العالم - فلسطين
وأكدت ألبانيز في مقابلة خاصة مع موقع عربي 21، بأن "قطاع غزة يتعرض لقصف لا هوادة فيه منذ 15 شهرا حتى الآن"، مشيرة إلى أن "الناجين من حرب الإبادة الجماعية والمحاصرين في قطاع غزة يعانون من نقص في الغذاء ويعيشون في خيام لا تقيهم من برد الشتاء المميت".
وقالت إن "الأمم المتحدة تعكس الآن أكثر من أي وقت مضى النفاق والمعضلة الأخلاقية التي نحملها معنا، لافتة إلى أن هناك عدم مساواة في الحقوق بين الفلسطينيين والشعوب الأخرى، حيث يعتبر الشعب الفلسطيني الأكثر تعرضا للتجاهل من بين كل الشعوب الأخرى". وقف إطلاق النار في غزة
وأوضحت المقررة الأممية لحقوق الإنسان أنه لم يعد هناك طريقة مستدامة لإنتاج الغذاء في غزة، وحتى الغذاء الذي سمح بدخوله إلى غزة -والذي هو غير كافٍ، رديء، وغير متوفر بالكامل في الخدمة المقدمة للأشخاص الذين يتم قصفهم- ليس كافيا، وينطبق الشيء نفسه على الوقود، والملاجئ، والأدوية، وهذا هو الواقع.
إقرأ أيضا.. المقررة الأممية: لا تسموا ما يحدث في غزة حربا فهو "إبادة جماعية"
وأشارت الى أنه تم تدمير 80 في المئة من المنازل وما تبقى منها تضرر بشدة، وفي الوقت الذي نتحدث فيه، قائلا إن الوضع بالنسبة للناس هو التالي:
بقي بضعة آلاف من الناس على قيد الحياة في شمال قطاع غزة، وسأعود إلى هذا، لكن أغلب الناس اضطروا إلى التحرك جنوبا نحو رفح على أمل أن يتمكنوا من كسر الحدود والدخول إلى مصر.
وتابعت أن "إسرائيل" أدركت أن هذا غير ممكن، فحاصرتهم عبر العملية العسكرية ودفعتهم إلى حدود رفح الشمالية وغربا، لذا فإن غالبية الناجين في القطاع محاصرون الآن في شمال شرق وجنوب منطقة المواصي، مشيرة الى أن منطقة المواصي هي في الأساس منطقة أصبحت خالية إلى حد كبير، ولما قرأت تقرير منظمة "فورنسيك آركيتيكشر" بعنوان "خرائط الإبادة الجماعية"، فسترى أن هذا متعمد، هذه تقنية إبادة جماعية.
ولفتت المقررة الأممية الى استهداف الطواقم الطبية والإعلاميين والمراكز العلاجية قائلة إن هذا أمر يتجاوز الإنسانية، وهذا شيء لم نشهده من قبل، هذا المستوى من الوحشية، أعني قتل الطواقم الطبية والصحفيين والأطباء وتدمير أماكن التعليم والمدارس الجامعية والمستشفيات والعيادات.
وتابعت أنه الوضع في شمال قطاع غزة بالطبع كان أسوأ من الجنوب، لأنه كان هناك حصار داخل حصار داخل حصار، أعني أن قطاع غزة تحت الحصار منذ عام 2007، مع تزايد مستوى الاعتماد على المساعدات النادرة أصلا.
واعتبارا من أكتوبر 2023، تم تشديد الحصار، واضطر ما يقرب من مليون شخص إلى الانتقال من الشمال إلى الجنوب، أما أولئك الذين بقوا خاصة اعتبارا من أكتوبر من العام الماضي 2024، عاشوا الجحيم المطلق مع إطلاق النار عليهم، ومع عمليات الاختطاف والتعذيب على نطاق أعلى من غيرهم من سكان القطاع، وعانوا من القصف الشديد وتدمير كل ما تركوه وراءهم.
وأضافت أن ما يحدث في الشمال وبقية القطاع يشبه إلى حد كبير ما تخطط إسرائيل لفعله في ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبينما حدث هذا في غزة، صدقوني، فإن الواقع في الضفة الغربية فظيع.
وقالت: أتوقع، كما كتبت في تقريري "الإبادة الجماعية بوصفها محوا استعماريا"، أن تطلق "إسرائيل" في الضفة الغربية نفس العنف الذي أطلقته ضد الفلسطينيين في غزة، لقد مهدت الأرض وأصبحت جاهزة، واختبرت تسامح المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول العربية، والآن اختبرت القدرة على إلحاق الأذى، وهو ما تفعله الآن بالفلسطينيين.
إقرأ أيضا..المقررة الأممية الخاصة تحذّر من امتداد الإبادة الجماعية إلى الضفة
وحول التضامن ودعم الشعب الفلسطيني قالت إن معظم البلدان تبدو متقاعسة، بينما ينزل المجتمع المدني إلى الشارع، ويتخذ الإجراءات القانونية، وتستجيب بعض البلدان في جنوبي وشمالي العالم، ولكن اعذروني، فالغالبية العظمى لا تبذل ما يكفي من الجهد، لأنه لا يمكن أن تكون دولة واحدة تدعمها الولايات المتحدة أقوى من جميع الأعضاء الآخرين في الأمم المتحدة مجتمعين.
وتابعت أن "إسرائيل" تتصرف وكأنها فوق القانون، وهذا ما أسميه الغطرسة، أقول هذا لأن "إسرائيل" ترتكب جرائم فوق الجرائم، كما ترتكب جرائم ضد الأمم المتحدة، لقد حان الوقت لمحاسبتها وفقا لقوانين الأمم المتحدة، ومرة أخرى، الناس لا يدركون النقطة الحرجة التي وصلنا إليها.
وأضافت أن غياب القانون شجع المتنمرين في أسرة الأمم المتحدة على التصرف بطريقة أكثر وحشية وأقل تواضعا، إلى الحد الذي تتحدث فيه الإدارة الأمريكية القادمة بالفعل عن استخدام القوة للحصول على أراضي الآخرين من غرينلاند إلى بنما.