية، التي يتولّى رئاستها الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، استغلت اتصالاتها المُوسّعة مع حركات جهادية في العراق للمساعدة على تأسيس جبهة النصرة،
وأضافت النشرة أنه "بفضل التمويل من إدارة المخابرات العامة ومساندة حُلفاء المخابرات السعودية في لبنان، تمكنت جبهة النصرة بسرعة من تسليح قواتها وتحقيق انتصارات على الجيش السوري، كما لها سمحت الخبرة في التفجيرات الانتحارية التي اكتسبتها في العراق بتوجيه ضربات مُوجعة للنظام السوري المال والسلاح والرجال
وكانت عدة مواقع الكترونية قد تداولت في الآونة الأخيرة ما قيل أنها "وثائق سرية مُسرّبة" صادرة عن وزارة الداخلية السعودية، تحدّثت إحداها عن "وجود مسؤول عسكري سعودي يعمل على تزويد الجماعات المُسلحة في سورية بالمال والسلاح"، وتحدّثت أخرى عن قرار بإصدار عفو لصالح مئات من المُجرمين المحكوم عليهم بالإعدام في قضايا ترويج مخدرات وقتل واغتصاب، على أن يتم توجيههم للقتال في سوريا ضمن ميليشات الجيش السوري الحر". وذهبت بعض المواقع إلى حدّ إتهام الأمير بندر بن سلطان بالوقوف وراء "جبهة النصرة".
تدعو "جبهة النصرة" إلى إقامة دولة إسلامية في سوريا. وقد تحدّث مُؤخّراً زعيمها المُفترض، أبو محمد الجولاني، عبر قناة الجزيرة القطرية، مُخاطبا أنصاره قائلاً "إن مرحلة انهيار السلطة في سورية تترك فراغاً أنتم خير من يملأه"، مُضيفا "نحن نتّجه بإذن الله إلى تأسيس دولة الخلافة والشورى في سورية
ودعا الجولان أفراد جبهة النصرة إلى توفير الأمن للناس وعدم قصر ولائهم على جماعة الجبهات دون غيرها.
كما أنه عليكم أن توفروا الأمن للناس ومراكز إصلاح ذات البين والفصل في النزاعات فإن مرحلة انهيار السلطة تترك فراغاً أنتم خير من يملؤه، وعلى كل فردٍ من أفراد الجبهة أن لا يقصر ولاؤه على أفراد الجماعة فحسب.
وذهب أحد الزّعماء الرّوحيين لـ"جبهة النصرة"، أبو محمد العطاوي الذي إلتقت به مُؤخّراً سارا دانييل (Sara Daniel)، المُراسلة الخاصة لمجلة "لو نوفيل أوبسرفاتور" (Le Nouvel Observateur) الأسبوعية الفرنسية بمخيم الوحدات الفلسطيني في الأردن – إلى أبعد من ذلك، حين قال بأن "الانتصار لن يتوقف في سوريا"، مُتنبّئاً بأن "الانتصار ليس إلا مسألة عدة أشهر".
الشعب السوري سيأتي ببديل يرفع راية لا إله إلا الله ومحمد رسول الله.