رفع العلم الفلسطيني لأول مرة فوق منظمة أممية

رفع العلم الفلسطيني لأول مرة فوق منظمة أممية
الثلاثاء ١٣ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٩:٢٠ بتوقيت غرينتش

رفع علم دولة فلسطين اليوم الثلاثاء لأول مرة في مقر اليونسكو في باريس، وهي أول منظمة تابعة للأمم المتحدة منحت الفلسطينيين في 31 تشرين الأول/أكتوبر الماضي العضوية الكاملة على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وکيان الإحتلال الإسرائيلي.

و رفع العلم في حضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إيرينا بوكوفا عند الساعة 11,07 بتوقيت غرينتش في طقس ممطر.

وفي الوقت نفسه بث النشيد الوطني الفلسطيني داخل اليونسكو وسط تصفيق العديد من الموفدين الحاضرين.

وقال ناصر الفقعاوي وهو مسؤول حركة فتح في فرنسا: "إنه عيد بالنسبة لنا. إنه نصر. ننتظر الآن أن تعترف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية. إنه أمر أصعب لكنه سيتحقق يوما".

وقد سجل الفلسطينيون في 31 تشرين الأول/أكتوبر نصراً دبلوماسياً عندما أصبحت  فلسطين العضو الـ195 في اليونسكو إثر تصويت كاسح للمؤتمر العام حيث لم تعارض سوى 14 دولة.

وهذا الانضمام سيسمح لهم بتقديم طلبات لإدراج نحو عشرين موقعاً أثرياً ودينياً ضمن الإرث العالمي للإنسانية. ويرغب الفلسطينيون في أن تصبح كنيسة المهد في بيت لحم أول موقع يدرج "باسم فلسطين" في 2012.

وقد أغضب التصويت في تشرين الأول/أكتوبر الولايات المتحدة الحليف الأقوى للکيان الإسرائيلي إذ قال إنه يتعين على الجانب الفلسطيني التوصل أولا إلى اتفاق سلام مع الکيان قبل الانضمام كعضو كامل في أي منظمة دولية.

وأوقفت واشنطن على الفور تمويلها للمنظمة التابعة للأمم المتحدة. ويحظر قانونان أميركيان البيت الابيض من تمويل أي وكالة تابعة للأمم المتحدة تقبل الفلسطينيين كدولة.

والقرار الأميركي يحرم اليونسكو من 22% من ميزانيتها،  ما يجعلها تعاني من عجز قدره 65 مليون دولار هذا العام و143 مليونا في عامي 2012-2013.

وحدا ذلك بالمديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا للإعلان عن خطط توفير ضخمة رغم أن بلداناً أعلنت عن زيادة مساهماتها مثل إندونيسيا التي تعهدت بتقديم عشرة ملايين دولار والغابون بتقديم مليونين.

كما رد الکيان الإسرائيلي من جانبه بتدابير انتقامية شديدة من الفلسطينيين من خلال التسريع من وتيرة بناء المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة وتجميد نقل الأموال إلى السلطة الفلسطينية.

يذكر أن کيان الإحتلال ينقل شهرياً عشرات الملايين من الدولارات إلى السلطة الفلسطينية كرسوم جمارك يحصلها عن البضائع المتجهة إلى الفلسطينيين وتمر عبر الموانئ الإسرائيلية، غير أنها تعلق كثيراً نقل الرسوم كإجراء عقابي على خلفية النزاعات مع الجانب الفلسطيني.

لكن الکيان واجه ضغوطاً دولية فعدل لاحقاً عن تعليقه لتلك الاعتمادات المالية التي تشكل قسما كبيراً من ميزانية السلطة الفلسطينية.

ورغم انضمام فلسطين إلى اليونسكو، لم يؤثر ذلك إيجابا على المسعى الفلسطيني للإنضمام كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة إذ ما زال يتعين على الفلسطينيين الحصول على تسعة أصوات بين خمسة عشر صوتاً لأعضاء مجلس الأمن.

وحتى إذا تمكن الفلسطينيون من ذلك فقد أوضحت الولايات المتحدة أنها ستجهض هذا المسعى باستخدام حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به باعتبارها عضواً دائماً بالمجلس.

ومع أن هذا الطريق يبدو مسدوداً، فإن عباس أكد مجدداً في الخامس من كانون الأول/ديسمبر أن الخطوات مستمرة في المجلس. وبعد حفل اليونيسكو من المقرر أن يلتقي عباس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الساعة 17,00 ت غ قبل أن يتوجه بعد ذلك في جولة تشمل لندن وأنقرة.

وثمة حل بديل تدعمه فرنسا وهو طلب إجراء تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث يضمن الفلسطينيون الحصول على غالبية واسعة. ويحمل هذا الحل للفلسطينيين وضعاً أفضل كـ"بلد مراقب غير عضو" مقارنة بوضعهم الحالي كـ"كيان مراقب".

تصنيف :