العالم - مراسلون
تصاعدٌ في الغضب الشعبي داخل تركيا ضد ما يصفه المتظاهرون بالمجازر الجماعية التي تستهدف الأقليات الدينية والعلويين في سوريا.
من هاتاي إلى إسطنبول، مروراً بملاطيا وأرزنجان وأرزروم، خرج آلاف المحتجين في مظاهرات حاشدة، رافعين شعارات منددة بقتل المدنيين في الساحل السوري، ومطالبين بموقف أكثر وضوحاً من الحكومة التركية تجاه هذه التطورات.
في موازاة ذلك، شهدت الساحة السياسية في أنقرة حراكاً لافتاً، حيث عقد نواب من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب مؤتمراً صحفياً في باحة البرلمان، طالبوا خلاله بوقف ما وصفوه بـ"إبادة العلويين" في سوريا، داعين الحكومة التركية إلى اتخاذ موقف حاسم إزاء هذه التطورات.
هذا الموقف شاطره حزب الوطن التركي الذي عقد مؤتمراً صحفياً منفصلاً، استنكر فيه ما يجري في سوريا.
وقالت نائبة البرلمان عن حزب المساواة وديمقراطية العوب، غولستان كيليج: "يتم قتل العرب والعلويين في الساحل السوري، وهذه الإبادة الجماعية تهدد الأمن واستقرار سوريا ويجب وقف هذه المجازر ونستنكرها بشدة".
إقرأ أيضا.. العفو الدولية تطالب بتحقيق محلي ودولي في المجازر بسوريا
وبينما تتصاعد هذه المواقف في الشارع والسياسة، يزداد القلق في أوساط العلويين الأتراك، الذين يرون فيما يجري في سوريا تهديداً مباشراً لهم.
في المقابل، تواصل أنقرة سياستها المتماهية مع دمشق، وسط اتهامات من المعارضة بأنها تغضّ الطرف عن هذه الانتهاكات، ما يفتح الباب أمام مزيد من التجاذبات داخل المشهد التركي.
وقال المحلل السياسي، علي اردم كوز: "هيئة تحرير الشام هي منظمة إرهابية تابعة لأمريكا والكيان الصهيوني ولا تتعلق بسوريا والسوريين، لأن الكيان قد هزم في جنوب لبنان ويحاولون زعزعة استقرار سوريا عبر تحريك أذرعها بقتل الأقليات وهذه الجرائم لا تخص سوريا بل تهدد أمن المنطقة كلها".
في الميدان احتجاجات، وفي البرلمان استنكار، وفي أوساط المعارضة تحذيرات.. كلها مؤشرات على تصاعد التوتر داخل تركيا تجاه ما يجري في سوريا. فهل تتحول هذه التحركات إلى عامل ضغط حقيقي على صناع القرار في أنقرة؟"