وصرح الرئيس اللبناني السابق في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية بالقول ان علاقته مع سوريا بدأت بعد ان تسلم قيادة الجيش وكان هناك دعم مطلق من سوريا للبنان، واضاف ليس فقط اثناء فترة قيادة الجيش وانما كذلك مع تسلمه رئاسة الجمهورية، مشيرا الى استمرار الدعم السوري للبنان حتى الان.
وقال لحود ان ما يحدث في سوريا الان ليس وليد الساعة انما يعود الى مواقف سوريا كونها الدولة العربية الوحيدة بين جميع الدول العربية التي مازالت واقفة في وجه الكيان الاسرائيلي.
واضاف انه لا يمكن مواجهة العدو الاسرائيلي بالكلام فقط، انما بالقوة وهي الطريقة الوحيدة التي يتم التعامل فيها معه، مشيرا الى أن صدور القرار 425 استغرق 28 سنة حتى صدر، ولم تكن الامم المتحدة ولا غيرها بقادرة على اصداره، مؤكدا انه لولا القوة لم يكن التحرير ولم يكن للبنان ان تقف في 2006 في وجه الكيان الاسرائيلي.
واوضح اميل لحود ان ما يجمع لبنان وسوريا هي قضية المبادئ وبهذه المبادئ يقف الشعب السوري مع الرئيس الاسد. وأكد ان الشعب السوري مع الرئيس بشار وان الجيش السوري يمتلك عقيدة بقضيته التي هي قتال الكيان الاسرائيلي.
وقال لحود ان الجيش السوري جزء من الشعب وهو يريد المسير في هذه الاستراتيجية التي يسر فيها الاسد ولا يرتبط الامر بشخص الرئيس الاسد انما يرتبط بكرامة سوريا.
واشار الى ان الصور تثبت ان عدد المعارضين لا يوازي عدد المناصرين لبشار، موضحا ان ما تظهره بعض القنوات الفضائية من تركيب للصور لاظهار المعارضة بعدد اكبر لم يتمكنوا لحد الان من اثبات ذلك.
* الجامعة العربية والقضايا العربية
وفيما يخص الجامعة العربية قال الرئيس اللبناني السابق ان المراقبين ذهبوا الى سوريا وشاهدوا ما يحدث على الارض ان القوة التي يستخدمها الجيش هي رد على المسلحين المدفوعي الاجر والذين يتم تسليحهم من قبل بعض الدول العربية.
واشار الى ان الجامعة العربية اوجدت للعمل من اجل مصلحة كل الدول العربية وخاصة من بعد احتلال فلسطينن حيث كان هم الجامعة العربية الاول تحرير فلسطين.
وتابع بالقول: لم يبقى من الدول العربية المؤمن بهذا المنهج الا سوريا ولبنان، مضيفا ان في لبنان من يقول اليوم ان على لبنان ان لا تتدخل في القضايا العربية وهو ما يبعث على الاسف.
وقال ان من المعيب ان ينأى لبنان بحاله عن القضايا العربية والقضية السورية وهو ما لا يجب ان يحدث لان هناك ارتباط، مضيفا ان الغرب بعد ان ينتهي من سوريا سينفرد بلبنان.
وأكد الرئيس اللبناني السابق ان من وقف مع لبنان اثناء العدوان الاسرائيلي في 2006 هي سوريا وايران في الوقت الذي سعت فيه امريكا لاستخدام فيتو ضد اي قرار لوقف اطلاق النار، لافتا الى ان الدول العربية كانت في حالة عيد لان العدو الاسرائيلي يضرب لبنان.
وتابع: ان الغرب يحاول القضاء على سوريا بعدما فشل في القضاء على المقاومة في لبنان وباستهدافه سوريا يحاول القضاء على المقاومة في لبنان.
* كل القصة هي الكيان الاسرائيلي.
وفيما يخص المواقف العربية شرح الرئيس اللبناني اميل لحود هذه المواقف تجاه القضايا العربية المصيرية، وقال انه ابان القمة العربية عام 2002 في لبنان حدثت اشياء يجب على العالم ان يعرفها لانها على ارتباط فيما يجري في سوريا.
واضاف الرئيس اللبناني السابق ان "قبل اسبوع من بداية القمة زارني الامير سعود بن فيصل وقال لي حرفيا ان هذه مبادرة الامير عبد الله ولم يكن يعلم من هو الامير عبد الله ولا من هو ابوه".
وتابع: "وبعد ان قرأت المبادرة التي كانت من صفحتين سألت سعود، كيف يكون هناك سلام بين العرب واسرائيل ولا يكون هناك حق للعودة، ولم اقبل بها، اجاب سعود ان الامير عبد الله سياتي بعد اسبوع ويمكنك ان تناقش مبادرته معه لانه سيأتي قبل ليلة من الافتتاح".
واضاف لحود: " قبل ليلة من الافتتاح جاء جميع الرؤساء العرب وطبقا للبروتوكول استقبلتهم في المطار لمدة خمس دقائق ويذهبوا ما عدا الامير عبد الله، حيث جلس معي اكثر من 40 دقيقة، ولم اتكلم حينها في الموضوع".
وتابع: "اخبرت عبد الله اني لا استطيع قبول هذه الموضوع لانه لا يتضمن حق العودة، واذا كان العرب لا يريدون حق العودة فاننا في لبنان نريدها لان الدستور (اللبناني) يقول -لا للتوطين لا للتقسيم - فاجاب عبد الله ان اكلم الامير سعود في هذا الموضوع لانه هو مطلع على القضية، اجبته انه هو اخبرني ان اكلمك انت، فقال لا يمكنك ان تكلمه الليلة اذا شئت ولكنه لم يأتي ليلتها".
واضاف لحود: "في الصباح التالي سمعت انه الرئيس ياسر عرفات سيتكلم من فلسطين مباشر بانهم (الفلسطينيون) ماضون في مبادرة الامير عبد الله، موضحا "انه كان يتوقع ان تسمع كل الوفود العربية خطاب عرفات وتقف وتصفق وتخرج على اساس انها قبلت المبادرة، بعد ان لمسوا اني اصعب الامور عليهم، فتوقعوا ان تمر بهذه الطريقة".
وقال : "رفضت ان يتم الامر بهذه الطريقة وطلبت ان يبعث (عرفات) خطابه في كتاب الى لبنان يقرأه رئيس الوفد الفلسطيني المشارك، ولاني لم اشأ ان اورط لبنان مع الدول العربية واقول ان الكل مشترك في اللعبة فقلت، كيف العمل اذا ظهرت نجمة داوود خلفه (عرفات) اثناء الخطاب".
وأضاف: "على هذا الاساس بعد وصول دور عرفات اعطيت دوره لوفد اخر وفي الحال ترك الجلسة خمسة وفود، ورفضوا الحضور في العشاء الرسمي"، وقال "تعرضت للوم من اقرب الوفود وكيف اعطيت الدور الى وفد اخر على اعتبار اني رئيس القمة وكان الجميع يعتقد ان سوريا اخبرتني بان امنع عرفات من الظهور، لكنه كان تصرف مني شخصيا".
واشار الى انه في الصباح التالي "وقفت الوفود التي لم تشارك في العشاء الرسمي مع وزير الخارجية اللبناني وكانوا يحملون مسودة فيها تعديل على المبادرة ولكن لم يكن فيها حق العودة، لكني رفضت وطلبت ان يكون حق العودة في المبادرة".
واضاف: "خرج بن سعود وكلم (وزير الخارجية الامريكي كولن) باول وبالتاكيد كلم باول اسرائيل، حتى يعرفوا (السعوديون) ماذا سيضعوا في فقرة حق العودة، وهذا يشير بشكل مباشر الى ان الاملاءات تأتي من هناك".
واوضح: "في النهاية بعد ما عرفوا ان مبادرة الامير عبد الله قد سقطت، خرجوا وتم اضافة البند الرابع الموجود حاليا في المبادرة العربية الذي يقول بحق العودة والذي لم يكن موجود في المبادرة".
وصرح بان ما يحدث الان هو تكرار لما حدث وهي عبارة عن املاءات للدول العربية، وامير قطر والسعودية يأتوا بها من الامريكان.
وقال ان اغلب الدول العربية لاتهتم للامر العربي وما يجري في العالم العربي على مر التاريخ، يستثنى من ذلك الجزائر التي طالما وقفت مع لبنان، وكذلك الرئيس السوداني حتى انشئوا المحكمة الخاصة به ليحاكموه.
واوضح ان كل ما يجري الان ياتي من الولايات المتحدة بايعاز من الكيان الاسرائيلي وبالضغط على الدول الغربية، مقابل خدمات تقدمها امريكا لهذه الدول.
وأكد ان الوحيد الذي ما زال يتكلم باسم الشعوب العربية وبالحقوق العربية وبالمقاومة في لبنان هو الرئيس السوري بشار الاسد، لافتا الى ان المقاومة في لبنان لاتنأى عن المسائل المصيرية التي تخص علاقة لبنان بسوريا.
* العالم وسوريا
وفي شأن ردود الافعال الدولية من الازمة في سوريا قال الرئيس اللبناني السابق ان ليس من مصلحة روسيا ولا من مصلحة الصين ان تكون كل المنطقة اصولية التوجه كما حدث في ليبيا ومصر وتونس ولا تريدان ان يفعل الغرب نفس الشيء في سوريا.
واضاف ان امريكا تحاول تعيد السيناريوهات التي نفذتها في اماكن اخرى، موضحا انه عند قراءة التاريخ يمكن معرفة المستقبل.
ان لدى روسيا مصالح في سوريا وهي من وقف مع سوريا والمسالة ترتبط بمصالح وليس مسائل عاطفية ولان الدول تتعامل بما يناسب مصلحتها.
واوضح ان اعتبار الولايات المتحدة اقوى دولة في العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، ومكن ادراك ذلك من خلال الازمة الاقتصادية التي عصفت بامريكا واوربا ولديها اليوم منافسين بقوة على سيادة العالم في المقام الاول تاتي الصين وروسيا ومن ثم الهند والبرازيل الذين يشكلون اكثر من نصف العالم من ناحية الفعالية والاقتصاد مما تشكل امريكا وبعض دول الغرب.?