وكشفت مصادر أوروبية، حسبما أفادت جريدة الباييس الإسبانية مؤخرا، عن الرؤية المالية للاتحاد الأوروبي للدول العربية التي شهدت تغييرا سياسيا مثل تونس وليبيا ومصر ابتداء من سنة 2014، أي في الميزانية المقبلة للاتحاد وليس الحالية. وستشمل الميزانية المقبلة عشرات الدول وليس العربية منها ولكن مع تركيز خاص على هذه الأخيرة شريطة أن تلتزم بالمبادئ الكونية للديمقراطية.
ولا توجد في الوقت الراهن مساعدات مالية أوروبية محددة للدول العربية وخاصة التي شهدت الربيع العربي بقدر ما يقتصر الأمر فقط على المساعدات المبرمجة في ميزانية 2010 والتي يحاول الاتحاد الأوروبي تقديمها في حلة جديدة وكأنها مخصصة للربيع العربي.
وفي الوقت ذاته، لم يحصل أي تفهم من دول الاتحاد الأوروبي خاصة الجنوبية منها مثل اسبانيا وإيطاليا ونسبيا فرنسا نحو صادرات الدول العربية المتوسطية من المواد الزراعية التي تشكل عماد الاقتصاد في دول مثل تونس ومصر والمغرب.
وتحول الأزمة المالية التي تمر منها الدول الأوروبية وتكاد تعصف ببعض اقتصادياتها مثل اليونانية والإيطالية والإسبانية دون التفكير المالي في مساعدة حقيقية للدول العربية التي شهدت الربيع العربي، ولكن في المقابل هناك اهتمام كبير بل وتنافس بين الدول الأوروبية للحصول على صفقات مالية في مختلف المجالات مثل النفط والبنية التحتية في حالة ليبيا. وتعمل كل دولة
وأقدمت بعض الدول على تخصيص ميزانيات محددة مثل حالة اسبانيا التي وضعت 300 مليون يورو رهن البنك الأوروبي للاستثمار، وكتب المحلل لويس أيلون في جريدة آ بي سي هذه الأيام أنه رغم احتياج اسبانيا لهذا المبلغ في الوقت الراهن، فمن الواجب المساهمة في تطوير الدول الجنوبية بحكم ارتباط أمن أوروبا بهذه الدول.
وعموما، تبرز المحللة غلوريا رودريغيث بينا رغبة الاتحاد الأوروبي في تحقيق نتائج تذكر من خلال المساعدات التي سيقدمها للدول العربية، فالمفوضية الأوروبية ترى ضرورة أن يلمس المواطن العربي في حياته اليومية هذه المساعدة.
وإذا كان الغياب المالي للاتحاد الأوروبي مبررا بحكم الأزمة التي يمر منها، فالغياب السياسي يطرح أكثر من تساؤل، ويرى الخبراء الأوروبيين المهتمين بالعلاقات مع دول جنوب المتوسط أن غياب الاتحاد سياسيا لا مبرر له لاسيما في ظل تعيين مبعوث أوروبي خاص بالربيع العربي، وهو الإسباني بيرناردينو ليون. وعوضت دول مثل فرنسا وبريطانيا سياسيا الاتحاد الأوروبي في الربيع العربي.
ولعل العائق الكبير الذي يعاني منه الاتحاد الأوروبي هو غياب إطار سياسي يستوعب نوعية العلاقات الجديدة التي ستنتج عن الربيع العربي.
وكان المحلل والسياسي الإسباني بيدرو كاناليس قد صرح لصحيفة القدس العربي حول ضرورة بحث الاتحاد عن مفاهيم جديدة للعلاقات مع دول الجنوب، لاسيما بعد فشل مبادرات مثل الاتحاد من أجل المتوسط الذي كان يرأسه عن الجانب العربي كل من الرئيسيين المخلوعين، التونسي زين العابدين بنعلي والمصري حسني مبارك.
*حسين مجدوبي? -القدس العربي