طهران: وقف إطلاق النار في غزة مثال آخر على النصر في مواجهة الاحتلال

الإثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥ - ٠٧:٤٧ بتوقيت غرينتش

صرّح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، بأن مقاومة الشعب الفلسطيني ليست مرتبطة بأي دولة، بل تنبع من إرادته الحرة.

العالم - ايران

وقال بقائي في بداية حديثه عن تطورات الأسبوع الماضي، وأشار إلى الزيارة المهمة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى طاجيكستان وروسيا، والتي شهدت توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا.

وأضاف أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كان تطورًا مهمًا في المنطقة، مؤكدًا أن إيران أوضحت موقفها، معتبرةً هذا الاتفاق مثالًا آخر على النصر والمقاومة في مواجهة الاحتلال والظلم.

مقاومة الشعب الفلسطيني ليست مرتبطة بأي دولة

وأضاف بقائي، خلال حديثه عن وقف إطلاق النار في غزة، أن "دول المنطقة وشعوبها، وكذلك المجتمع الدولي، استخلصوا دروسًا واضحة من هذا التطور".

وأوضح: "إذا اعتبرنا النصر بناءً على عدد القتلى ومستوى الدمار، فقد يبدو أن الكيان الصهيوني قد انتصر. إلا أن الحقيقة هي أن هذا الكيان انتهك جميع المعايير الدولية وتجاوز كل الخطوط الإنسانية".

وأشار إلى أن "هذه الجرائم لم تكن لتحدث لولا الدعم الأمريكي والغربي، حيث لم يدّخروا جهدًا في تعزيز واستمرار هذه الجرائم. ومع ذلك، فإن النتيجة النهائية كانت هزيمة شاملة ووصمة عار للاحتلال وداعميه، حيث أثبتوا أولًا أنهم لا يؤمنون بحقوق الإنسان، وثانيًا أن العامل الحاسم في هذه المعركة كان مقاومة الشعب الفلسطيني، التي لا ترتبط بأي دولة، بل تنبع من صميم هويته وإيمانه بقضيته".

إيران لن تتفاوض بشأن قدراتها الدفاعية والعسكرية

وفيما يتعلق بادعاءات حول محادثات بين إيران وأوروبا بشأن البرنامج الصاروخي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن "من الطبيعي أن يطرح البعض هذه القضايا، لكن المهم هو موقف إيران الثابت، حيث لن يكون هناك أي تفاوض بشأن قدراتنا الدفاعية والعسكرية".

وأضاف: "إذا أثيرت مثل هذه المواضيع، فقد تلقت الرد المناسب بالفعل".

وفيما يخص آلية "سناب باك" (إعادة فرض العقوبات)، أشار بقائي إلى أنه "منذ حكومة الرئيس السابق، أوضحنا أنه إذا تم إساءة استخدام هذه الآلية للضغط على إيران، فإن ردنا سيكون بالمثل، ولن يكون هناك أي مبرر لبقاء إيران في بعض الاتفاقيات الدولية".

موقف إيران والحكومة يُعبَّر عنه عبر المتحدث الرسمي

وفيما يتعلق بتصريحات أحد مسؤولي الحكومة حول المفاوضات، أكد بقائي أن "موقف إيران والحكومة يُعلن من خلال المتحدث الرسمي فقط. وما يتم طرحه خارج هذا الإطار لا يعكس موقفنا الرسمي، بل يعبر عن رأي شخصي للمتحدث".

وأضاف: "يجب أن نضع في الاعتبار أن السياسة الخارجية مسألة متخصصة، وأي تبسيط للمواضيع المعقدة في هذا المجال ليس مفيدًا".

الرد على مزاعم حظر دخول البضائع الإيرانية إلى سوريا

وبشأن الادعاءات حول حظر دخول السلع الإيرانية إلى سوريا، شكك بقائي في صحة الخبر، قائلًا: "لدي شكوك حول صحة هذا الادعاء".

كما أشار إلى قضية سفر المواطنين الإيرانيين إلى سوريا، موضحًا: "سبق أن أوضحنا أننا لا نوصي مواطنينا بالسفر إلى سوريا في الوقت الحالي".

اتفاقية إيران وروسيا

وحول نص الاتفاقية بين إيران وروسيا، أوضح بقائي أن "نص معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا متاح لوسائل الإعلام. أما فيما يتعلق بالإشارة إلى اتفاقية عام 1940، فهي جزء من تاريخ العلاقات الإيرانية-الروسية ولا تزال سارية المفعول. كما أن اتفاقية عام 1999، التي تشكل أساس العلاقات الثنائية، أشارت إلى هاتين الاتفاقيتين".

أداء بايدن خلال أربع سنوات من رئاسته لأمريكا

وفي رده على سؤال لوكالة تسنيم بشأن أداء بايدن خلال السنوات الأربع الماضية، قال بقائي: "على المستوى الإقليمي، كانت إدارة بايدن واحدة من الأسوأ في الستين عامًا الماضية، حيث قضت آخر 16 شهرًا من ولايتها في دعم إبادة جماعية واضحة في المنطقة. ومن اللافت أن اتفاق وقف إطلاق النار تم التوصل إليه في الأيام الأخيرة لهذه الإدارة، وهو أمر ذو دلالة عميقة. وسيظل هذا السجل الأسود عالقًا في أذهان شعوب المنطقة، وخاصة أولئك الذين عانوا من العدوان الصهيوني".

وأضاف: "على المستوى الثنائي، واصلت واشنطن سياساتها العدائية، ولم تُظهر جدية في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، بل استمرت في فرض عقوبات جائرة ضد إيران. ومن هاتين الزاويتين، سواء من خلال سياسات زعزعة الاستقرار أو الضغوط المستمرة على إيران، تركت الإدارة الأمريكية سجلًا سيئًا. والأسوأ من ذلك هو أن المسؤولين الأمريكيين الحاليين يحاولون فرض سياساتهم الفاشلة على الآخرين، مما يثبت أن نواياهم خلال هذه السنوات الأربع كانت خبيثة".

دور إيران في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وفيما يخص دور إيران في وقف إطلاق النار والتطورات في فلسطين، أكد بقائي أن "إيران أوضحت موقفها بشأن ضرورة وقف الإبادة الجماعية. وقف إطلاق النار يعني أن هناك توقفًا مؤقتًا في مخطط القضاء على فلسطين".

وتابع: "لقد بذلنا جهودًا كبيرة على المستويات الدولية والإقليمية والثنائية لوقف الجرائم الحربية. وانطلاقًا من إيماننا بأن السبيل الوحيد لتحرير فلسطين هو المقاومة والاستفادة من إمكاناتهم الذاتية، واصلنا دعمنا خلال الأشهر الـ16 الماضية".

وأضاف: "حفاظ المقاومة على روحها القتالية، إلى جانب الوحدة والتماسك الوطني داخل فلسطين ودعم باقي أطراف محور المقاومة، أجبر العدو على القبول بوقف إطلاق النار. وكل الأطراف استخلصت دروسها من هذا التطور".

متابعة حقوق المواطنين الإيرانيين من المهام الأساسية لوزارة الخارجية

وحول قضية مقتل مواطنين إيرانيين في فرنسا، أكد بقائي أن "متابعة حقوق المواطنين الإيرانيين تعد من المهام الرئيسية لوزارة الخارجية. هذا مطلب جاد من جانبنا، ولم نتلق بعد معلومات مقنعة حول طبيعة الجريمة التي وقعت في فرنسا".

وأضاف: "من الطبيعي أن نطالب بملاحقة الجناة قضائيًا وإصدار الأحكام بحقهم، ويجب توضيح ملابسات القضية. فرنسا يجب أن تكون مسؤولة وتقدم الإجابات اللازمة. كل من سفارتنا في باريس والقسم القنصلي في طهران يتابعان الموضوع عن كثب".

تصريحات المسؤول السويدي ضد إيران غير مقبولة

وفيما يتعلق بتصريحات أحد المسؤولين السويديين ضد إيران، قال بقائي: "هذه التصريحات غير مقبولة على الإطلاق. مثل هذه التصريحات غير المبررة لا تتماشى مع الأعراف الدبلوماسية".

العقوبات لم تكن يومًا عائقًا أمام توسيع العلاقات مع الدول

وبشأن تأثير العقوبات على نجاح الاتفاقية بين إيران وروسيا، وكذلك الادعاءات حول مطالبة روسيا بقبول إيران لاتفاقية FATF، نفى بقائي هذه المزاعم قائلًا: "العقوبات لم تكن أبدًا سببًا أو عائقًا أمام توسيع العلاقات بين الدول".

وأضاف: "الاتفاقيات تُبرم بناءً على احتياجات الحكومات المعنية وبما يتناسب مع الإمكانيات المتاحة على المستوى الثنائي. هذه الأمور ليست غير طبيعية في سياق المفاوضات، لكن الأهم هو النتيجة النهائية. والنتيجة موجودة، ويمكن مراجعة نص الاتفاقية لمعرفة تفاصيلها".

مزاعم حول دور إيلون ماسك في الإفراج عن الصحفية الإيطالية

وفيما يتعلق بالادعاءات حول دور إيلون ماسك في إطلاق سراح الصحفية الإيطالية، أوضح بقائي أن "موقفنا كان واضحًا وتم نفي هذه الادعاءات، كما أن مواقف الأطراف الأخرى جاءت متماشية مع نفي إيران لهذه المزاعم".

مشاركة إيران في منتدى دافوس

وحول مشاركة إيران في منتدى دافوس، أكد بقائي أن "إيران تلقت دعوة لحضور المنتدى، وتمت دعوة كل من الوزير المحترم ونائب رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية. واليوم تم الإعلان عن مشاركة السيد ظريف في هذا الحدث".

التعاون في مجال المياه يمكن أن يكون نقطة قوة في العلاقات بين إيران وأفغانستان

وفيما يخص قضية حق إيران في المياه من الأنهار الأفغانية، شدد بقائي على أن "هذا الموضوع، إلى جانب حقوق المياه الأخرى من الأنهار التي تتدفق إلى إيران، كان دائمًا قيد المتابعة ويشكل بندًا ثابتًا في أي محادثات".

وأضاف: "التعاون في مجال المياه يمكن أن يكون أحد أبرز مجالات التعاون بين إيران وأفغانستان. إن سياسة حسن الجوار والعلاقات التاريخية تقتضي أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق مناسب. ومع وفرة الأمطار هذا العام، نأمل أن يكون ملف المياه إحدى نقاط القوة في العلاقات بين البلدين".

التعاون بين إيران وباكستان في جميع المجالات مستمر

وفيما يتعلق بزيارة اللواء باقري إلى باكستان، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن "التعاون بين إيران وباكستان في جميع المجالات مستمر بوتيرة متزايدة. كان لدينا سابقًا زيارة للسيد عراقجي، والمحادثات مستمرة. التعاون الدفاعي كان أيضًا جزءًا من الاتفاقات، ومن الطبيعي أن يتم التشاور بين الجانبين حول القضايا التي تحتاج إلى تحسين العمليات لمواجهة التهديدات المشتركة".

التحدث مع الدول الأوروبية الثلاث حول قضايا متنوعة

وحول تصريحات عراقجي بخصوص المحادثات النووية مع أوروبا، قال: "النقطة التي أشار إليها السيد عراقجي هي أننا نجري محادثات مع ثلاث دول أوروبية حول مواضيع متنوعة تتوافق مع مصلحة الأطراف. لدينا شكاوى جدية فيما يتعلق بتصرفات الدول الأوروبية، على سبيل المثال دعم هذه الدول الثلاث للكيان الصهيوني. لقد عبرنا عن هذه القضايا بصراحة، وتحدثنا عن سوريا وأوكرانيا".

وأضاف: "لكن ما هو واضح هو أن المفاوضات تعني الحوار حول تبادل الامتيازات واتخاذ قرارات بشأن القضايا المحددة، والمفاوضات حول البرنامج النووي فقط هي التي جرت. لا يوجد تناقض في هذا. موقفنا واضح، في السنوات الأربع الماضية، حتى عندما كانت الولايات المتحدة خارج الاتفاق النووي، استمرت المحادثات، وجرت المفاوضات غير المباشرة خلال فترة الحكومة الديمقراطية، ولا تزال عملية مسقط قائمة. نهجنا حول مختلف القضايا هو نهج ثابت وواضح تمامًا".

عراقجي لن يزور نيويورك

وفيما يتعلق بعدم سفر عراقجي إلى نيويورك، قال: "كان من المقرر عقد هذه القمة اليوم، لكن بالنظر إلى التطورات في المنطقة والأحداث الأخيرة، وخاصة وقف إطلاق النار، تم تغيير الموضوع، وبالنظر إلى الظروف الزمنية، لن تتم الزيارة".

تصريحات عراقجي بشأن الاستعداد للحوار حول أوكرانيا

بخصوص تصريحات عراقجي بشأن الاستعداد للتحدث حول أوكرانيا، أكد بقائي: "لقد أعلنا استعدادنا منذ البداية، وتم تكرار موقفنا في اجتماعات متعددة. إقحام دول أخرى في النزاع الأوكراني هو سياسة مدمرة، ورفضنا تمامًا الادعاءات حول تدخل إيران في هذا الموضوع، وبيّنا موقفنا بشكل واضح وأعلنّا استعدادنا للحوار. وقد تم طرح هذا الموضوع خلال المحادثات الأخيرة وأوضحنا مواقفنا".

رئاسة ترامب

وحول رئاسة ترامب وتوقعات إيران من الإدارة الأمريكية بشأن المفاوضات، قال المتحدث: "نأمل أن لا يكون هناك حكم على الحكومة السابقة بعد أربع سنوات، وأن يعتمد النهج الأمريكي على الواقعية وحقوق الإنسان واحترام مطالب الشعب الإيراني. هذا هو الموقف الثابت لنا".

إيران ستدافع عن مصالحها ووحدتها الإقليمية بحزم

وفي رده على تصريحات أحد المسؤولين الأمريكيين المستقبليين بشأن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، أكد بقائي: "إيران ستدافع عن مصالحها ووحدتها الإقليمية بحزم، وهذه النوعية من التصريحات هي بالتأكيد مدمرة ولا تخدم مصلحة أي طرف. سواء من الناحية القانونية الدولية أو من وجهة نظرنا كإيران، هذا الموقف مرفوض تمامًا. إيران ستتخذ إجراءات حاسمة في الدفاع عن مصالحها في أي حالة من الحالات".

الحملات الإعلامية بشأن ملف "فاتف"

وقال بقائي بشأن الحملات الإعلامية المتعلقة بملف "فاتف" والعوائق المتعلقة بهذا الموضوع: يجب أن يتم اتخاذ القرارات في الجهات المعنية. يجب أن نسمح لمثل هذه المواضيع بأن تُناقش في مجاريها الخاصة. وبصفتنا وزارة الخارجية، سنقدم بالتأكيد وجهات نظرنا إلى الجهات التي تتخذ القرارات.

لا أحد يمكنه تجاهل دور حماس في المستقبل الفلسطيني

وفي رده على الادعاءات التي تشير إلى عدم وجود دور لحركة حماس في مستقبل غزة، قال: يجب سؤال الأطراف المعنية بهذا الاتفاق. ما هو مؤكد هو أن المقاومة وحركة حماس هي حركة في قلب الشعب الفلسطيني، ولا يستطيع أحد أن يتجاهل حضور حماس في المستقبل الفلسطيني.

مشاركة ظريف في اجتماع دافوس

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بشأن هدف مشاركة ظريف في اجتماع دافوس: "كان العديد من المسؤولين من قبل قد شاركوا في هذا الاجتماع. مكانة السيد ظريف واضحة، ومن المؤكد أن حضوره سيكون مؤثراً. كان من المقرر أن يذهب السيد عراقجي إلى نيويورك لاجتماع مجلس الأمن، ويجب أخذ هذا في الاعتبار."

مستقبل المفاوضات النووية مع أمريكا

فيما يتعلق باحتمالية مستقبل المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، قال: "فيما يتعلق بأي تواصل بين إيران والولايات المتحدة في موضوع النووي، كان نقاشنا أنه في أوقات مختلفة استمررنا في الحوار مع الأطراف المعنية، وآلية ذلك محددة. المستقبل يعتمد أيضاً على قرارات المؤسسات العليا في إيران، التي ستتخذ القرار المناسب بناءً على تصرفات الطرف الآخر."

وقال المتحدث عن هدف المفاوضات النووية: "المفاوضات المتعلقة بالموضوع النووي لها أساس واضح، وهو الاتفاق النووي. جميع الأطراف التي شاركت في صياغة هذا الاتفاق والتي أصبح له الآن وضع قانوني، يجب أن تشارك في هذا المسار أيضاً."

الرد على الكيان الصهيوني من قبل الأجهزة المختصة في المجال الدفاعي

وفيما يتعلق بقرار إيران بالرد على الكيان الصهيوني، قال: "يتم اتخاذ القرار في هذه الحالات من قبل الأجهزة المختصة في إيران في المجال الدفاعي."

الجانب المهم من الاتفاق الشامل بين إيران وروسيا يتعلق بالعلاقات الاقتصادية

وفيما يخص فوائد الاتفاق الشامل بين إيران وروسيا لإيران، قال: "الاتفاق بين إيران وروسيا يشمل مجموعة متنوعة من المواضيع. الجزء الكبير يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، حيث يوجد أكثر من 30 مجالًا اقتصاديًا من المقرر أن تسهم في تعزيز العلاقات. هذا سيفيدنا نحن وروسيا كثيرًا. الاتفاق السابق بين البلدين يمكن أن يكون أساسًا جيدًا لنا لنجعل هذا الاتفاق فعالًا وقابلاً للتنفيذ. نحن مصممون على تسريع عملية التصديق وتنفيذ الاتفاق."