ودعت الرموز المعتفلون الشعب البحريني الى إحتضان الثورة وحمايتها وإعادة انتاجها رغم آلة قمع وتنكيل النظام الخليفي واكدوا على الاستعداد لمعركة طويلة النفس وكثيرة التضحيات.
وناشدت جميع القوى الشعبية والجمعيات المعارضة في البحرين ان تبذل جهودها من أجل توحيد الطاقات للمعركة المصيرية.
وأكدت القيادات السياسية في السجن في بيان لها بعد تأييد محكمة التمييز الأحكام ضدها على أن "الحقيقة الجلية للرأي العام الحقوقي المحلي والدولي أن هذه الأحكام هي في واقع الأمر دليل إدانة للنظام القضائي في البحرين ولتغول العائلة الحاكمة وسلطتها التنفيذية على السلطة القضائية واستخدامها أداة بطش ضد خصوم النظام".
وإليكم نص البيان:
بعد 22 شهراً من الاعتقال التعسفي والمحاكمات الصورية، أصدرت محكمة التمييز حكمها النهائي بتأييد أحكام مايسمى محكمة السلامة الوطنية (العسكرية)، ونحن إذ نشعر بالفخر والاعتزاز بأننا نواصل مشاركتنا أبناء شعبنا محنتهم خلف قضبان السجن أو أمام الات القمع في الشوارع والميادرين، فإننا نؤكد الحقائق التالية:
1- نحن أصحاب رأي وموقف وكانت محكمتنا في جوهرها محاكمة سياسية. وقد خلت اوراق الدعوة من اي دليل مادي يربطنا وأخوتنا المحاكمين غيابياً بأي أعمال عنف مزعومة، كما لم تُقدم أي أدلة على تهمة التخابر مع جهة أجنبية، وهي التهمة الملفقة التي نفتها على أي حال اللجنة الملكية لتقصي الحقائق (لجنة بسيوني) في الفقرة (1584) من تقريرها. وقد استندت الدعوى في الاساس على ادعاءات جهازالأمن الوطني بوجود تنظيم سري يجمع المتهمين المعروفين بإنتماءاتهم التنظيمية والسياسة والأيديولوجية المختلفة، وبأن هذا التنظيم المزعوم قام بمؤامرة مدعومة لقلب نظام الحكم واشاعة الفوضى والدعوة للعنف. ولم يقدم مسؤولو الأمن الوطني – وهم الذين اتهمتهم لجنة بسيوني بممارسة التعذيب حتى الموت – أي دليل مادي فيما زعموا انهم إستقوا معلوماتهم من "مصادر سرية " لم يفصحوا عنها لأنها مختلقة ووهمية.
2- إن محاكماتنا ومحاكمات مئات من المناضلين جرت وتجري على نفس النهج الذي سار عليه نظام الحكم في استغلال النظام القضائي لتصفية حساباتها السياسية مع المعارضة. وقد حدث مثل ذلك في محاكمة قادة هيئة الاتحاد الوطني في سبتمبر عام 1956م التي انتهت بنفي بعضهم إلى جزيرة سانت هيلانة بذات التهم تقريباً التي حوكمنا بها، حيث صدر الحكم آنذاك من قبل هيئة محكمة يرأسها أحد شيوخ القبيلة الحاكمة كما هو حال محكمة التمييز التي أيدت الأحكام العسكرية الظالمة الصادرة ضدنا وترأسها شيخ آخر من شيوخ آل خليفة.
الحقيقة الجلية للرأي العام الحقوقي المحلي والدولي أن هذه الأحكام هي في واقع الأمر دليل إدانة للنظام القضائي في البحرين ولتغول العائلة الحاكمة وسلطتها التنفيذية على السلطة القضائية واستخدامها أداة بطش ضد خصوم النظام.
3- نحن جزء من حراك وطني راسخ يستمر منذ عقود طويلة شاركت فيه أجيال متعاقبة من المناضلين والمواطنين في انتفاضات لم تتوقف منذ خمسينيات القرن الماضي، وقد منحه شبابنا البحريني الواعي دفعة عظيمة في 14 فبراير 2011 حيث تفاعلوا مع ربيع عربي ثوري انطلقت من تونس ومصر وانتشرت كالنار في الهشيم في بيئة عربية تواقة للحرية والديمقراطية والكرامة الانسانية. وقد شاركنا شعبنا في ثورته منذ انطلاقها وشاهدنا شبابنا يتقدمون الصفوف ويقودون العمل الميداني ويقدمون الشهيد تلو الآخر ويستقبلون الرصاص بصدورهم العارية ويحتضنون في أجسادهم شظايا طلقات الشوزن، وفي كل مرة يصابون فيها أو يخرجون من المعتقلات أو أقنية التعذيب يعاودون الكرة. نحن نفخر بأن شعبنا نساءً وشيوخاً ورجالاً وشباباً متمسك بإحتضان الثورة وحمايتها وإعادة انتاجها رغم آلة القمع والتنكيل، وقد أعدّ نفسه لمعركة طويلة النفس كثيرة التضحيات لأنه يدرك بأن الحرية والكرامة لا يقدران بثمن، وبأن التاريخ يشهد بأن النصر في النهاية الأمر للشعوب.
4- الحرية لا تقبل التقسيم أو التجزئة، وكذلك شعبنا وقواه الوطنية المعارضة. إن معركة الحرية التي تخوضها القوى الثورية والإصلاحية الحقيقية هي معركة مبادئ لا مصالح. ونحن من جانبنا نُحيي جميع القوى الشعبية والجمعيات المعارضة في جهودها من أجل توحيد الطاقات للمعركة الواحدة المصيرية من أجل يوم نكون فيه جميعاً متساوين في المواطنة، أخوة متحابين، مواطنين لا رعايا.
5- لقد حان الوقت. نعم حان الوقت الذي ينتهي منه الظلم والقهر والتمييز والتهميش، الوقت الذي تنتهي منه هيمنة القبيلة على الدولة وتتوقف فيه الإمتيازات لصالح النخبة الحاكمة وبطانتها الفاسدة، الوقت الذي يبزغ فيه فجر الحرية التي استحقها شعبنا بتضحياته الجسام، الوقت الذي نصلح فيه مؤسسة القضاء لتكون مؤسسة عادلة مستقلة وأمينة على حقوق الناس، الوقت الذي يستوي فيه المواطنون في وطننا الجميل بأهله كأسنان المشط.
نحن على عهدنا باقون، لم تفتر همتنا أو يفت عضدنا، خدام لهذا الشعب المناضل العظيم، يداً واحدة مع أخوتنا المناضلين في كل موقع داخل السجن وخارجه وفي المنافي، نشكر الله على عظيم نعمه علينا ووافر رحمته بنا، ثم نشكر شبابنا وأبناء شعبنا الذين لم يشق اليأس طريقاً إلى قلوبهم رغم القسوة البالغة والقوة المفرطة التي يواجه النظام بها احتجاجاته السلمية.
سلام لكم أيها الشهداء رافعي رايات موكب الحق. سلام عليك يا أم الشهيد وعلى أهله وذويه. سلام عليكم أيها الجرحى الشجعان. تحية لكم أيها الشباب والنساء والرجال في المعتقلات والشوارع والميادين لأنكم تعاهدتم الا تعودوا إلى بيوتكم هانئين قبل أن ينجلي الظلم وينكسر القيد.
شكراً لمحامينا الأجلاء الذين كانوا شركاءنا في الدفاع عن حق التعبير والرأي الذي كان جوهر قضيتنا أمام المحكمة. شكراً لكل من تضامن معنا ومع اخوتنا المعتقلين. شكراً لأحرار العالم أفراداً ومؤسسات حقوقية وسياسية ونقابية الذين ساندوا شعبنا في محنته وانتصروا لقضيته وكانوا بلسماً لجراحاته.
الحرية والعدالة والكرامة الانسانية هدفنا، والوحدة طريقنا، والنضال السلمي نهجنا. عاش شعبنا المناضل. عاشت ثورة 14 فبراير المجيدة.
معتقلو الرأي:
1- عبدالوهاب حسين
5- عبدالجليل السنكيس
9- عبدالهادي الخواجة
2- حسن مشيمع
6- سعيد النوري
10- صلاح الخواجة
3- محمد حبيب المقداد
7- عبدالهادي المخوضر
11- محمد على رضي
4- ابراهيم شريف السيد
8- ميرزا المحروس
12- محمد حسن جواد