في حوار حصري مع قناة العالم..

"سعدات"الأسيرة المحررة تروي معاناتها بسجون الإحتلال وجحيم الأيام الأخيرة!

الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٥ - ٠٣:٤٨ بتوقيت غرينتش

أكدت عبلة سعدات الأسيرة المحررة وزوجة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن سجون الإحتلال الإسرائيلي هي عبارة عن"مقابر للأحياء"، في ظل المعاملة والظروف القاسية التي يعانيها الأسرى والأسيرات داخل السجون.

العالم ضيف وحوار

سجون الاحتلال"مقابر للأحياء"!

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج"ضيف وحوار"، وحول الظروف القاسية التي عاشتها في سجون الاحتلال الاسرائيلي، أشارت سعدات بأنها للمرة الثالثة في إعتقالها بسجون الإحتلال ولكن هذه المرة هي الاصعب، حيث أنه بعد السابع من أكتوبر من عام 2023 تغيرت كل سياسات الاحتلال في السجون، حيث تم سحب كل الانجازات التي حققها الأسرى والأسيرات على مر العقود، حيث اصبحت السجون مدارس يتخرج منها المناضلون والأسرى في أحسن صورة.

ولفتت سعادات إلى أنها تفاجأت من المعاملة القاسية وقساوة الظروف بداخل السجون حيث يتعمد السجّان الإسرائيلي الإذلال بكافة الأشكال وبكل الاوقات واصفة هذه المرة بأنهم كانوا داخل قبور منفصلين عن العالم الخارجي بشكل كامل دون معرفة ما يحدث لأسرهم وأطفالهم وأزواجهم لا يعرف ماذا يجري في العالم حتى أصبحن منقطعين تماما وينتظرون دائما زيارة محامي حتى يتلمسون ماذا يحصل في الخارج.

فكان الظرف صعب جدا بالاضافة الى قساوة المعاملة من قبل السجّان وللاسف من مدير السجن لمدير قسم، لنائب المدير إلى أصغر سجّان او سجانة يتعمدوا في إذلال السجناء ويذكروهم بفشلهم وأنهم لا يساوون شيئاً.



وتضيف "كنا نعيش داخل السجون في مقابر الأحياء، لا يوجد أي تواصل مع العالم الخارجي إطلاقًا، إلا من خلال زيارة المحامي وبعضهم كان يتم تهديده، ما جعلنا مغيبين عما يحدث خارج أسوار السجن، وخاصة ع مفاوضات صفقة التبادل".

وذكرت سعدات إلى أن أسلوبهم كان أحد الأساليب القذرة حيث يحاولون ضرب الفتيات أو الأسيرات مع بعضهن البعض بمعنى أنه أذا اخطات أسيرة وتأخرت عدة ثواني عن الدخول إلى الغرفه تكون بالحمام تاخذ شاور أو أنها كانت موجودة.

في الساحة فيلجؤون إلى عقاب كل من الغرفة أو القسم فكانت هذه العقوبات الجماعية تنال كل الأعمار من النساء صغارا وكبارا دون مراعاة أن هناك سيدات، منوهة إلى أنها أنها كانت هي وسيدة أخرى من غزة اكبر إثنتين في القسم.

سحب ما أنجز على مدار 58 عاما من نضالات الحركة الاسيرة

وحول ما تم سماعه من الأسرى الذين أفرج عنهم بأن كل ما أنجز على مدار 58 عاما تقريبا من نضالات الحركة الاسيرة تم سحبه:

قالت سعدات: دخلنا وتفاجأنا من كون السجون فارغة، حيث كنت عندما تم اعتقالي في عام 2003 كان يوجد راديو، بعد ذلك أصبح هنالك تليفونات حتى يتواصل الأسير مع عائلته باستمرار والكانتينا مثلا في ان الاسير يستطيع ان يشتري بعض المستلزمات منها ويشتري بعض الطعام لأن طعام السجن كان سيئا جدا كان ولا زال، ولكن كل هذه الانجازات سحبت.

وتوضح أن "إدارة مصلحة السجون عملت على سحلنا وتكبيل أيدينا وأرجلنا وجرنا إلى الساحة وإلقائنا أرضًا، مع رفع علم الاحتلال، عدا عن السباب والشتائم بالألفاظ النابية والتهديد والوعيد لغزة، ومن ثم تم إدخالنا إلى الغرف مع التهديد والضرب".

سعدات.. والعزل الانفرادي

وتابعت سعدات: بعد أن اعتقلت بأسبوع تفاجئت أنهم ينادون على اسمي لإحضاري لعيادة الطبيب لكنني لم أقم بالتسجيل وبعد ذلك يتم عزلي لأسبوعين.

تصف سعدات فترة العزل الانفرادي بأنها كانت من أصعب التجارب التي مرت بها. قضت 12 يوماً في زنزانة ضيقة، حيث مُنعت من الخروج أو الاستحمام. “العزل الانفرادي كان كابوساً. في زنزانة لا تتجاوز مترين في مترين، كنت مضطرة للبقاء فيها 24 ساعة، ومنعت من الاتصال بالعالم الخارجي أو حتى رؤية الأسرى الآخرين”.

وأضافت سعدات: “لم يراعوا سني أو صحتي. وأنا كبيرة في العمر، وأخضع للإهانة المستمرة، فقد تم تقييدي والضغط علي بشكل غير إنساني وتهديدي قبل نقلي إلى العزل الانفرادي”.

شاهد أيضا..تفاصيل إفراج الإحتلال الإسرائيلي عن 200 أسير ضمن صفقة غزة

ورغم هذه الظروف القاسية، أكدت أن روح المقاومة هي التي كانت تحفزها على الصمود، حيث كانت تركز على عائلتها وزوجها المناضل أحمد سعدات كدافع للبقاء قوية.

وتردف "داخل زنزانة العزل الإنفرادي التي تحوي غرفة وحمام ملاصق لها وجوده وعدمه واحد، يوجد كاميرات مراقبة، مما تضطر الأسيرات المعزولات للامتناع عن استخدام الحمام والنوم".

"سجن الدامون"كان عبارة عن أسطبل خيول سابقا!!

وحول تعريف سجن الدامون و أعداد الغرف فيه ، قالت سعدات: أن سجن الدامون هو عبارة عن سجن قديم جدا، المباني قديمة جدا وهي كانت اسطبل خيول في السابق، ففي الغرف الكبيرة التي هي بالعقد القديم كانت الغرفة مساحتها حوالي 4 * 5 كان يتواجد فيها من 9 حتى 11 أسيرا مع وجود غرف صغيره جدا مساحتها حوالي 2*3 فيها من 5 إلى 6 اسيرات.

وأضافت سعدات: كان عددنا 96 اسيرة بدايه اعتقالي في الشهر التاسع وبعد أن تنهي الأسيرات مدتهن يطلق سراحهن وفي نفس الوقت تأتي أسيرات أخريات وعندما خرجنا كان عددنا 77 اسيرة ولم يتم الإفراج عن كل الأسيرات.

تفاصيل الإفراج

وعن تفاصيل الإفراج عنها، تقول سعدات: "يوم الخميس قبل إتمام صفقة تبادل الأسرى بيومين كنت أتجهز للخروج بعد انقضاء مدة محكوميتي، وإذ بي أتفاجأ بصدور قرار تجديد اعتقالي لمدة أربعة أشهر إضافية،".

وتضيف "كنا نعيش داخل السجون في مقابر الأحياء، لا يوجد أي تواصل مع العالم الخارجي إطلاقًا، إلا من خلال زيارة المحامي وبعضهم كان يتم تهديده، ما جعلنا مغيبين عما يحدث خارج أسوار السجن، وخاصة ع مفاوضات صفقة التبادل".

إقرأ أيضا..هذا هو الفارق بين المقاومة و'إسرائيل' في التعامل مع الاسرى

وتتابع "حتى يوم الأحد لم نكن نعلم بإدراج أسمائنا ضمن الصفقة، فما جرى أن إحدى الأسيرات كان لديها محكمة فأبلغها المحامي بأنها ستخرج اليوم وكافة الأسيرات والأشبال من السجن، وأنه تم عقد الصفقة".

و"أثناء عودة الأسيرة للقسم هددتها إدارة مصلحة السجون بعدم إخبارنا بما علمته من محاميها، إلا أنها أباحت بما علمته، وهنا احتفلت الأسيرات بهذا الخبر، إلا أن إدارة السجن اعتدت على الأسيرة وتم تهديدنا".


وتوضح أنه "قبيل الإفراج أخذ أحد السجانين يُنادي على أسماء أسيرات مدونة في قائمة موجودة بحوزته، إلا أن اسمي لم يكن من ضمنها، فأخذت أنادي لأفهم ما يجري ولِما لم يدرج اسمي ضمن القائمة، فقال لي إنه لا يدري".

"كنت متأكدة أنهم تعمدوا إسقاط اسمي من القائمة، وأن المقاومة أدرجت لأنها وعدت بالإفراج عن الأسرى وأوفت بذلك".

وتضيف سعدات "ذهب السجان ثم عاد بقائمة أخرى اسمي من ضمنها، وخرجت بالبوسطة نحو سجن (عوفر)، لأتفاجأ بتبديل اسمي وأسيرة أخرى بشبلين، وهنا عشنا فصل معاناة وددنا لو تمت معاملتنا كما عاملت غزة رهائنها".

وخلصت سعدات: للاسف لم تتحرر اثنتين من البنات من الداخل وشاتيلا حكم عليها 16 عاما قضت منهم 8 سنوات، وكانت في الصباح فرحة جدا جدا كونها تريد أن تتحرر وانه اهلها بانتظارها وسيحتفل الناس بها وتحلم بهذا الحلم يعني وللأسف لم تخرج ، كما توجد في الأسر لدى سجون الإحتلال آية الخطيب لم تخرج وهي من الداخل وخمس فتيات تم اعتقالهم منذ اسبوعين وهن معتقلات حتى الآن لم يتم تحريرهن نتمنى أن يتم الإفراج عن هؤلاء العشرة عنهم وينالوا الحرية ويتنسمن هواء الوطن.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...