وقال هنية، في كلمة له الاثنين خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي الثاني "العلماء واقع وآمال" المنعقد في غزة: "لسنا ضد الدولة، الشعب يقاتل منذ أكثر من 60 عامًا من أجل التحرير، لكننا ننطلق من أننا نريد للقضية الفلسطينية أن تبقى في وهجها، فالدولة لا تقام عبر المناورات، لكن من خلال الصمود والمقاومة"، وأضاف: "التحرير أولاً ثم الدولة، لأن الدول لا تقام عبر القرارات الأممية ولا المساومات، بل تقام من خلال الصمود والمقاومة".
ودعا هنية إلى استغلال "صحوة الأمة في مواجهة السياسة الأميركية"، وقال في خطابه: "على المسؤولين الفلسطينيين ألا يظلوا وحدهم في مواجهة السياسة الأميركية، علينا استغلال صحوة الأمة".
وأضاف: "لا نريد أن تتفرد أميركا بالقضية الفلسطينية، لأنها قضية أمة، وعلينا استثمار الثورات لتقوية الأمة، ونعيدها للدوائر العربية والإسلامية والفلسطينية".
وجدد رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة التأكيد على الترحيب بأيِّ دعوةٍ لتجديد الحوار الوطني، واستعادة المصالحة الفلسطينية: "من أجل الوصول إلى إستراتيجية مشتركة تعنى بقضية فلسطين وثوابت الأمة".
وبشأن مناسبة المؤتمر، عبر هنية عن فخره وسعادته لمشاركة العلماء في مؤتمرهم الثاني الذي تنظمه جمعية القدس للبحوث والدراسات الإسلامية، مشيرًا إلى مكانة العلم والعلماء، مستحضرًا الدور الرائد لعلماء الأمة بشكل عام وعلماء فلسطين بشكل خاص.
وقال هنية: "أن يعقد المؤتمر في غزة وفي ظل التغيرات التي تشهدها الأمة له دلالات عديدة، الواقع لعلماء الأمة فيه آلام وفيه جراحات لأنه طغى ساسة وحكام الاستبداد في الأمة، فضيعوا العلماء ودورهم وجعلوهم في زوايا بعيدة في التأثير، إلا أن نفرًا من هؤلاء العلماء صدحوا بالحق وصبروا"، مشيرًا إلى اختلاف علماء فلسطين وغزة على وجه الخصوص عن ذلك الواقع".
وأضاف "علماء فلسطين أسهموا في صياغة مسارات ثلاثة وهي مسار التربية والتعليم فهم يتقدمون الصفوف في تربية الناس، ويأخذوا دورهم الكامل في العمل في مختلف الميادين، على عكس ما يعيشه علماء الأمة في محيطنا فهم يقصون من تربية وإنشاء الجيل، كما أن العلماء موجودون في ساحات الجهاد المبارك ضد العدو، فعلماؤنا لم يكتفوا بالعلم بل قرنوه بالجهاد".