واضاف ابراهيم في حديث مع قناة العالم مساء الجمعة ان الولايات المتحدة ترزح تحت دين كبير حاليا يقدر بين 16 – 19 الف مليار دولار وهي ديون على الخزينة الاميركة للمصارف ، وبما ان نظام العولمة جعل كل مصارف العالم مفتوحة على بعضها وخاصة بين الولايات المتحدة واوروبا فان الازمة ستجتاح اوروبا ايضا .
واشار اراهيم الى نقطة اعترها اساسية وهي ان الولايات المتحدة ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي بدأت بشن حروب على بلدان مختلفة في العالم وجاءت تكلفة هذه الحروب عالية جدا ولم تؤمن واشنطن لحد الان البديل الذي كانت تتوقعه وبالتالي انطلقت فيها هذه الانتفاضة الشعبية المتواصلة منذ اسابيع .
واوضح المحلل السياسي اللبناني ان كل الرفاه الاميركي والاوروبي انما جاء من سيطرة الرأسمالية الامريكية على مجمل بلدان الشرق الاوسط وافريقيا واميركا اللاتينية والجنوبية اي ان هذا الرفاه مؤقت وقد غطى كل التناقضات الاساسية والثانوية الموجودة في المجتمع الامريكي والمجتمعات الاوروبية وهي تناقضات عنصرية اولا بين الناطقين بالاسبانية والناطقين بالانكليزية وايضا بين البيض واسود وبين الاصول المكسيكية والاصول الانغلو- سكسونية فهناك مواطن اساسي في اميركا هو الانغلوسكسوني يليه الاوروبي ثم تتدرج الجنسية تباعا .
واعتبر ابراهيم ان ما غطى على هذه الفوارق الطبقية هو الوفر الاقتصادي ، لكن هذا الوفر الاقتصادي بدأ ينهار نتيجة لوعي الشعوب بمصالحها ماسيؤدي تدريجيا الى انهيار المنظومة النيوليبرالية الاقتصادية في الولايات المتحدة وحليفتها في اوروبا .
واكد الدكتور وفيق ابراهيم وجود تطابق كامل بين اصحاب الحاجات في دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية فكلهم يشتكون من العدوانية الغربية التي تمول الحروب في كل مكان وهناك طبقة رأسمالية تسيطر على هذه المناطق وتترك خلفها نحو 25 بالمئة من الفقراء علما ان المال الذي وصل الى الولايات المتحدة الاميركية يكفي ان لا يدع فقيرا واحدا في هذه المناطق .
واصورة ذاتها في اوروبا كما يقول ابراهيم فاليوم تشهد اليونان وايطاليا وفرنسا وانكلترا توترا اجتماعيا ضاغطا سببه هذا الانفاق الهائل وهذا السطو الهائل على الاموال العامة في كل هذه البلدان وهو سطو لا يتخذ شكل السطو الشرقي على الاموال .
وحول ما يسمى بجيوش الساخطين من الفقراء على مستوى العالم قال ابراهيم انه ومنذ سيطرة ماوصفها بالنيوليبرالية المتوحشة على العالم منذ مطلع القرن الحادي والعشرين بالتكنولوجيا والانترنيت والعولمة وفتح الحدود للسلع الغربية كل هذا ادى الى انتشار طبقة كبيرة من الفقراء في كل انحاء العالم ، هذا هو جيش التحرك الحالي الذي لا ينتمي الى حزب والذي يحتاج الى تنظيم وسيتنظم مع الوقت بشكل تدريجي .
واكد ابراهيم ان هناك حالة استنفار كبيرة في صفوف كل فقراء العالم في الشرق الاوسط ودول الاتحاد الاوروبي واميركا وهؤلاء الفقراء سيتشكلون قريبا مشيرا الى ان الولايات المتحدة كدولة الخمسين ولاية ستنهار تحت ضغط الفروقات والتمييز العنصري وعدم مقدرة الاقتصاد الاميركي على تلبية حاجات كل هذه الفئات وسيطرة فئة واحدة هي فئة الانغلوسكسونيين .
Ma.22:34-14