اميركا ستخرج من العراق مرغمة

اميركا ستخرج من العراق مرغمة
السبت ٠٥ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٢:٣٨ بتوقيت غرينتش

بغداد ( العالم ) 5/11/2011 – قال استاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية ببغداد الدكتور عزيز جبر شيال، ان هناك تيارين موجودين في العراق احدهما يؤمن بامكانية التعايش مع الاميركان او غيرهم والاخر يرفض اي نوع من العلاقة مع اميركا.

وفي حديث مع قناة العالم مساء الجمعة اوضح شيال بان التيار الاول ينطلق في رؤيته من منطلق المصلحة المادية التي يعتقد انها تتحقق بوجود الاميركي من خلال اتفاقيات متوازنة، اما التيار الرافض فينطلق من رؤية وطنية عميقة قد تأسست منذ امد بعيد اي منذ تصدي التيار الاسلامي لمناهضة التغريب والغزو الثقافي الغربي الذي اراد منه الغرب تغيير هوية المجتمعات الاسلامية .

واضاف شيال ان احد كبار القادة المتصدين للحملة الغربية هو الامام الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر الذي طالما هتف في خطبه بشعار – كلا كلا امريكا – وقد ورث التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر هذه المواقف رافضين الوجود الاميركي .

واشار استاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية الى ان هذا التيار الرافض والممانع يستند الى اساس فكري ، اي انه لم يكن هناك عداء شخصي بين السيد محمد الصدر وبين الولايات المتحدة بقدر ما هناك عداء لمنهج يريد ان يضرب الاسلام في صميمه ، وهذا الموضوع ما يزال قائما اذ ان غزو العراق الذي لم يحض بموافقة الامم المتحدة وبني على مقولات ثبت بطلانها فيما بعد ،هذا الغزو كان يهدف الى شرذمة المنطقة وادخالها في صراعات داخلية وتقسيم العراق الى اجزاء ، وبالتالي كان لابد ان يتصدى ابناء العراق الشرفاء لمثل هذا المخطط ليضعوا حدا لهذا التطاول ويفشلوا هذه المحاولة التي تهدف الى اضعاف العراق بل القضاء على دوره نهائيا .

وتساءل الدكتور عزيز: اين هو الامن الذي يتحدث عنه الاميركيون ويزعمون انه سيتدهور في حال انسحابهم ؟ موضحا ان الامر صار معكوسا تماما ، فعندما تقرر الانسحاب الاميركي وبدأ الجيش الاميركي بمغادرة المدن العراقية بدأ الامن يستتب بصورة افضل لان الغطاء رفع هنا عن بعض المتشدقين بالمقاومة ويقولون انهم يضربون المحتل في انهم يضربون العراقيين ، الان وقد انسحب الاميركان من المدن نرى ان الامن قد استتب وتقلصت العمليات الارهابية وازدادت بالمقابل العمليات ضد المحتلين ، اذن كانت هناك مقاومة لكن يتم التعتيم على افعالها والان بدأت تظهر الى العلن من خلال الفعل الذي بدأ يؤثر على الاميركي واجبره بالتالي على القبول بالانسحاب .

وحول التساؤلات التي تشكك في خروج اميركا من العراق بعد تسع سنوات دون شروط ودون مكاسب قال شيال ، نعم انهم سيخرجون هكذا لانهم عودونا انهم عندما يخسرون يخرجون وعندما يتم التصدي لهم ينسحبون ولو كان الامر بايديهم لما انسحبوا.

واوضح شيال ان هناك تيارات عراقية قادرة على الفعل العسكري والسياسي ومن بينها التيار الصدري الذي عندما يضع قدما في السياسة يضع الاخرى في مقاومة المحتل ومن هنا فان الاجندة الصدرية كما يسميها شلال هي الاجندة الوطنية التي تلائم كل العراقيين والتي لابد من التمسك بها لقطع الطريق امام استراتيجية العودة من الشباك.

Ma-19:42-4