العالم – الخبر و إعرابه
-اللافت ان خبث هذا الكلام فاضح وينضح حقدا دفينا، وان صاحبه يعلم ان من يسمعه سيتقزز من كل هذا الخبث، ولكنه اي القائل، شخص يفتخر ان يقال له معتوه، وعتهه هو سلاحه الذي يخيف به اعدائه، ولكن من حظ هذا الاخرق العاثر انه يتحدث عن اناس القيت عليهم متفجرات فاقت 6 مرات القنبلة النووية التي القاها اسلافه الارهابيين على اليابان، وتعرضوا لابادة جماعية بشهادة المحكمة الجنائية الدولية، واستشهد واصيب وفقد منهم نحو 200 الف، رغم ذلك لم يتركوا ارضهم، وعادوا اليوم يفترشون منازلهم المدمرة.
-اللافت ايضا ان ترامب الذي يحاول تهجير اهالي غزة، والظهور بمظهر المتعاطف معهم لانهم يعيشون في مكان مدمر، ويموتون فيه، دون ان يكلف نفسه ان يشير الى اسم الجهة التي دمرت غزة، وباي سلاح دمرت به . كما لم يبرر الامر الذي اصدره لوزارة دفاعه بالإفراج عن شحنة قنابل زنة ألفي رطل لصالح الكيان الاسرائيلي سبق أن جمدها الرئيس السابق جو بايدن، فقط لان "اسرائيل دفعت ثمنها"، بينما الجميع يعلم ان الكيان لم يدفع دولارا واحدة لشراء هذه القنابل الثقيلة التي استخدمت لقتل المدنيين.
-كان واضحا منذ اليوم الأول من العدوان على غزة، ان امريكا هي التي تدير هذا العدوان، ولولاها لما تمكن الكيان من الصمود امام غزة ومحور المقاومة. كما اصبح واضحا ان امريكا كانت تهدف من وراء اطالة امد الحرب دفع اهالي غزة الى الهجرة والانتقال الى سيناء، ولكن صمود المقاومة وتمسك اهالي غزة بارضهم، افشلا المخطط الامريكي الذي بادر في الشهر الـ 15 من العدوان الى وقفه بعد ان عجز الكيان رغم كل الدعم الامريكي من تحقيق اي هدف من اهداف العدوان، وبات العدوان يكلف امريكا اقتصاديا وسياسيا.
-ان محاولة ترامب تدفيع اهالي غزة ثمن الإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الاسرائيلي بحقهم، هي ترجمة عملية للمخطط الامريكي الاسرائيلي القديم، والذي لم يكن هناك من يجرؤ على البوح به في السابق الا من كان يطلق عليهم "اليمين الصهيوني المتطرف"، حول ايجاد وطن بديل للفلسطينيين في الاردن ومصر. الامر الذي يؤكد ان هناك تنسيقا وثيقا بين ادارة ترامب والاحزاب العنصرية التابعه لامثال سيموتريش وبن غفير، اللذان باركا تصريحات ترامب.
-يرى المراقبون، ان الاجراءات التي اتخذتها ادارة ترامب، خلال الايام القليلة الماضية، ومنها رفع المستوطنين من قوائم العقوبات الأميركية، وسماحها بشحن القنابل الثقيلة للكيان الاسرائيلي، وتعليق المساعدات الخارجية لمدة 9 اشهر باستثناء الكيان، ودعوته الى تهجير الفلسطينيين لاسباب انسانية!!، هدفها الانتقام من الفلسطينيين، ورفع الروح المعنوية لقوات الاحتلال التي فشلت في تحقيق المخطط الامريكي في غزة.
-ان الضغط الامريكي المباشر عبر اتصال ترامب بالقيادتين الاردنية والمصرية، من اجل استقبال الغزيين المهجرين، جاء ليؤكد للانظمة العربية المطبعة والتي في طريقها للتطبيع، ان التطبيع مع الكيان الاسرائيلي لا يعصمهم من الخطر الاسرائيلي، ولا من الضغوط الامريكية، فالجميع يجب ان يكون في خدمة "اسرائيل".
-اخيرا، ان الفلسطينيين سيفشلون مخطط تهجير اهالي غزة، كما افشلوا "صفقة القرن"، فهدف التهجير الذي فشل القصف الوحشي والابادة الجماعية، من تنفيذه، لن تنفذه الضغوط السياسية. ان النكبة حصلت مرة واحدة ولن تتكرر. وان الرئيس الامريكي السابق جو بايدن، لم يترك وسيلة لخلفه ترامب، لكي يستخدمها في غزة لتفريغها من اهله. فبايدن الذي عجز عن تحقيق هدف تهجير اهالي غزة عبر الابادة الجماعية، سيكون ترامب اعجز عبر الاعيبه السياسية، وان مناظر عودة اهالي غزة من الجنوب الى الشمال، اكدت وبشكل قاطع فشل المخطط الامريكي الاسرائيلي في ابتلاع غزة. لذلك نقول وبضرس قاطع، قد يبتلع ترامب كندا وغرينلاند ومضيق باناما، أما غزة فلا.