العالم – ضيف و حوار
محامي المؤسسة في شيلي هو "هوغو غوتيريز" وهو محامي مشهور في مجال حقوق الإنسان أمضى سنوات في الدفاع عن ضحايا الديكتاتور أوغستو بينوشيه حتى يتمكنوا من الحصول على الحق والعدالة للجرائم ضد الإنسانية التي حدثت في البلاد بين عامي 1973 و 1974.
كما أن هوغو غوتيريز دخل الكونغرس بالبرلمان ثلاث مرات كما كان أحد اعضاء الكونغرس في لجنة الدستور والتي كانت تحاول لتغيير دستور البلاد بعد الاضطرابات الشعبية، وهو لا يزال يكون محاميا للمواطنين الذين يضطهدون ويعانون من الظلم.
وإليكن نص اللقاء مع هذا المحامي حول حيثيات اعتقال هذا العسكري الإسرائيلي:
السؤال: بداية أسال من هذا العسكري الإسرائيلي؟
غوتيريز: أريد أن اقدم الشكر لمؤسسة هند رجب المؤسسة البلجيكية التي حققت الملاحقة القانونية للجندي الإسرائيلي سار هيرشورن، وكان قد خدم في وحدة الهندسة القتالية التابعة لكتيبة 749 القتالية الإسرائيلية، وقد أوكلتني مهمة هذا الملف، وكان الجندي يقضي عطلته في باتاغونيا، وكان المواطن العسكري الإسرائيلي قد اعتز برفقة فريق المهندسين العسكريين في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي باستهداف المواقع الثقافية والأكاديمية، يعني كان يرتكب جرائم تندد بها منظمات حقوق الإنسان الدولية، ويلحق أضرارا بالمجتمع المدني، وحصلت المؤسسة على وثائق تتهم الجندي الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فاستشار المؤسسة الحقوقية مع المحامي جونسون في الأرجنتين لبحث رفع شكوى قضائية ضده، وكان المحامي جانسون في الأرجنتين حصل على مذكرة اعتقال دولية ضد المجرم الإسرائيلي.. أما حول موضوعي أنا تقدمت بشكوى جنائية إلى النيابة العامة ومكتب النائب العام وكذلك إصدار مذكرة توقيف بحق هذا الجندي، والتي تم الحصول عليها من خلال هذه المؤسسة ومن خلال محامين من تشيلي والأرجنتين لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بسبب ارتباطه بالكتيبة 749، هذه الكتيبة هي كتيبة هندسة عسكرية مخصصة لتدمير البنية التحتية الفلسطينية في غزة.
السؤال: أنتم تشيرون إلى جرائم حرب وضد الإنسانية.. ما هي المعاهدات والاتفاقية الدولية التي تسمح للحكومات بتوقيف المجرمين في بلداننا؟
غوتيريز: هناك اتفاقية أساسية تسمى اتفاقية روما، وهي اتفاقية أبرمتها العديد من الدول بموجب اتفاقية أوروبية أخرى تسمى المحكمة الجنائية الدولية، وقد اصدرت المحكمة الجنائية الدولية بالفعل مذكرات اعتقال دولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي وكذلك وزير الدفاع السابق، وهذا يعني أن كليهما مطلوبان بالفعل بموجب مذكرات اعتقال دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتتيح الوثيقة أيضاً للدول التي وقعت على اتفاقية روما السعي لتحقيق ما يعرف بالعدالة العالمية أي ملاحقة جرائم يعلم البشر أن على كل دولة ملاحقتها مثل جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحبرب، وبالتالي فإننا هنا أمام نوع من جريمة أو جرائم ارتكبها هيرشون الجندي الإسرائيلي يجب على تشيلي أن تلاحقهم، وإلا فإنها تنتهك التزاماتها الدولية المفروضة عليها بتوقيعها على معاهدة روما.
السؤال: تحدثتم قليلا عن خلفية الجندي في مواقع التواصل الاجتماعي وعن قضايا أخرى.. ما هي الجرائم التي ينبغي ملاحقتها وشرحها؟ ما هي الملفات التي تثبت أنه شارك في هذه الجرائم والإبادة الجماعية؟ وإذا يمكنك أشرح قليلا عن ذلك.
غوتيريز: بالطبع يتفاخر هيرشون على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وخاصة على إنستغرام بأنه دمر في وقت مراكز ثقافية وجامعات، لذا فإنه يقدم الأدلة، فضلا عن اعترافه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ومشاركته في جرائم الحرب على التواصل الاجتماعي ولم يعد لديه أي رادع في التباهي بالجرائم التي ارتكبها ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وقدمنا كل هذه الأدلة والوثائق لوزارة العدل تشيلية لإثبات التهمة، لأنه يوجد هنا نوع من الاعتراف بأنه ارتكب هذا الإجرام غير القانوني الحربي، والأدلة المقدمة هي مقنعة تماما، وبالطبع كان هناك دليل واضح على أن هذا الإسرائيلي كان ضمن كتيبة 749 التابعة لقوات الدفاع الإسرائيليةـ ولا شك أنه ضمن هذه الكتيبة التي تظهر في الموقع المشار إليه، بل وأيضاً شارك مع الجيش الإسرائيلي في مناطق أخرى من غزة.
السؤال: لقد أشرت أن الحكومات قادرة على منع هؤلاء المجرمين.. ولكن هل الحكومات ملزمة بإيقافهم أم لا؟ وما مصير المجرمين الذين يتم توقيفهم؟ هل توجد هناك محكمة داخلية؟ وكيف تتم هذه العملية؟
غوتيريز: أولا في كل من الأرجنتين تمت معالجة الشكاوى الجنائية التي تم تقديمها كدعوة رسمية في كلا البلدين، وقد صدر أمر التحقيق، وحسب علمي فقد تم إصدار مذكرة اعتقال في الأرجنتين بحق هذا الجندي، لم يحدث هذا في بلادنا رغم أن الجندي موجود على ما يبدو في بلادنا، وعلى حد علمي فإن السفارة الإسرائيلية تتخذ إجراءات وخطوات لإجلاءه من تشيلي دون أن يلحقه أي ضرر بظروفه الشخصية، أعتقد أنهم خائفون من أن يتم في النهاية إصدار مذكرة اعتقال من شيلي، اليوم ليس الحديث هكذا، بل ما يوجد هو دعوى جنائية قدمها شخص، قبل أيام قدمت الجالية الفلسطينية في تشيلي شكوة أخرى، وأينما كانت هناك حالات معينة لضحايا محددين في غزة أي لدينا قضية فلسطينية لجأت إلى بلادنا والتي فقدت أسرتها بأكملها فعلا في غزة، وقد تقدمت هذه السيدة الفلسطينية بهذه الشكوى، ودعمها عدد من المحامين الفلسطينيين في بلادنا، وقد ضمت هذه الشكوى إلى الشكوى الأولى التي قدمتها، وبالتالي توجد شكوى هنا يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق الرقيب هيرشورن الجندي الإسرائيلي التابع للكتيبة 747.
السؤال: قال المسؤولون في وزارة الصحة بغزة إن إسرائيل قتلت بحلول أكتوبر/تشرين الاول 2023 أكثر من 17600 طفل، وهذا ما يعادل موت طفل كل 30 دقيقة، ورفعت مؤسسة هند رجب التي سميت أيضاً على اسم طفلة قتلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة دعاوي قضائية ليس فقط في تشيلي بل أيضاً في البرازيل والأرجنتين وحتى في السويد ودول أخرى، فما كان رد هذه الدول ومن بينها شيلي وبالمقابل ما كانت الذريعة الإسرائيلية في الدفاع عن هؤلاء الجنود؟
غوتيريز: ما تفعله مؤسسة هند رجب البلجيكية في ملاحقة كل هذه الجرائم والأعمال الإجرامية ضد الإنسانية والحرب والإرهاب في غزة من قبل الجيش الإسرائيلي أعتقد أنها واجب يجب أن يفعل، ويجدر أن يقدر، أعتقد أنه نموذج يجدر أن يحتذى به، وفي واقع الأمر فإن هذه القضية كانت تتبعها بلدان مختلفة، وهو ما يشبة إلى حد كبير ما فعلناه عندما لاحقنا المجرمين الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية خلال فترة الديكتاتور بينوشه، وأعتقد أن من واجبنا أن ندعم العمل الذي تقوم به مؤسسة هند رجب، وخاصة ملاحقة كل جرائم الجيش الإسرائيلي ضد الأطفال في غزة، وأعتقد أن الملاحقات القضائية التي جرت في الأرجنتين وتشيلي والبرازيل ودول أوروبية أخرى مرتبطة بدعم الحكومات، لأنني أعتقد أن هناك الكثير من الجنود الإسرائيليين الذين يقضون إجازاتهم مثلا في تشيلي، وربما ارتكبوا عدة جرائم مختلفة في غزة، وأعتقد أنه يجب أن تنفذ الملاحقة الجنائية بحقهم.
السؤال: ولكن هل تم تنفيذ هذه الملاحقة الجنائية أم لا؟ والسؤال هو ما هو رد فعل هذه الدول؟
غوتيريز: لقد كان رد فعل الأرجنتين حاسما للغاية، حسب ما علمت اليوم صدرت مذكرة اعتقال بحق سار هيرشورن، وهو جندي إسرائيلي يتواجد حاليا في تشيلي وقد قبلت تشيلي شكوى جنائية ضد هذا الإسرائيلي، في البرازيل كان رد الفعل مختلفاً لأن إمكانية الهروب كانت متاحة هناك، ومن المؤكد أن الرد الأرجنتيني التشيلي ليس هو نفس الرد البرازيلي، الذي سهل هروب عسكريين إسرائيليين آخرين إلى الولايات المتحدة ومن الولايات المتحدة إلى إسرائيل، لكنني أعتقد أن هذا يظهر أن هناك حاجة ماسة إلى أن تعرف الدول أهمية محاكمة كل هؤلاء المجرمين الذين يذهبون إلى إجازة بعد ارتكاب جرائمهم في غزة، وهذا أمر لا ينبغي التسامح معه أو قبوله، وأعتقد أنه ينبغي تشجيع الحكومات على مقاضاة هذه الجرائم.
السؤال: وفي البرازيل تدخلت السفارة الإسرائيلية لتسهيل أمر الهروب، وهو ما يثبت أيضاً كيف تحتفظ البلدان بعلاقتها مع الذين ارتكبوا جرائم إبادة جماعية.
غوتيريز: بالطبع، وعلى ما يبدو فإن نفس الشيء قد يحدث في تشيلي، لأننا علمنا أن السفير الإسرائيلي لدينا ذهب إلى الجنوب ولا نعرف إلى أين ولكن قد يكون الأمر كذلك، بالتأكيد هو يبحث عن مأوى لهذا الجندي الإسرائيلي ليتمكن من مغادرة البلاد بسهولة، وبالفعل هناك تقارير تفيد بأن مواطنين إسرائيليين سجلوا في ميناء بويرتودين في جنوب تشيلي، وأعتقد أن هذا يهدف لتغطية أمرهم لكي يتمكن هذا الجندي الإسرائيلي الذي تمت مقاضاته من مغادرة البلاد بطريقة ما، ولا أشك في أن إسرائيل تحاول داخل تشيلي وخاصة في مكان ما في الجنوب لإجلاء هذا الجندي من أراضي البلاد حتى لا يتم اعتقاله قضائيا.
السؤال: الجنود الذين يأتون عادة إلى باتاغونيا في تشيلي والأرجنتين لقضاء العطلة وقضية الرقيب هيرشرون الذي كان موجودا بالضبط في باتاغونيا وفي عام 2011 في توريس دليل بائن وهي محمية طبيعية وهي منطقة واسعة اندلع حريق التهم 15,000 هكتار من تلك الحديقة الطبيعية وكان بالتحديد ثلاثة شباب إسرائيليين أنهوا للتو خدمتهم العسكرية سبب اندلاع الحريق، وفي ذلك الوقت سكان بويرتوناتاليس وهي محمية وطنية قد أبدوا قلقهم بشدة عن الوجود الإسرائيلي الدائم في المنطقة وعن مخاوفهم من ارتكاب جرائم حرب في غياب سيطرة الحكومة الشيلية.. هل تعتقد أن هذا الخوف مبرر؟ ما هو الاحتلال الذي يمكن أن يكون للإسرائيليين في باتاغونيا في تشيلي والأرجنتين؟
غوتيريز: ما أريد بحثه أنه في جنوب تشيلي وخاصة في باتاغونيا شاهدت مواطنين إسرائيليين مرارا، أعتقد أن الغالبية العظمى منهم من الجنود السابقين القادمين إلى باتاغونيا لقضاء العطلة، لقد لاحظت أيضاً أن هناك رد فعل من المواطنين المحليين ضد هؤلاء الجنود، فأهالي المنطقة يزيدون من عدائهم تجاههم، لأنهم يتصرفون بشكل سيء وهم متغطرسون وهم عدوانيون، ونتيجة لذلك ابتعد الناس في الجنوب عنهم، في الواقع أن حقيقة أنكم تصفون أن ثلاثة من هؤلاء الجنود السابقين كانوا متورطين في جزء كبير من حرائق باتاغونيا التي كانت لها عواقب وخيمة تعني بوضوح أن هذا العداء ضد هؤلاء الإسرائيليين متواصل، والآن ما الذي يجعلهم ياتون إلى باتاغونيا؟ أعتقد أن إحدى الإجابات هي إحدى الأراضي الذي عرضتها الأمم المتحدة على الإسرائيليين في ذلك الوقت كانت نفس الأراضي التي ادعوا ملكيتها في مناطق العالم، باستثناء الضفة الغربية على وجه التحديد، حيث ذهبوا إلى فلسطين، وكانت إحدي هذه الأماكن باتاغونيا، وكانت هناك أيضاً جزيرة موزمبيق، والجزيرة الأخرى كانت باتاغونيا، وهم يزورون باتاغونيا غالبا ما، سواء باتاغونيا الأرجنتينية أو باتاغونيا التشيلية.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..