منذ أشهر ووسائل الاعلام في دول الخليج الفارسي تحرض طائفة ضد طائفة أخرى، وتدعو منذ أسابيع بذريعة الظلم الذي يقع على فئة من العراقيين الى الثورة ضد حكومة نوري المالكي في العراق فكأنها تريد أن تنتقم من حكومة المالكي لسقوط نظام صدام حسين وحزب البعث في العراق على يد الامريكان.
الحقد الطائفي لدى بعض حكام الخليج الفارسي هو الذي يحرضهم على الدعوة الى الفتنة الطائفية، لانهم يظنون أنهم سيكونون بمنأى عن هذه الفتنة، ولكن الواقع يقول غير ذلك، لان شعوب المنطقة لم تعد كالسابق والربيع العربي ايقظ الشعوب من سباتها، والشعوب العربية تدرك حقيقة الانظمة العربية في المنطقة والتي تضع خيرات بلادها تحت تصرف الامريكان والاوروبيين والحلف الاطلسي من أجل بقائها في الحكم واسكات شعوبها المغلوبة على أمرها.
ان الحكام الذين يدعون الى الفتنة الطائفية، يواجهون غضب شعوبهم، وهم مكروهون عند شعوبهم، ألم تر الشعوب العربية والاسلامية تكره التعصب والطائفية وتبحث عن حكومات لا تستخدم الدين أداة للتفرقة والقمع والطائفية والعنصرية.
إن هؤلاء الذين يدعون الى الفتنة الطائفية هم في الواقع، ينفذون أجندات امريكية، اوروبية صهيونية، من أجل اثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد حتى يظل الاجانب، ينظرون الينا ويضحكون علينا ونحن نقتتل فيما بيننا لا لشيء سوى اشباع نهم الاستعمار ورغبات بيادق الاستعمار .
إن من يدعون الى الفتنة الطائفية وإقتتال المسلمين، هم الان يواجهون في داخل بلدانهم تحركات ضد حكوماتهم ، فالحكومة السعودية تواجه انتفاضة الشباب في الداخل الذين يثورون ضد حكومة ال سعود التي تجثم على هذا البلد منذ قرن والتي تحكم الشعب حكما قبائليا ديكتاتوريا ، والحكومة البحرينية تواجه منذ عامين ثورة الاغلبية ضد الحكم الملكي المتسلط على رقاب الشعب بمساعدة الاسطول الخامس الامريكي، والكويت تواجه معارضة متزايدة لحكومة ال صباح ، والامارات تواجه معارضة متزايدة ضد حكومة ال نهيان ويتهمها النظام بانها منظمة من قبل جماعة الاخوان المسلمين في مصر وشيخ قطر الذي اطاح بوالده واستولى على السلطة بالقوة يواجه معارضة من داخل العائلة.
هؤلاء الحكام الذين يحرضون على الفتنة الطائفية واقتتال ابناء المذاهب، هم يواجهون معارضات في الداخل ويريدون باثارة النعرات الطائفية حرف انظار شعوبهم الى قضايا خارجية، فهم منذ عامين يعبؤون المتطرفين والسلفيين من تنظيم القاعدة ويزودونهم بالمال والسلاح ويرسلونهم الى سوريا للقتال هناك من أجل ما يسمونه تحرير سوريا ولم تنته الحرب في سوريا بعد، فهم الان يوجهون انظارهم نحو العراق لتدميرما تبقى من العراق بعد ان قام البعثون بمهمة تدمير العراق على رؤوس ابنائه.
شاكر كسرائي