العالم - لبنان
وأكد الأمين العام لحزب الله اللبناني سماحة الشيخ نعيم قاسم، أن الكيان الصهيوني هو كيان عدواني وإلغائي لحقوق الشعب الفلسطيني المجاهد والشريف بكل أطيافه، بشبابه ورجاله ونسائه وأطفاله ومقاومته الشجاعة والعظيمة، مشددًا على أن المقاومين الصامدين الحاضرين في الميدان، هم فخر الأمة وعنوان العزة وصُنّاع مستقبل فلسطين المحرّرة بالقدس كرمز للتحرير.
وفي كلمة له في المؤتمر الدولي الثالث عشر "غزة رمز المقاومة"، قال إن المقاومين والشعب الفلسطيني أفشلوا مُخطّط "إسرائيل" الخطير، والتضحيات الكبيرة التي قدّموها والصمود الأسطوري هما مُؤشران على جدارة هذا الشعب ومقاومته لاستعادة أرضه، وهو قادر على ذلك، فالصمود الآن هو مدماك المستقبل.
وبارك للشعب الفلسطيني، ولأهل غزة، وللمقاومين، اتفاق وقف إطلاق النار الذي لم يتغيّر عمّا كان مطروحًا في أيار سنة 2024، ممّا يدل على ثبات المقاومة، وأنّها أخذت ما تريد ولم يستطع "الإسرائيلي" أن يحصل على ما يريد.
ولفت إلى أن المقاومة في لبنان ستبقى عصية على المشروع الأميركي – "الإسرائيلي"، وهي مستمرة وقوية وجاهزة وأمينة على دماء الشهداء لتحرير الأرض، لتحرير فلسطين.
وفي سياق آخر، قال سماحته: "مساهمتنا كحزب الله وحركة أمل هي التي أدّت إلى انتخاب الرئيس بالتوافق، الرئيس العماد جوزيف عون، ولا يستطيع أحد إقصاءنا من المشاركة السياسية الفاعلة والمؤثرة في البلد، فنحن مُكوّن أساسي في تركيبة لبنان ونهضته. بعض البهلوانيات في إبراز إبعادنا عن المسرح هي فُقّاعات ستظهر لاحقًا".
إقرأ أيضا.. الشيخ قاسم: العدو أدرك أن الأفق بمواجهة حزب الله مسدود فذهب إلى الإتفاق
إقرأ أيضا.. أمين عام حزب الله: نعمل مع شركائنا لانتخاب رئيس للبنان
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر القيّمين على هذه الفعالية، يوم غزة العالمي، يوم الانتصار على العدو "الإسرائيلي" الغاشم. لقد أحيا طوفان الأقصى القضية الفلسطينية ووصل صداها والاهتمام بها إلى بقاع الأرض كافة، حتى أنّنا رأينا التظاهرات في أميركا وفرنسا وبريطانيا والدول الغربية، وهذا انقلاب حقيقي في المشهد العالمي.
حرب "إسرائيل" وأميركا على غزة هي مشروعهما لفلسطين، مشروعهما مشروع الإبادة وإلغاء اسم فلسطين من خارطة الوجود الدولية. يُسجّل للإمام الخميني (قدّس الله روحه الشريفة) هذا البعد الإيماني والإستراتيجي في نظرته للاحتلال "الإسرائيلي" عندما قال: "يجب أن تزول "إسرائيل" من الوجود"، لأنّ هذا الكيان هو كيان عدواني وإلغائي لحقوق الشعب الفلسطيني.
الشعب الفلسطيني المجاهد والشريف بكل أطيافه، بشبابه ورجاله ونسائه وأطفاله ومقاومته الشجاعة والعظيمة، والمقاومين الصامدين الحاضرين في الميدان، هم فخر الأمة وعنوان العزة وصُنّاع مستقبل فلسطين المحرّرة بالقدس إن شاء الله كرمز للتحرير. "إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"، والحمد لله لم يُخف أنصار الشيطان أولياء الرحمن.
لقد أفشل المقاومون والشعب الفلسطيني مُخطّط "إسرائيل" الخطير، والتضحيات الكبيرة التي قدّموها والصمود الأسطوري هما مُؤشران على جدارة هذا الشعب ومقاومته لاستعادة أرضه وهو قادر على ذلك. الصمود الآن هو مدماك المستقبل. لقد كانت التضحيات كبيرة، استشهد رئيس المكتب السياسي الحاج إسماعيل هنية، ورئيس المكتب السياسي القائد يحيى السنوار، 160,000 بين شهيد وجريح، وهناك تدمير منهجي لغزة، ولكن هذه التضحيات هي التي أوقفت المشروع الآثم ومنعت إلغاء قضية فلسطين وستؤسّس إن شاء الله للمستقبل.
بديل هذه التضحيات خلال مراحل الحرب هو الاستسلام. لقد خرج الشعب عزيزًا والمقاومة حاملة لسلاحها، وحركة حماس المجاهدة وكتائب القسام أثبتت جدارة بقيادة المقاومة وصمودها، ومعها الجهاد الإسلامي وسرايا القدس في ميدان العطاء، ومعهما كل فصائل المقاومة والشرفاء والمجاهدين، مُبارك للشعب الفلسطيني، لأهل غزة، للمقاومين، هذا الاتفاق الذي لم يتغيّر عمّا كان مطروحًا في أيار سنة 2024، ممّا يدل على ثبات المقاومة، وأنّها أخذت ما تريد ولم يستطع "الإسرائيلي" أن يحصل على ما يريد.
هذا الاتفاق هو انتزاع لمصلحة الفلسطينيين رغم تكالب الإجرام "الإسرائيلي" - الأميركي على أهلنا في غزة. الآن كل طفل فلسطيني سيُولد مقاومًا. ويجب أن نقرأ جيدًا خسائر الكيان الضخمة في الجيش والاقتصاد والوضع النفسي والتربوي والسياسي. "إسرائيل" الآن منبوذة على المستوى الدولي، صورتها قاتمة، يكفي إدانة المحكمة الجنائية الدولية لنعرف مدى هذا التأثير الكبير الذي أحدثته مقاومة الشعب الفلسطيني وفضحت فيه هذا الكيان "الإسرائيلي". هذا الشعب في الكيان "الإسرائيلي" لن يكون مُستقرًّا في فلسطين، انتظروا القادم من الأيام والأشهر لتروا التداعيات. أما الخلافات الداخلية في داخل الكيان "الإسرائيلي" فستزداد إن شاء الله تعالى، ولا حلّ في فلسطين إلا بعودة فلسطين إلى أهلها.
سيُسجّل التاريخ كما سجّل الميدان من ساند غزة بالتضحيات والعطاءات وكانت لهم مساهماتهم في كسر مشروع العدو "الإسرائيلي". وأبرز المساهمين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقياده الإمام الخامنئي (دام ظلّه) الذي لم يترك مناسبة إلا وأكّد فيها على الوقوف مع الشعب الفلسطيني للتحرير من البحر إلى النهر وقدّم كل أنواع الدعم العسكري والمعنوي والمادي والسياسي ودماء الشهداء من أجل فلسطين. حرس الثورة الإسلامية في إيران وفيلق القدس عَمِلا بكل طاقة وقدّما الشهداء، الشهيد قائد محور المقاومة قاسم سليماني هو حقًا شهيد القدس، والحاج مهدوي والحاج عباس وآخرون، كلّهم على طريق تحرير فلسطين. إيران تُعاقب منذ عشرات السنين لأنّها وجّهت بوصلتها نحو تحرير القدس. تحية إلى الشعب الإيراني الذي ساند ودعم وسار وراء هذه القيادة العظيمة للإمام الخامنئي (دام ظلّه) في نصرة فلسطين.
أما لبنان فقد قدّم الغالي والنفيس من خلال حزب الله وحركة أمل والشعب اللبناني، لقد قدّم لبنان وقدّم حزب الله سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) على رأس القائمة، وقدّم السيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليه)، وقدّم القادة الجهاديين والشهداء والجرحى والأسرى، كل ذلك مساندة لغزة وصدًّا للعدوان على لبنان. مواجهة حزب الله في لبنان ساهمت في نصرة غزة، والشباب المقاوم وقفوا سدًّا منيعًا أمام التقدّم على الجبهة بمواجهة أسطورية، وأهاليهم الشرفاء حموا وناصروا ودعموا. وكذلك عطّل حزب الله والمقاومون هدف "إسرائيل" بإنهاء المقاومة في لبنان التي خرجت عزيزة مرفوعة الرأس "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ".
إلى الحالمين بعدائية، ستبقى المقاومة في لبنان عصية على المشروع الأميركي – "الإسرائيلي"، وهي مستمرة وقوية وجاهزة وأمينة على دماء الشهداء لتحرير الأرض، لتحرير فلسطين. صبرنا على الخروقات لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية المسؤولة عن هذا الاتفاق، ومعها الرعاة الدوليون، ولكن أدعوكم إلى ألا تختبروا صبرنا، وأدعو الدولة اللبنانية إلى الحزم في مواجهه الخروقات التي تجاوزت المئات، هذا الأمر لا يمكن أن يستمر، الاتفاق حصرًا هو في جنوب نهر الليطاني، وخرجنا بحمد الله تعالى مرفوعي الرأس والسلاح بأيدي المقاومين والقرار 1701 إطار عام، أما خُطط الاستفادة من المقاومة وسلاحها فيناقش ضمن الإستراتيجية الدفاعية وبالحوار من ضمن الحفاظ على قوة لبنان وسيادة لبنان واستقلاله. لن يتمكن أحد من استثمار نتائج العدوان في السياسة الداخلية، فالمسار السياسي مُنفصل عن وضع المقاومة.
مساهمتنا كحزب الله وحركة أمل هي التي أدّت إلى انتخاب الرئيس بالتوافق، الرئيس العماد جوزاف عون، ولا يستطيع أحد إقصاءنا من المشاركة السياسية الفاعلة والمؤثرة في البلد، فنحن مُكوّن أساسي في تركيبة لبنان ونهضته، بعض البهلوانيات في إبراز إبعادنا عن المسرح هي فُقّاعات ستظهر لاحقًا إن شاء الله تعالى.
تحية إلى اليمن السعيد والقائد الفذ السيد عبد الملك الحوثي والشعب المقاوم النبيل والشجاع والصامد لما قدّموه من تضحيات ويدهم على الزناد من أجل فلسطين. وتحية إلى العراق الأبي بمرجعيته وشعبه وحشده ومساندته للقضية الفلسطينية، حيّاكم الله جميعًا وجعلنا من أهل الفوز في طريق الحق بانتصار غزة وبكل انتصارات المقاومين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.