وحيا البطريرك الراعي خلال كلمة له في قانا "كل الذين اعطوا من دمائهم والجرحى واثار شهادة الدم" واضاف "هذا الصليب والهلال لن ينفصلا في بناء مجتمع واحد متوازن وهذه هي الاعجوبة الكبرى في حياة البشر والتي يتفرد فيها لبنان وحدة".
كما اعتبر البطريرك الراعي خلال كلمة ألقاها من بلدة علما الشعب الجنوبية أن "هذه الزيارة رعوية ولكنها زيارة شكر وتقدير على صمود أهالي الجنوب"، وأكد أنها "زيارة تحية لكل التضحيات التي قدمتوها وعلى كل الألم الذي احتملتموه"، وأضاف "إنني جئت كبطريرك لاقول لكم لولاكم ولولا صمودكم لما كنا معكم اليوم"، وتابع ان "هذه الزيارة هي للتفقد والسماع والرؤية وهي لنقول اننا معكم بتضامن كامل بشركة ومحبة روحية".
وفي مدينة صور الجنوبية اكد البطريرك الماروني خلال حفل غداء اقيم على شرفه ان "الشركة هي الميثاق الوطني اي العيش معا اي وحدتنا وهذا ما جعل لبنان يمتاز عن كل بلدان العالم حيث قال المسلم والمسيحي لا لوطن ديني ولا لوطن علماني بل وطن مدني يعيش فيه المسيحيون والمسلمون بروح واحدة من الوحدة". ولفت الى ان "الشركة تبدأ بالاتحاد بالله وهي اساس كل وحدة بين البشر وهذا ما يميز لبنان، والشراكة هي الوعاء الذي يحمي الشركة"، مشيرا الى "اننا مدعوون لأن نحافظ بالمحبة على الشركة في الحكم والادارة بحيث لا نتقاسم حصص بل نتقاسم المسؤوليات".
ورأى الراعي انه عندما دعا الامام السيد موسى الصدر الى وحدة اللبنانيين كان يدعو الى الشركة، مشددا على ضرورة "ان يعيش الانسان اللبناني بكرامة وطمأنينة، وهدفنا ان تسود الاخوّة والسلام والعدالة الاجتماعية في المجتمع اللبناني بعيدا عن العنف، وهدفنا ايضا ان يكون لبنان سيدا حرا مستقلا"، معتبرا "اننا كلنا مدعوون لنبقى امناء لمبادئنا".
في هذه الاثناء حمل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع السبت على مواقف البطريك الراعي وخاصة كلامه الذي عبرفيه عن خشيته من تداعيات سقوط محتمل للنظام في سوريا على المسيحيين , وقال جعجع ان علىمسيحيي الشرق الى ان يكونوا"في طليعة حركة التحرر" العربي، لا "حماة لانظمة غاشمة متخلفة"، حسب تعبيره .
وقال جعجع في احتفال شارك فيه شخصيات معارضة وحشد من مناصريه "ان اثارة المسألة بهذا الشكل هي تقزيم لدور المسيحيين التاريخي ونقلهم من مدافعين عن المبادىء الانسانية السامية الى مجرد اكياس رمل لحماية انظمة غاشمة متخلفة".
واثار كلام ادلى به البطريرك الحالي بشارة الراعي في باريس قبل اسبوعين جدلا كبيرا بين من ايده وابرزهم الزعيم المسيحي ميشال عون وحليفه حزب الله ومن تحفظ عليه وهم قياديو قوى 14 آذار وبينهم سمير جعجع.
وحذر الراعي من وصول الاصوليين السنة الى السلطة في سوريا ومن "خطورة المرحلة الانتقالية على المسيحيين"، معتبرا انه كان يجب اعطاء الرئيس السوري بشار الاسد "المزيد من الفرص لتنفيذ الاصلاحات".