العالم – ملفات العالم
قمة أسدل عليها الستار وأخرى في الانتظار. الأولى إفريقية بامتياز، اجتمع فيها القادة الأفارقة من أجل تجديد القيادة العليا للاتحاد الإفريقي والنظر في أهم التحديات والملفات الساخنة التي تشهدها القارة. لم تكن القضية الفلسطينية على الهامش، بل تصدرت أهم القرارات التي دعا إليها البيان الختامي للقمة. فأدان الزعماء الأفارقة الحرب على غزة ووصفوها بالهمجية، متهمين الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم حرب.
أما القمة الثانية فهي عربية، من المقرر أن تعقد في الرابع من آذار القادم للنظر في الخطة العربية لمواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعي إلى تهجير الفلسطينيين وجعل غزة تحت السيطرة الأمريكية. فأي إجراءات وقرارات سيتخذها القادة والزعماء العرب؟ وكيف سيتعامل الغرب مع مخرجاتها؟ وما هو موقف المقاومة من ذلك؟
شاهد أيضا.. القمة الإفريقية تدعو لوقف التطبيع مع "إسرائيل"
قدرة الزعماء الأفارقة على توحيد رؤاهم تجاه أهم القضايا الإفريقية
وفي حوار مع قناة العالم وفيما يتعلق قدرة الزعماء الأفارقة على توحيد رؤاهم تجاه أهم القضايا أكد أحمد الكحلاوي، رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع في تونس أنه لا يمكن إلا أن نبتهج لهذه التطورات، تطورات فهم الصراع وأهدافه الحقيقية لزرع هذا الكيان في أرض فلسطين.
وقال الكحلاوي :" الكل الآن في العالم، ليس في إفريقيا فقط بل في العالم برمته - ودليلي على ذلك هذا العالم الذي رفع في يوم من الأيام خلال تقريباً سنتين إلى الوراء راية فلسطين في كل دول العالم ومدنه، وخاصة منها مدن الولايات المتحدة الأمريكية، حيث رفع شباب هذه الدولة وطلابها المتحررون عن دولتهم راية فلسطين عالياً. حيث أصبحت القضية الفلسطينية ليست فقط قضية عربية أو إسلامية، بل أصبحت قضية تهم شعوب العالم.
ملفات ساخنة ومتداخلة ومتناقضة ودول جنوب الصحراء تريد الانتفاض على المستعمر القديم
وبسؤال الباحث في العلوم السياسية أيمن اليزيدي حول وجود ملفات ساخنة ومتداخلة ومتناقضة إلى أبعد الحدود. دول جنوب الصحراء تريد الانتفاض على المستعمر القديم، هناك ثروات تُنهب، هناك شعوب تتصارع، الحروب تعم كل الأماكن. المعذرة، ما بين المتصارعين، الذئاب الدولية والإقليمية تترصد القارة الإفريقية. كما أنها سنة انتخابية أيضاً: تجديد قيادة المفوضية الإفريقية ومدى قدرة القيادة على توحيد الآراء تجاه هذه المشاكل.
أكد اليزيدي أن المشاكل متداخلة وتصل حد التناقض لأن اللاعبين في القارة الأفريقية هم كُثر. للأمانة، وان إدراك القادة الأفريقية والشعوب الأفريقية التي انتفضت منذ مدة وتوجهت لفرنسا مباشرة بالاسم وطردت القوات الفرنسية الموجودة في عديد الدول الأفريقية، عرفت المشكلة وأدركت أنه لا بد من تغيير المستوى السياسي في عديد الدول الأفريقية، دول الساحل والصحراء. وكذلك اتفقوا أنهم لا بد أن يصيغوا علاقات دبلوماسية ندية، معاملة بالمثل.
شاهد أيضا.. شاهد موقف القمة الأفريقية من دعوات تهجير الفلسطينيين!
طرد مديرة دائرة أفريقيا في الخارجية الإسرائيلية، في فبراير 2023 من حضور إجتماع القمة الأفريقية
وقال اليزيدي : في عام 2023، تم طرد شارون بارلي مديرة دائرة أفريقيا في الخارجية الإسرائيلية في فبراير 2023 من حضور اجتماع القمة الأفريقية بقيادة الجزائر وجنوب أفريقيا. ما يعني بداية تراكم الوعي حيث أن الوعي يتراكم عبر التاريخ أو يتشكل عبر التاريخ. فالأفارقة تشكل وعيهم وأدركوا أنه لا بد أن يكونوا مؤثرين جداً.
ولفت اليزيدي الى وجود عدة اقتصادات في أفريقيا ستكون في الـ30 سنة القادمة، حسب المؤشرات الموجودة والدراسات، ستكون من بين الدول العشر الاقتصاديات الكبرى. بالتالي، فإنه لا بد أن يكونوا متحررين، والتحرر أدركوا أن الطريق يكمن في أنه لا بد أن يكون من ان يكون هنالك تنويع في علاقاتهم وبناء علاقات الند بالند، وكذلك أن يكون البناء الداخلي والبيت الداخلي الأفريقي قوياً لدرجة أنهم قادرون على مواجهة التحديات العالمية.
شاهد أيضا..مصر تحدد 4 مارس موعدا لقمة عربية طارئة بشأن القضية الفلسطينية
وأضاف اليزيدي: نحن نشهد الآن جيوبوليتيك في العالم متحرك، بدأنا نخرج من القطبية الأحادية. ترامب ممكن أن يكون هو من يسهل هذه العملية في الداخل الأمريكي أو يسرعها. ما يعني انه لا بد أن نفهم أنه ممكن أن يكون ترامب الأداة الواعية للتاريخ، من حيث لا يدري.
وخلص اليزيدي مؤكدا أن القمة الأفريقية الأخيرة شكلت وعياً هاماً جداً. وأن أبرز شكل من أشكال الوعي هو أن 46 من بين 55 دولة هم أعضاء المنتظم الأفريقي كانوا قد جمّدوا علاقاتهم مع الكيان الصهيوني، وهي أداة للتأثير سيكون لها استتباعات مؤكدة في المستقبل القريب.
ضيوف البرنامج:
أحمد الكحلاوي، رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع في تونس.
الأستاذ والباحث في العلوم السياسية أيمن اليزيدي.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...