العالم - مراسلون
لکن موجات التهجير لا تهدأ، وكأن الفلسطيني محكوم عليه بالرحيل المتكرر، دون فقد بوصلة الوطن فهذا الحاج فخري العارضة من مخيم طولكرم ممسكًا بعصاه، وكأنها امتداد لجذوره الضاربة في الأرض يرفض أن يكون جزءًا من نزوح جديد، لا يريد أن يحمل ذاكرة أخرى مثقلة بالرحيل. جدران منزله القديمة، التي تحمل آثار الزمن، أكثر صدقًا من كل الوعود التي لم تتحقق منذ النكبة .
وقال اللاجئ في مخيم طولكرم، فخري العارضة، ان " حتى لو هناك خطر لن اخرج مهما كان لن نخرج من ديارنا، نظل ثابتون او نموت سويا، اما من اخرجه الجيش بالقوة فلا حوله ولا قوة الا بالله، 75 سنة ونحن ننتظر عودتنا للبيت وصلنا الى 80 سنة لنعود لبيتنا".
أقرأ ايضا.. مقررة أممية: ما يحدث في الضفة الغربية تطهير عرقي
بينما يتمسك الحاج بمنزله، يحيط به سجن كبير. في الخارج، يكتسح الدمار كل شيء، والمخيم المحاصر يعكس واقعًا من التهجير المستمر. الناس الذين يحاولون العودة إلى منازلهم يخوضون صراعًا مستمرًا مع الركام والخطر، ساعين لاستعادة ما تبقى لهم، رغم أن كل خطوة تقودهم إلى مواجهة جديدة مع الصعاب
وقال النازح من مخيم طولكرم، محمد عبدالرحمن، ان "كنت اريد ان اخذ ملابس ابنائي من المنزل حتى يستطيعوا ان يرتدوها وكان اولادي معي ويعرف ذلك اليهود وكانت زوجتي معي، وامروا زوجتي بالذهاب، وجردوني من ملابسي والقوني على الارض وفحصوا هويتي وقالوا الا انتي الى هنا نهائيا".
بينما الة البطش الاسرائيلية تواصل تدمير ما تبقى بعد 45 من الاقتحام المستمر على طولكرم، يظل الفلسطيني متمسكًا بما لا يُرى. هناك إصرار على أن الوجود لا يتوقف عند الجدران، بل في قلب صاحب الحق.
المزيد بالفيديو المرفق..