ونقلا عن قناة المنار الاخبارية الجمعة حول الأسباب التي أدت إلى الفشل الأميركي، أكد موفاز أن "حزب الله يُظهر، بل وأيضا أظهر في الماضي، أن لديه مهارات استخبارية محترفة جداً، وفي الوقت نفسه لديه قدرات تكنولوجية متطورة جداً، ويجب القول إن حزب الله قام بالفعل بترميم كبير لأوضاعه وقدراته في الفترة التي أعقبت حرب لبنان الثانية عام 2006"، مشيراً إلى أن "حزب الله يملك منظومة أمنية شديدة الانضباطية والتماسك، ما يعني أنه لا يمكن أن ينضم أحد إلى صفوفه من دون إجراء تحقيقات وعمليات كشف ومتابعة دقيقة وعميقة جداً جداً، وعلى مراحل ومستويات متعددة. وهذه الإجراءات والتدابير غير موجودة حتى لدى دول. هذه هي قدرات حزب الله، إضافة إلى قدراته التكنولوجية المتطورة".
وألقى موفاز بلائمة الفشل الاستخباري الاميركي أيضاً على الاميركيين أنفسهم، إذ أشار الى أن "واشنطن زوّدت حكومة (رئيس الوزراء الأسبق فؤاد) السنيورة بمعدات تنصّت وتعقّب متطورة، والبعض يعتقد أن منها ما وقع (مباشرة) في أيدي حزب الله، أو أنها انتقلت إليه بطريقة أو بأخرى، ما ساعد هذا التنظيم على كشف قدرة الأميركيين الاستخبارية في لبنان".
وعن حجم الخسارة الاميركية الاستخبارية في الساحة اللبنانية، أكد موفاز أن "القلق الاساسي يتعلق تحديداً بسقوط عملاء لبنانيين أو أشخاص مقيمين في لبنان. ورغم أنه لم يجر القبض على أي من عملاء السي آي إيه من الاميركيين، لكن المشكلة هي في أن الاستخبارات عملت على بناء شبكة تسمى بالمصطلحات المهنية شبكة مصادر بشرية. ويستلزم ذلك جهداً وعملاً طويلي الأمد لبناء الثقة مع العملاء وتمكينهم من وسائل الاتصال والربط، أي ما يسمّى المعلومات الحيوية، بما يشمل نقل خبرات ومهارات إليهم. وهذا كله يتطلب وقتاً وجهداً، ما يعني أن سقوط المصادر البشرية هو ضربة قاسية جداً، لأن جهاز الاستخبارات سيضطر إلى تغيير أساليبه المتّبعة، وأيضاً البدء من جديد".