طفولة منهوبة.. حقائق مروعة في يوم الطفل الفلسطيني!

طفولة منهوبة.. حقائق مروعة في يوم الطفل الفلسطيني!
السبت ٠٥ أبريل ٢٠٢٥ - ٠٣:٣٣ بتوقيت غرينتش

يصادف اليوم 5 أبريل/نيسان يوم الطفل الفلسطيني الذي اعتمده الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مثل هذا اليوم من عام 1995.

العالم _ فلسطين

وبينما تشكّل احتفالات دول العالم بيوم الطفل فرصة لتحسين أوضاعهم، وتطوير القوانين الناظمة لحقوقهم التي من شأنها توفير الحماية لهم، فإن يوم الطفل الفلسطيني الذي يأتي هذا العام بعد عدوان إسرائيلي وحشي على قطاع غزة، يدق ناقوس الخطر الذي يحدق بمئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين الذين تعرّضوا لأسوأ محنة إنسانية عرفها القرن، من حيث عدد الوفيات والإصابات في صفوفهم أو الآثار الكارثية للعدوان عليهم، خاصة ممن فقدوا والديهم، أحدهما أو كليهما، إضافة إلى ذوي الإعاقة جراء القصف المدمر الذي تعرّض له قطاع غزة.

يشكّل الأطفال دون سن الثامنة عشرة نحو 43% من سكان دولة فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة). ويبلغ عدد الفلسطينيين نحو 5.5 مليون نسمة وفق تقديرات غير رسمية، يتوزعون على الضفة الغربية بواقع 3.4 مليون نسمة، وقطاع غزة بواقع 2.1 مليون نسمة.

إقرأ أيضا: عمالقة الذكاء الاصطناعي متورطون مع الاحتلال بإبادة غزة

60% من ضحايا العدوان أطفال ونساء

ويشكّل الأطفال دون سن 18 عاماً 43% من إجمالي السكان، أي ما يقارب 2.38 مليون طفل، بواقع 1.39 مليون في الضفة الغربية و0.98 مليون في قطاع غزة، وبينما تشكّل الفئة العمرية دون 18 عامًا نحو 47% من سكان غزة، فإنهم يشكلون ما نسبته 41% في الضفة الغربية.

وأظهر تقرير صدر أخيرًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الحجم المهول والمأساوي للأضرار التي لحقت بالأطفال في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير (7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 –19 يناير/كانون الثاني 2025)، موضحًا أن الأطفال والنساء شكّلوا النسبة الأكبر من ضحايا العدوان بنسبة تزيد عن 60% من إجمالي الضحايا.

شاهد أيضا: الاحتلال يأمر بإخلاء ثلثي غزة وأبوعبيدة يعلن إبقاء الأسری هناك

أكثر من 17 ألف طفل شهيد

وإذ أسفر العدوان عن استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني، تقدّر بيانات مركز الإحصاء الفلسطيني عدد الشهداء الأطفال منهم بنحو 17,954 طفلًا.

وتكشف بيانات جهاز الإحصاء حقائق مروّعة تتعلق بالأطفال الشهداء، فمن بينهم نحو 274 رضيعًا ولدوا واستشهدوا تحت القصف، إضافة إلى أن 876 شهيدًا لم يبلغوا عامًا واحدًا من أعمارهم، و17 طفلًا استشهدوا جراء البرد في خيام النازحين، و52 آخرين بسبب التجويع وسوء التغذية الممنهج.

وبينما تقدّر بيانات الجهاز لمركزي للإحصاء الفلسطيني عدد المصابين جرّاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بما يزيد عن 113 ألف فلسطيني، فإن نسبة الأطفال والنساء من هؤلاء المصابين تزيد عن 69%.

إقرأ أيضا: بنشر فيديو.."نيويورك تايمز" تدحض رواية إسرائيلية حول عمال الإغاثة بغزة

أكبر أزمة يُتم في التاريخ الحديث

وبحسب تقرير مركز الإحصاء الفلسطيني فإن قطاع غزة يعاني من أكبر أزمة يُتم في التاريخ الحديث، حيث فقد نحو 39,384 طفلًا في القطاع أحد والديهم أو كليهما خلال العدوان، بينهم حوالي 17 ألف طفل حُرموا من كلا الوالدين.

وأوضح تقرير جهاز الإحصاء أن هؤلاء الأطفال يعيشون ظروفًا مأساوية، حيث اضطر كثير منهم إلى النزوح والعيش في خيام ممزقة أو منازل مهدمة، في ظل غياب شبه تام للرعاية الاجتماعية والدعم النفسي.

ولا تقتصر معاناتهم على فقدان الأسرة والمأوى، بل تشمل أزمات نفسية واجتماعية حادة، إذ يعانون من اضطرابات نفسية عميقة، مثل الاكتئاب والعزلة والخوف المزمن.

وبالإضافة إلى اليتم، كشف تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) عن واقع كارثي لأطفال قطاع غزة من ذوي الإعاقة، حيث ذكر أن 15 طفلًا كانوا يُصابون يوميًا بإعاقات دائمة بسبب القصف واستخدام إسرائيل أسلحة متفجرة محظورة دوليًا، ووصل عدد المصابين إلى 7065 طفلًا، بينهم مئات فقدوا أطرافهم أو بصرهم أو سمعهم.

إقرأ أيضا: الشاباك يكشف: نتنياهو يسعى لتأجيل مثوله أمام المحكمة بتهمة الفساد!

بتر أطراف وإعاقات جسدية ونفسية

كما سُجلت 4,700 حالة بتر، 18% منها (ما يعادل 846 حالات) بين الأطفال، ما زاد من تعقيد المأساة.

وقال المركز الفلسطيني للإحصاء إن هؤلاء يواجهون كارثة مزدوجة بسبب الإعاقات الجسدية والنفسية، إضافة إلى انهيار النظام الصحي نتيجة تدمير المستشفيات، ومنع دخول الإمدادات الطبية والأطراف الصناعية.

كما أدى انتشار سوء التغذية إلى تفاقم التشوهات العظمية وإعاقة التئام الجروح، بينما يواجه نحو 7700 طفل من حديثي الولادة خطر الموت بسبب نقص الرعاية الطبية الأساسية.

وقال تقرير جهاز الإحصاء الفلسطيني إن قطاع غزة شهد تفشي فيروس شلل الأطفال للمرة الأولى منذ 25 عامًا في يوليو/تموز 2024، بسبب انخفاض نسبة التطعيم من 99% إلى 86% نتيجة الأوضاع الصحية الصعبة خلال العدوان الإسرائيلي.

شاهد أيضا: بهذا الفيديو..الرئيس الأمريكي يبرر عدوانه على الشعب اليمني!

انعدام الأمن الغذائي الحاد

وأظهر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) للفترة من نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 إلى أبريل/ نيسان 2025، أن حوالي 1.95 مليون شخص في قطاع غزة يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، والمصنّفة ضمن المرحلة الثالثة أو أعلى (أزمة أو أسوأ)، ويشمل ذلك ما يقرب من 345 ألف شخص يواجهون انعدامًا غذائيًا كارثيًا.

وبحسب التقرير فإن من المتوقع تسجيل حوالي 60,000 حالة من سوء التغذية الحاد بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 59 شهرًا خلال الفترة الممتدة من سبتمبر/أيلول 2024 إلى أغسطس/آب 2025.

وهو يعني أن هؤلاء الأطفال يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية التي تؤثر، بشكل كبير، على صحتهم ونموهم، من بينها 12 ألف حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أسوأ شكل من سوء التغذية، وقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تشمل الفشل العضوي أو الموت.

إقرأ أيضا: إدارة ترامب تستخدم تكتيكات جديدة لترحيل طلاب متضامنين مع فلسطين

انقطاع الدراسة لعامين متتاليين

وتسبّب العدوان الإسرائيلي في انقطاع الدراسة النظامية لمدة عامين دراسيين متتاليين، وذكر تقرير جهاز الإحصاء الفلسطيني أن قوات الاحتلال دمرت 111 مدرسة حكومية في قطاع غزة بشكل كامل، كما تعرّضت 241 مدرسة حكومية أخرى لأضرار بالغة، و 89 مدرسة تابعة للأونروا إلى قصف وتخريب.

وأوضح التقرير أن 700 ألف طالب في قطاع غزة حُرموا من حقهم الأساسي في التعليم للعام الدراسي 2024/2025، كما حُرم حوالي 39 ألف طالب من حقهم في تقديم امتحان شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي السابق.

ولم يقتصر الدمار على المباني، بحسب تقرير جهاز الإحصاء، بل طال الأرواح: حيث اسشتهد نحو 12441 طالبًا و 519 معلمًا، بينما أصيب 19819 طالبًا و 2,703 معلمًا.

يشار إلى أن الأمم المتحدة اعلنت عن يوم عالمي للطفل عام 1954، باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 نوفمبر/تشرين الأول من كل عام، وفي اليوم نفسه عام 1959 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، وفي التاريخ نفسه عام 1989 اعتمدت الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل.

loading