الانتصار بين التشكيك والتحقق

الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٥ - ٠٣:١٦ بتوقيت غرينتش

نافذتنا هذا الأسبوع تفتح على النصر والتشكيك فيه.. فالنصر لا يحسب وفقا للنوايا والأمنيات، ولا يرتكز أصلا على كيفية الإقناع بحدوثه، فالقناعة به وعدمها سيان، معاييره واضحة لا جدال فيها.. الحرب تحسم بتحقيق أهدافها.

العالمنوافذ

سبعون ألف جندي ومئات دبابات المركافا وفوقهم مئات الطائرات الحربية الحديثة وآلاف الأطنان من القنابل.. وبخدمته كل مخابرات العالم مدعومين من أعظم دول لم يستطيعوا التوغل أكثر من 5 كيلومترات على امتداد الحدود اللبنانية.. فأبطال هذا الوطن دافعوا دفاعاً أسطوريا عن الأرض والحدود، ومنعوا العدو من احتلال أرضهم وتحقيق أهدافه.

أليس هذا بحد ذاته انتصار؟ ما هو مفهوم الانتصار إذا؟ ما هو مفهوم الانتصار عندما يسود الغضب مستوطنات الشمال ويدلي رؤسائه بخطاب الهزيمة ويعتبروا وقف الحرب استسلام؟ ما هو مفهوم الهزيمة حينما تبقى المقاومة عصية عن الكسر رغم كل الضربات الإسرائيلية الخبيثة؟ ما هو الانتصار عندما نبلغ أكثر من شهر على وقف إطلاق النار ولم يعد مستوطنو الشمال بينما أهالي الجنوب والبقاع والضاحية عادوا جميعا.. ربما في اللحظات الأولى لوقف إطلاق النار؟

وتناقش هذه الحلقة من برنامج "نوافذ" هذا الموضوع مع ضيوفها المختص بالشأن الإسرائيلي أ.علي حيدر، وأمين الجمعية العربية للعلوم السياسية د.حسان الأشمر، ومنسق الحكومة اللبنانية السابق لدى اليونيفيل العميد منير شحادة.

وأوضح المختص بالشأن الإسرائيلي الأستاذ علي حيدر أن مسألة الانتصار من عدم الانتصار هي جزء من الحرب النفسية والثقافية على المقاومة وجمهورها وبيئتها، وأضاف: أصلا يكفي أنهم يبذلون جهودا لمحاولة إقناع -ولو قهرا- المقاومة وبيئتها بأنهم لم ينتصروا.. دليل على أنهم لم يهزموا، لأنه عندما يهزم المرء لا يحتاج إلى من يقنعه بأنه مهزوم فهو أمر تلقائي ويشعر به ويتعامل على أساسه، فأن يحاولوا أن يقحموا في عقولنا ووعينا أننا لم ننتصر دليل على أن نصرنا هذا شكل مشكلة لهم.

وأضاف أنه و: على المستوى المعايير كان هدف الإسرائيلي القضاء على حزب الله.. وإذا لم يستطع القضاء عليه إضعافه إلى المستوى الذي يفرض الإرادة السياسية عليه.. هل هاذا تحقق؟

كما أشار إلى أن الأهدف الأخرى كانت إنتاج سلطة سياسية معادية للمقاومة عبر إخراج حزب الله والمقاومة بشكل عام من المعادلة كليا، واحتلال جنوب الليطاني، وإعادة المستوطنين والشعور بالأمن، وأوضح أن كل هذه الأهداف الاستراتيجية المباشرة لم يتحقق.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..