إعلان دوربان من أهم منجزات البشرية ضد التمييز العنصري

إعلان دوربان من أهم منجزات البشرية ضد التمييز العنصري
الإثنين ٢٦ سبتمبر ٢٠١١ - ١٢:٤٠ بتوقيت غرينتش

قال وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي في الاجتماع رفيع المستوى المنعقد في نيويورك لمناسبة إحياء الذكرى العاشرة للمصادقة على إعلان دوربان، إن إعلان دوربان يعد أحد أهم منجزات البشرية في العالم الراهن ضد التمييز العنصري والعرقي.

وشرح صالحي في كلمته أمس الأحد في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة المنعقد في نيويورك لمناسبة الذكرى العاشرة للمصادقة على إعلان وبرنامج عمل دوربان، شرح مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا المجال.

وقال وزير الخارجية الإيراني: إن المؤتمر الدولي لمواجهة التمييز العنصري والتخويف من الأجانب وعدم التسامح، الذي عقد في العام 2001 يعتبر على ضوء عدد من الميزات منعطفاً في حقوق الإنسان في العالم.

وقال إنه بعد قرون من الحياة المهينة والمعاناة والظلم بسبب العبودية والاستعمار التقليدي والجديد والتمييز العنصري الذي ظهر بصورة الأبارتايد في جنوب إفريقيا والأراضي الفلسطينية المحتلة، قرر المجتمع الدولي عقد مؤتمر عالمي على أعلى مستوى من المشاركة وابتعد المجتمع الدولي في دوربان عن الأبارتايد.

وصرح صالحي أن إحدى الميزات الأخرى لذلك المؤتمر هو أنه وللمرة الأولى في التاريخ وكنبراس للمستقبل شاركت المجتمعات المدنية والمنظمات غير الحكومية إلى جانب الحكومات في الصراع ضد التمييز العنصري والحقد والتمييز العرقي، وأثبتت دورها وأهميتها في الحرب ضد انتهاك حقوق الإنسان.

واعتبر وزير الخارجية الإيراني أن من الميزات الأخرى لذلك المؤتمر الدولي، المصادقة على إعلان وبرنامج عمل دوربان منجزاً ومشاركة فاعلة للحكومات في الصراع ضد التمييز العنصري والتمييز العرقي.

وأضاف صالحي أن منجزات مؤتمر دوربان لا تعتبر فقط مطلباً إنسانياً بل مسؤولية والتزاماً بشرياً للحكومات والمنظمات الدولية وجميع المؤسسات المدنية.

ودعا إلى صون منجزات دوربان ودراسة التجارب المكتسبة خلال الأعوام العشرة الماضية في هذا الصدد من أجل تعزيز نقاط القوة ومعالجة النواقص.

وأضاف وزير الخارجية الإيراني: إن حكومات معينة (أميركا و...) سعت لإضعاف مستوى المشاركة في ذلك المؤتمر وحتى مقاطعته، وقامت بتحركات في مسار تقييد البيان النهائي الصادر عن المؤتمر.

وصرح قائلاً: من المؤسف أن هذه التحركات تجري من قبل حكومات تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية إلا أنها تنتهك عملياً حقوق الإنسان بكل فظاعة.

وأضاف صالحي: إن حماة الكيان الصهيوني العنصري قد قاطعوا المؤتمر لأنهم تصوروا بأنه من المحتمل أن يتم فيه دعم الشعب الفلسطيني الذي هو ضحية لممارساتهم العنصرية في الأراضي المحتلة.

وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن أحد المواضيع الأساسية التي تم تأكيدها في إعلان دوربان هو احترام التعددية الثقافية: إلا أنه للأسف لم تتم لحد الآن إزالة الجوانب الكريهة للتمييز العنصري والعرقي في العالم ولازلنا نشهد أشكالا جديدة من هذه الظاهرة اللاإنسانية.

وقال إن استمرار وجود الأبارتايد الذي يمارسه الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وازدياد ظاهرة التخويف من الإسلام وانتهاك حقوق الأقليات المسلمة والنظرة التمييزية تجاه المهاجرين وحتى السكان الأصليين والأقليات القومية والأخطر من ذلك ترويج لغة التمييز العنصري بين المجموعات المتطرفة والأحزاب السياسية والسياسيين والمحامين في دول معينة، كلها أمور تبعث على القلق بشأن ظهور موجة جديدة من التمييز العنصري.

واعتبر صالحي في ختام كلمته سبل مواجهة التمييز العنصري والعرقي بأنها تتمثل حسب الأولوية في؛ رفع التمييز والمعايير المزدوجة والممارسات السياسية والانتقائية ومن ثم العزم الجماعي والمشاركة الفاعلة من قبل جميع أعضاء المجتمع الدولي سواء الحكومي أو غير الحكومي في الحرب ضد التمييز العنصري والعرقي ومن ثم التأكيد على تنفيذ وتعزيز وثائق مؤتمر دوربان باعتباره المنجز البشري الأكثر قيمة.