و جاءت هذه الدعوة خلال مؤتمر دعت إليه منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لبحث ظاهرة العداء للإسلام التي استفحلت في القارة خلال السنوات الماضية.
وسجلت في أوروبا مئات وربما الآلاف من حالات التمييز أو الإعتداء أو التحريض على مدى السنوات العشر الماضية بحق الديانة الإسلامية ومعتنقيها. كما شكلت العديد من وسائل الإعلام وطروحات بعض السياسيين أو الباحثين الأوروبيين رأس حربة لهذه الحملة التي جعلت الحديث عن حوار الأديان ضرباً من العبث وفق مايرى الكثيرون.
ودعت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وعبر مؤتمرها هذا الذي نظمته في مقرها في فيننا إلى دقّ ناقوس الخطر بعد ماوصلت موجة العداء للإسلام في أوروبا إلى حد ممارسة القتل الجماعي كما حدث أخيرا في النرويج على يد متطرف معاد للمسلمين.
وقال الباحث والناشط في شؤون الجاليات المسلمة في أوروبا طرفة بغجاتي لمراسلنا في فيننا إن: مجرد وجود مثل هذه المؤتمرات لم يكن شيئا طبيعيا قبل عشر سنوات؛ وكان يرفض أصلا من قبل المسؤولين في أوروبا إستعمال كلمة عداء الإسلام أو المصطلح المعروف بـ"إسلاموفوبيا"؛ لقولهم إن هذا شيء من أنواع العنصرية ولانحتاج لمعالجته بشكل خاص.
ومع أن المؤتمرين لاحظوا التأثير الإيجابي لثورات الربيع العربي على صورة المجتمعات الإسلامية إلا أن بعضهم شكك برغبة الطبقة السياسية في أوروبا بمعالجة ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين بشكل فعال ومؤثر.
وقالت الكاتبة الصحفية إليزابث شيفر بهذا الشأن أنه يخشى من: أن لايكون لدى الطبقة السياسية في أوروبا اهتمام حقيقي بمعالجة ظاهرة العداء للإسلام؛ كونها أضحت مادة انتخابية دسمة؛ كما أنها تفيد في صرف أنظار الرأي العام في أوروبا عن مشاكله الملحة.
وانتهى مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بإعتماد كتيب أعدته مجموعة من الباحثين وخصص للتوزيع على المؤسسات التربوية في الدول الأعضاء حول أنسب الطرق لشرح مايتعلق بالإسلام والمسلمين بشكل يحد من التأثيرات السلبية للطروحات المناهظة للإسلام في وسائل الإعلام الأوروبية مع إظهار أهمية التمييز بين حرية الرأي والتحريض على الكراهية والعنف الذي يستتر ورائها.
ولم تخلو توصيات هذا المؤتمر من أهمية ظاهرة؛ لكن الأهم من كل ذلك كما يرى المراقبون هو كيفية تطبيق هذه التوصيات على أرض الواقع.
17:10 10/30/ Fa