العالم – نوافذ
الشعر المقاوم ودوره في مواجهة الإحتلال
في عالمنا العربي على سبيل المثال لعب الشعر المقاوم دورا بارزا محوريا في مواجهة الاحتلالات والانظمة الاستبدادية، حيث اصبح صوت الشعب اداة اساسية في معركة الحرية والعدالة.
فالشاعر المقاوم لم يكن مجرد كاتب بل كان محركا للرأي العام في أدبه أو في شعره ومدافعا عن هوية الشعوب وحقوقها في مواجهة الظلم.
لكن كيف استطاع الأدب والشعر أن يكون أكثر من مجرد كلمات على الورق؟ كيف ساعدا في بناء الهوية الثقافية والاجتماعية ورفع الوعي الجمعي لدى الشعوب في مواجهة التحديات الكبرى؟وما هو التأثير الفعلي للأدب المقاوم في تشكيل الوعي السياسي والثقافي للأفراد والمجتمعات.
شاهد أيضا..حزب الله: الدور الشعبي في لبنان هو الركيزة الأساسية في مواجهة التحديات
وبسؤال د. امين الساحلي استاذ في الجامعة اللبنانية حول الشعر؟ وما هو تأثير الشعر؟ عما يعبر؟ وإلى أين يصل؟ أشار الساحلي إلى أنه يقول أحد الشعراء أنه عندما أبكي أنا أو تبكي أنت أو تبكين أنت، قد لا يشعر بنا أي أحدأما الشاعر إذا ضحك أضحك جميع الناس وإذا بكى أبكى جميع الناس، لماذا لأن يراعه يستطيع أن يرسم بدقة شديدة ما يختلج في صدره من اختلاجات ولفت الساحلي فيما يتعلق بالذائقة أو الإحساس المرهف لدى الشاعر فهو لاقط حساس للغاية كمقياس ريختر للزلازل فهو يرسم ما إن يحس بضحكنا وبكائنا ويخيفنا في ضحكه وبكائه فالشاعر قلق ولكن الحياة من حوله تسير برفق وبسلاسة والشاعر يرى أكثر يرى أعمق لأنه يستشعر يرى خلف لأن عيونه ليست هي أداته الوحيدة للرؤية ويحار بين مجيئه ورواحه ويحار بين أمامه وورائه ويرى أفول النجم قبل أفوله ويرى فناء الشيء قبل فنائه كل هذه السمات التي ينبغي أن يتحلى بها الشاعر حتى يصبح شاعرا والإنسان ممكن أن نفس الشيء لكنه إذا أراد أن يزاول الشعر فهو بحاجة إلى هذا القلق المعرفي الفلسفي العاطفي بحاجة أن يكون لديه هذا الإحساس المرهف هذه الرؤية الأبعاد هذه الرؤية الأدق وهذا التعبير عن العمل المقاوم.
مساهمة الشاعر في العمل المقاوم
وحول مساهمة الشاعر في العمل المقاوم من خلال الشعر قال الشاعر محمد معلم: لم أكتب يوما حرفا أو قصيدة بهدف الكتابة فقط أو لأنني أشعر بأنني شاعر أو لكي أكون شاعرا ولم أكتب قصيدة في يوم من الأيام للإعلام ولا محبة لمنبر ولا زحفا وراء جائزة أو مناسبة إنما كتبت معتبرا نفسي ذلك المقاوم الذي يحمل رشاشا أو يعد عبوة يعني معتبرا القصيدة سلاحا كسلاح أي مقاوم.الجنوب هو خزان الشهداء ومستودع الأبطال المقاومين
ونوّه محمد إلى أن الشاعر المقاوم الذي يقنع الناس بقصيدته يجب أن يكون من عقيدة هذه المقاومة من نهج هذه المقاومة من سلوك هذه المقاومة ومن فكر هذه المقاومة ليكون هو مقتنعا وليكون مقنعا، أنا من بيئة عندما نتحدث عن المقاومة وعن الأدب المقاوم دائما ترتبط هذه المفاهيم وهذه الأسماء بالجنوب أنا من الجنوب جنوب لبنان وبالنسبة إلينا كل الجهات هي الجنوب الجنوب هو خزان الشهداء ومستودع الأبطال المقاومين ونعتبر أن الأدب والشعر المقاوم له باع طويل وامتداد تاريخي طويل ولكنه أخذ كينونته واسمه كأدب مقاوم شعرا أو نثرا بعد النكبة الفلسطينية وامتدادا كجنوب لبنان بعد الاحتلال الإسرائيلي وأنا ابن هذه البيئة المفردات اليوميات الاعتداءات المجازر كلها كانت حقول معجمية استفيد منها منذ الصغر.
شاهد أيضا.. عضو كتلة الوفاء للمقاومة في لبنان: حزب الله متجذر في الأرض
كيفية تأثير الشعراء على المجتمع
وبسؤال د. علي نسر ناقد واديب حول كيفية انتقال هذه الكلمات من الورق سواء كانت شعرا أو نثرا إلى التأثير بتشكيل قناعة ورفع مستوى وعي تشكيل وعي سياسي حول قضية معينة كقضية المقاومة قضية رفع ظلم قضية مواجهة احتلال
أشار د. علي إلى أنه بالنسبة إلى موضوع الرؤية عند الشعراء أو الأدباء بشكل عام أو الفنانين بشكل عام وكيف يؤثرون في المجتمع فمن المعروف عادة أن الكاتب سواء كان شاعراً أم سارداً روائياً ناقداً، وعندما يقدم عالمه الفني يكون هذا العالم امتداداً للعالم الواقعي الذي يعيش فيه، وهذا يدخلنا في إطار ما يعرف بالوعيين نقديا ، الوعي القائم الفعلي الذي يقدمه الكتاب لكنه عالم معروف لدى العامة وعالم معروف لدى الجمهور ويصل إلى الجميع ويكون توصيفا لما يمر به الناس لكن الفن الحقيقي ومنه الأدب بشكل خاص لا يتوقف دوره عند أن يكون مرآة لتعكس إنما ينبغي أن يحمل رؤية تفجر لدى الناس وتعبد الطرقات لدى الناس للخلاص. فهذا الواقع الفعلي أو القائم الذي هو مباح للجميع ومعروف لدى الجميع. يأتي الأدباء والفنانون والفلاسفة والمفكرون
كنخبة هذا المجتمع ليقدموا وعيا يعرف بالوعي الممكن الذي يشكل رؤية للخلاص فيرسمون هذا الطريق وبهذا يشاركون المقاتلين برصاص المقاتلين ولكن بأقلامهم أيضا لأن الرصاصة تدوي وتقتل إنسانا لكن القلم يحيي أمما ويقتل أحيانا أمما. فهذا يؤكد أن القصيدة أو الرواية أو أي عمل فني يواكب البندقية وينبغي أن يواكب البندقية ينبغي أن لا يتخلف عنها وينبغي أن لا يزايد عليها وفي الوقت عينه ينبغي على البندقية أيضا أن لا تقلل من قيمته.
ضيوف البرنامج:
- د. امين الساحلي استاذ في الجامعة اللبنانية
- الشاعر محمد معلم
- د. علي نسر ناقد واديب
التفاصيل في الفيديو المرفق ...