أوباما زود إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات ضد ايران

أوباما زود إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات ضد ايران
السبت ٢٤ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٩:١٩ بتوقيت غرينتش

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الجمعة، النقاب عن أن إسرائيل مارست ضغوطا شديدة على الرئيس الأميركي باراك أوباما، في الشهور الأخيرة، مشيرة، نقلا عن مصادر رفيعة المستوى في تل أبيب، إلى أن اتصالات هادئة تجري بين إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وممثلي أوروبا لتشكيل جبهة موحدة ضد المسعى الفلسطيني.

علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة العبرية عن موقع (ديلي بيست) أن المجلة الأميركية نيوزويك سوف تنشر يوم الاثنين المقبل تقريرا يتضمن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سمح سرا، قبل سنتين، بتسليم إسرائيل 55 قنبلة خارقة للتحصينات، وهي أسلحة طالبت بها إسرائيل منذ مدة طويلة، ولكن الإدارات الأميركية السابقة لم تصادق على ذلك.

وكتبت الصحيفة في هذا السياق بصيغة التساؤل: جورج بوش يعتبر الصديق الأكبر لإسرائيل، ولكن هل وافق باراك أوباما بالذات على تزويد إسرائيل بأسلحة كانت ترغب بها ورفض سابقه في المنصب ذلك؟

وبحسب (ديلي بيست) فإن مصادر أميركية وإسرائيلية صرحت للمجلة الأميركية بأنه تم الاتفاق على أن القنابل من نوع (GBU-28)، التي من الممكن أن تستخدم في الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، تم نقلها إلى إسرائيل في العام 2009، أي بعد أشهر معدودة من تسلم أوباما منصب الرئاسة.

جدير بالذكر أن الدولة العبرية كان سبق أن طلبت من الولايات المتحدة الأميركية في العام 2005 تسليحها بالقنابل الخارقة للتحصينات، إلا أن إدارة بوش الابن رفضت ذلك. وفي حينه قامت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتجميد كافة البرامج الدفاعية المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة خشية أن تقوم إسرائيل بنقل معلومات تكنولوجية متقدمة إلى الصين.

وبحسب الموقع نفسه، فإنه في العام 2007 أبلغ الرئيس الأميركي السابق جورج بوش رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إيهود أولمرت، بأنه سيتم تسليمها القنابل المشار إليها في العام 2009 أو العام 2010.

ويتضح الآن، بحسب التقرير، أن أوباما سارع إلى تسليح إسرائيل بهذه القنابل قبل سنتين أي فور تسلمه الرئاسة.

وصرح الجنرال في البحرية الأميركية جيمس كترايت، الذي شغل منصب نائب رئيس الأركان المشتركة في الجيش الأميركي حتى آب (أغسطس) الماضي، للمجلة الأميركية، بأن قادة الجيش لم يعارضوا بيع السلاح لإسرائيل، إلا أن تساؤلات أثيرت في حينه بشأن كيف سينظر الإيرانيون والإسرائيليون إلى عملية نقل السلاح، وسط مخاوف بأن يبدو ذلك ضوءا أخضر تمنحه الولايات المتحدة لإسرائيل لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

وأضافت الصحيفة العبرية أن مصادر أميركية وإسرائيلية صرحت لـ نيوزويك أن إسرائيل قامت بتطوير تكنولوجيا خارقة للتحصينات خاصة بها في السنوات 2005 ـ 2009، إلا أن شراء القنابل من الولايات المتحدة كان أرخص.

يشار إلى أن قنبلة بانكر باستر (مدمرة التحصينات) GBU 28 هي قنبلة موجهة بالليزر تزن قرابة 2000 كغم تستطيع حرق أكثر من 30 مترا، في التراب و 6.5 متر بالإسمنت المسلح والجرانيت أو الصخر، من خلال اعتمادها على الوزن المتزايد بتسارع السقوط وكثافة الجزء الأمامي للرأس الخارق المكون من اليورانيوم المستنفد المصحوب بقسم متفجر زنته 900 كغم من مادة PBX التي تفوق قوة تدمير مادة TNT بثلاثة أضعاف وهذا القسم ينفجر بعد البدء بالخرق ويكون انفجاره نحو الأعلى مما يجعله يدفن المكان المدمَر.

ونقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن خطاب أوباما ليس نتيجة للصورة الجيوسياسية في الشرق الأوسط فحسب، وإنما للوضع السياسي لأوباما في الولايات المتحدة. وكتبت أيضا أن إسرائيل عملت من وراء الكواليس في الشهور الأخيرة بواسطة أعضاء الكونغرس لممارسة ضغوط على الرئيس الأميركي، وشرح تبعات المسعى الفلسطيني، والطلب منه الوقوف إلى جانب إسرائيل. ونقل عن مصادر في الوفد الإسرائيلي في الأمم المتحدة قولها إن الولايات المتحدة وأوروبا بدأت تدرك الصورة الصعبة في الشرق الأوسط، وأن إسرائيل عرضت مواد استخبارية كثيرة عن تسلل القاعدة إلى مصر، وتعزز الإسلام المتطرف فيها.

وقالت مصادر سياسية إن نتنياهو خلال اجتماعه مع أوباما عرض سيناريو مذهلا للغاية جاء فيه أن التغيرات في الشرق الأوسط، لا تهدد أمن "الدولة العبرية" فقط، إنما الأمن العالمي برمته، مشيرا، بحسب يديعوت أحرونوت إلى أن سيناء سوف تتحول إلى (أفغانستان 2)، بحيث تتحول إلى قاعدة لانطلاق تنظيم القاعدة وتنظيمات إسلامية أخرى متطرفة، كما حذر نتنياهو أوباما من أن الضفة الغربية ستتحول إلى تابع لإيران، وقالت الصحيفة أيضا إنه في اللقاء الوحيد الذي تم بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي من عباس إبقاء غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية لعشرات السنين حتى تتمكن اسرائيل من الحفاظ على ما سماه نتنياهو بالجبهة الشرقية، ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله إن إسرائيل قادرة على أن تدافع عن نفسها، حتى إذا كانت في مواجهة مع كلٍ من إيران وتركيا، بسبب تفوقها التكنولوجي، لافتة إلى أن طهران وأنقرة كانتا في صلب اللقاء بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي.

*القدس العربي