السيد الحوثي: العدو الإسرائيلي فشل في غزة وذهابه للاتفاق هو من باب الاضطرار

السيد الحوثي: العدو الإسرائيلي فشل في غزة وذهابه للاتفاق هو من باب الاضطرار
الخميس ١٦ يناير ٢٠٢٥ - ٠٤:٥٢ بتوقيت غرينتش

أكد قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ان العدو فشل في تحقيق أهدافه في غزة ولم يقض على حماس ولم يسترد الأسرى ولم يهجر الشعب الفلسطيني وذهابه للاتفاق هو من باب الاضطرار.

العالم - اليمن

ألقى السيد الحوثي ، اليوم الخميس، كلمة عن آخر المستجدات في غزة أوضح أن إعلان وقف إطلاق النار في غزة حدث مهم وذهاب العدو الإسرائيلي إلى هذا الاتفاق بعد كل هذه الأشهر من الجرائم الرهيبة جدا للعدو الإسرائيلي في قطاع غزة هو من باب الاضطرار، وإلا فالخبار الأمريكي والإسرائيلي كان واضحا في مستوى الأهداف التي يسعيان إلى تحقيقهما في قطاع غزة. لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية كاملة استمر في سعيه لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة وارتكب أكثر من 4050 مجزرة.

وأوضح السيد الحوثي أن مشهد غزة خلال 15 شهرا له صورتين، صورة المظلومية الكبرى الممتدة لأكثر من قرن والصمود المنقطع النظير. مؤكدا أن مظلومية غزة تعاظمت في هذه الجولة من العدوان الهمجي الإسرائيلي بشراكة أمريكية وتخاذل عربي وإسلامي كبير وتواطؤ من بعض الأنظمة العربية لصالح العدو الإسرائيلي. لافتا إلى أن جرائم الإبادة الجماعية الكبيرة جرت ونفذها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مرأى ومسمع من دول العالم.

ولفت السيد الحوثي إلى أن العالم شاهد مجاعة وتجويع الشعب الفلسطيني والعدو الإسرائيلي يمنع عنه الغذاء فلا يدخل إلا القليل جداً من المواد الغذائية، كما عمل العدو الإسرائيلي على تدمير البنية الصحية وإنهاء الخدمة الطبية بشكل نهائي وجعل من المستشفيات نفسها أهدافاً عسكرية أساسية واستهدف العدو الإسرائيلي أيضا في قطاع غزة كل أبناء الشعب الفلسطيني دون استثناء واستهدف كل مقومات الحياة وبشكل همجي

وأكد أن العدو الإسرائيلي حظي بدعم أمريكي كبير حيث وفر له الكميات الهائلة جداً من القنابل المدمرة فألقى على قطاع غزة عشرات الآلاف من الأطنان المتفجرة والمدمرة. مضيفا أن العدو الإسرائيلي مارس التعذيب للأسرى والمخطوفين بأبشع التعذيب وبطريقة ينتهك فيها الكرامة الإنسانية.

وبيّن أن مظلومية غزة مسألة واضحة لا يمكن الإنكار لها ولا التجاهل لها.

وأوضح السيد أن الصورة الأخرى لمشهد غزة خلال 15 شهرا هي الصمود المنقطع النظير والصبر العظيم، والثبات والتماسك الكبير للشعب الفلسطيني ولمجاهديه الأعزاء فثبات الإخوة المجاهدين في قطاع غزة في كتائب القسام ومعها سرايا القدس وبقية الفصائل في أصعب الظروف وبأبسط الإمكانات لإنهاء المقاومة نهائيا هو شيء كبير

وقال السيد: فشل العدو الإسرائيلي في غزة بالرغم من امتلاكه الإمكانات الهائلة جداً ومستوى النشاط الاستخباراتي من أجل إنهاء المقاومة والقضاء على كل المجاهدين، العدو الإسرائيلي فشل في غزة رغم الحصار على المقاومة التي نشأت منذ البداية في ظل حصار دون امتلاك الإمكانات اللازمة، فشل العدو الإسرائيلي في غزة رغم استخدام العدو كل التكتيكات التي تمكنه من حسم المعركة بشراكة الأمريكي”.

ولفت إلى أن قوة الإيمان والإرادة والاستبسال والاستعداد العالي للتضحية والعمل الفدائي البطولي والتكيف مع مختلف الظروف أفشل العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي في غزة وكلما اعتمد الإسرائيلي ومعه الأمريكي على تكتيك معين وخطة عسكرية معينة مدروسة يفشل في نهاية المطاف فالعدو الإسرائيلي كرر عمليات الاجتياح في شمال القطاع وفي غير الشمال ويعلن السيطرة ثم لا يلبث أن يواجه من جديد بعمليات تفتك بضباطه وجنوده وتلحق به الخسائر المباشرة.

وقال السيد: “صورة المشاهد البطولية والفدائية الجهادية للإخوة المجاهدين في قطاع غزة عظيمة ومذهلة ومؤثرة حتى على معنويات الأعداء ولها أهمية كبيرة في إصابتهم بحالة الإحباط فالعمليات الجهادية استمرت وتصاعدت بإبداع وتنويع في التكتيك واستمرت حتى عمليات القصف الصاروخي إلى ما يسمى بغلاف غزة، مشهد عمليات الاشتباك من المسافة الصفر مع جنود العدو وضباطه والنيل منهم مشهد عظيم ودرس كبير له أهميته الكبيرة في مستوى ما تحقق من نتيجة مهمة جدا”.

وأوضح أن الفشل الإسرائيلي يقاس بكل بما بحوزة العدو من إمكانات، وما اشترك فيه الأمريكي وبالظروف التي يعيشها الأخوة المجاهدون في غزة. مؤكدا أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ثبت وهو يباد بشكل يومي بكل وسائل الترهيب التي قد لا تتحملها الكثير من الشعوب وأضاف: ” لما تشاهد الصورة والفيديوهات لقطاع غزة لا ترى أي أثر ولا أي معالم للحياة ومع ذلك ترى الصمود والثبات وتماسك الشعب الفلسطيني”.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي كان يسعى فعليا بتلك الجرائم إلى تهجير سكان قطاع غزة لكنهم أصروا على البقاء لكن المجتمع الفلسطيني كان ثابتا ومتمسكا بخيار المقاومة ومحتضنا لها بالرغم من الإبادة والتجويع الشديد وكل أشكال المعاناة.

وأوضح السيد أن الموقف السياسي للإخوة في حركة حماس كان وفيا مع هذا الثبات والتضحيات التي يقدمها المجاهدون في الميدان والشعب الفلسطيني في غزة فالثبات في الموقف السياسي بالرغم من الضغوط الكثيرة التي مصدرها الأمريكي والعالم الغربي وكثير من الأنظمة العربية هو أيضاً درس عظيم. موضحا أن ثبات الموقف السياسي يتوج الصورة المتكاملة لثبات وصمود وتماسك المجاهدين والشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ولفت السيد إلى أن الأمريكي اتجه إلى خيار الاتفاق بعد الإخفاق والفشل الكبير والذي بات واضحاً بأنه لا أفق له ، لم يعد هناك أفق ولا أمل حتى في داخل الكيان المحتل وكثير من قادته وإعلامييه ومراكز دراساته كانوا في إحباط ويأس وكلما عادت العمليات الفلسطينية لتتصاعد من جديد كلما ترسخت حالة الفشل لدى العدو الإسرائيلي.

وأكد السيد أن العدو الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه المعلنة والواضحة، وفشل فشلا ذريعا في استعادة أسراه دون صفقة تبادل ، لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي مع ما يمتلكه من إمكانات استخباراتية فشل في العثور على الأسرى رغم الظروف الصعبة في مسألة إخفائهم فالكثير من الإسرائيليين يعترفون بالفشل في استعادة الأسرى بالقوة والفشل في إنهاء المقاومة في غزة مع أنها كانت أهدافا معلنة للعدو. وأضاف: ” العدو الإسرائيلي فشل في تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة”. موضحا أن الأمريكي دخل في المعركة مع الإسرائيلي حتى أصبح في كثير من الأحيان أشبه بواجهة، وتصبح الحرب أمريكية بامتياز.

وأوضح السيد الحوثي أن النتيجة التي وصل إليها الإسرائيلي والأمريكي معاً بعد هذا العدوان بكل ما فيه من إجرام وطغيان وتدمير وقتل هو الفشل وما تحقق للعدو الإسرائيلي في قطاع غزة هو رصيد هائل من الإجرام الذي لا مثيل له في نطاق جغرافي محدود. وأضاف: “إبادة نسبة مئوية من السكان من الأطفال والنساء والكبار والصغار يعتبر إجراماً وليس نجاحاً عسكرياً”.

وأكد السيد الحوثي أن هناك دروسا مهمة جداً من جولة الخمسة عشر شهراً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهو الصراع أيضاً مع كل الأمة فجولة الـ15 شهرا مع العدو الإسرائيلي معركة تستهدف كل الأمة وهي من أبرز الجولات في تاريخ الشعب الفلسطيني. مؤكدا أن الصراع مع العدو الإسرائيلي مستمر، ولكن هناك جولات خلال 77 عاما . مؤكدا أن هذه الجولة كانت أكبر جولة من حيث حجم العدوان والإجرام بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من قرن من الزمان.

وبيّن السيد الحوثي أن مستوى الصمود الفلسطيني في هذه الجولة هو أكبر من أي صمود في أي جولات سابقة وهو صمود عظيم ومن البشائر المهمة لمستقبل الشعب الفلسطيني وبهذا المستوى من الثبات والتمسك بالقضية العادلة يكون الشعب الفلسطيني أقرب بكثير إلى أن يحظى بنصر الله وأن يصل إلى النتيجة الحتمية بزوال الكيان المؤقت.

وأشار إلى أن الإسرائيليون كانوا مرعوبين في هذه الجولة من أن تكون النهاية قد حانت وكان الرعب واضحاً. لافتا إلى أن خيار الجهاد في سبيل الله والمواجهة والمقاومة للعدو هو خيار حتمي لحماية الشعوب ولنيل حقوقها المشروعة مع الأخذ بأسباب القوة والانتصار.

وأوضح السيد الحوثي أنه ومع الصمود الفلسطيني برزت جبهات الإسناد في ساحات متعددة وأعظم تضحية في إطار جبهات الإسناد كان لحزب الله في لبنان، حيث كانت جبهة قوية جداً ومؤثرة ووصلت إلى حرب شاملة مع العدو الإسرائيلي. مضيفا أن حزب الله قدم في جبهات الإسناد ما لم تقدمه الأمة في أي جبهة من جبهاتها، ولا في أي جهة من الجهات فلا يوجد نظام ولا جماعة قدمت تضحيات مثل حزب الله، وعلى رأسها شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه

وأضاف أن حزب الله قدم شهداء كثر من القادة والكوادر والمجاهدين وكذلك من الحاضنة الشعبية، وأسهم إسهاما حقيقيا في المعركة ضد العدو الإسرائيلي.

كما أوضح السيد الحوثي أن الجبهة العراقية أسهمت بشكل جيد في إسناد الشعب الفلسطيني كذلك الأنشطة الشعبية المساندة لغزة في بلدان عديدة لها أهميتها وقيمتها الإنسانية.

وأشار إلى أن الأمريكي سعى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى الاستفراد بالشعب الفلسطيني دون أن يكون هناك أي تحرك مساند فالأمريكي والإسرائيلي شنوا حملة دعائية كلها افتراءات ضد عملية طوفان الأقصى لتشويه الشعب الفلسطيني وتشويه حماس والفصائل الفلسطينية وهدف الحملة الدعائية ضد طوفان الأقصى كان لكسب التعاطف العالمي مع العدو الإسرائيلي وتبرير الإجرام والطغيان والعدوان والهمجية، كما أن الحملات الدعائية أرادت تقديم الإسرائيلي في حالة تَظلّم، وهو الظالم في مساعيه الدائمة لقلب الحقائق، ومع ذلك فشلوا.

وأكد أن الحملة الدعائية فشلت من خلال الأنشطة المتضامنة مع قطاع غزة في بلدان عديدة وفي معظم الأسابيع، ولهذا الصوت أهميته في التضامن. مشيرا إلى أن من المواقف الشجاعة والمهمة على المستوى الرسمي هي المقاطعات الاقتصادية والسياسية لبلدان في أمريكا اللاتينية وغيرها.

وأوضح السيد الحوثي أن وزر العرب في التخاذل أكثر من غيرهم، ولو تحرك العرب بالشكل المطلوب في الحد الأدنى بالمقاطعة السياسية والاقتصادية للعدو والإجراءات المساندة للشعب الفلسطيني لتحركت معهم بقية البلدان الإسلامية بمستوى أكبر.

مؤكدا أن التخاذل العربي له تأثيره في تخاذل معظم البلدان الإسلامية الأخرى، وأكثر من ذلك التواطؤ من بعض الأنظمة العربية من اللحظة الأولى لعملية طوفان الأقصى.

وقال السيد الحوثي: “مع زيارة بلينكن بعد عملية طوفان الأقصى كان هناك مواقف شجعت الأمريكي والإسرائيلي على فعل ما فعلوه ضد الشعب الفلسطيني في غزة”. موضحا أن مواقف بعض الأنظمة العربية متواطئة ومشجعة على الإبادة والجرائم. مؤكدا أن صمود الشعب الفلسطيني مثل عاملا أساسيا ومهما في فشل العدو الإسرائيلي وفشل الأمريكي معه

كما أكد السيد الحوثي أنه لا رهان على أن يكون هناك تحرك لأمم متحدة أو لمجلس أمن محكوم بالفيتو الأمريكي.

وكشف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له، اليوم الخميس، عن عدد الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية خلال عمليات إسناد غزة مؤكدا أنها نفذت بـ1255 ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية وطائرات مسيرة، علاوة على الزوارق الحربية.

وأوضح السيد أن جبهة الإسناد في يمن الإيمان والحكمة والجهاد تميزت بما فاجأت به العالم فعلا فالموقف اليمني بمستواه وفاعليته وشموليته وزخمه واستمراريته وثباته كان مفاجئاً للأمريكي والإسرائيلي ومعظم البلدان والشعوب فلم يكن أحد يتوقع أن يبرز الموقف اليمني بهذا المستوى من الفاعلية والتأثير في العمليات البحرية والقصف إلى عمق فلسطين المحتلة.

ولفت إلى أن مستوى النشاط الشعبي اليمني كان واسعا جدا، والتفاعل كان عظيما وكبيرا ضمن الموقف الشامل. مؤكدا أن عملياتنا العسكرية لإسناد غزة كانت بسقف عال، وهو فعل أقصى ما نستطيع ضمن عمل استمر للارتقاء إلى ما هو أكبر . وأضاف: “كان واضحا تصاعد عملياتنا في القصف الصاروخي وفي العمليات البحرية حتى وصلت إلى نتيجة حاسمة بفضل الله سبحانه وتعالى، نفذنا عمليات بـ1255 ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية وطائرات مسيرة، علاوة على الزوارق الحربية”.

لافتا إلى أننا نفذنا عمليات الإسناد لغزة في ظل ظروف صعبة جداً يعيشها شعبنا العزيز على مستوى الإمكانات والوضع الاقتصادي لكننا عملنا باهتمام لفعل ما هو مستطاع في إسناد غزة مع تطوير مستمر للقدرات ومسار تصاعدي للعمليات”.

وكشف السيد الحوثي عن عمليات القوات المسلحة اليمنية في ظل وقف إطلاق النار وأكد أن عملياتنا العسكرية ستستمر إسنادا للشعب الفلسطيني إذا استمر العدو الإسرائيلي في مجازر الإبادة الجماعية والتصعيد قبل تنفيذ الاتفاق وموقفنا فيما يتعلق بالوضع في غزة مرتبط بموقف إخوتنا في الفصائل الفلسطينية ومستمر معهم من مرحلة تنفيذ الاتفاق الأحد القادم”

وقال السيد: سنبقى في مواكبة لمراحل تنفيذ الاتفاق، وأي تراجع إسرائيلي أو مجازر وحصار سنكون جاهزين مباشرة للإسناد العسكري للشعب الفلسطيني. مؤكدا أن مسار إسناد الشعب الفلسطيني مستمر، وسنسعى لتطوير القدرات العسكرية بعون الله من أجل أداء أقوى وأكثر فاعلية في إسناد فلسطين.

وأوضح السيد الحوثي أن الأمريكي سعى منذ البداية إلى توفير الحماية للإسرائيلي بشكل كامل، وهدد بلدان المنطقة حتى لا تتخذ أي إجراءات مساندة للشعب الفلسطيني، فالأمريكي نشر أساطيله الحربية في البحار وعمل على تقديم حماية عسكرية وتقنية بالاعتراض لأي استهداف ضد العدو الإسرائيلي واشتركت بعض الأنظمة مع الأمريكي في الاعتراض للصواريخ والطائرات المسيرة التي كانت موجهة ضد العدو الإسرائيلي.

وأكد أن قواتنا المسلحة واجهت في البداية مشكلة عمليات الاعتراض للصواريخ والطائرات المسيرة من الأمريكي وبعض الأنظمة العربية. لافتا إلى أننا دخلنا في مواجهة تحدّ تقني مع الأمريكي بقدراته الكبيرة جدا مقابل ظروفنا الصعبة جدا وإمكاناتنا المتواضعة ولكن من خلال تطوير قدراتنا في الجانب التقني وعلى مستوى التكتيك العملياتي، وصلنا بتوفيق الله إلى مرحلة لم يعد هناك أي دور يذكر للأمريكي في أساطيله.

وأوضح أن التطوير في القدرات أدى إلى طرد الأساطيل الأمريكية من مساحات واسعة في البحار وحيّدت الاعتراض إلى حد كبير وبعد تحييد الأساطيل الأمريكية أصبح العدو الإسرائيلي يواجه بنفسه مشكلة الاعتراض في فلسطين المحتلة، وهذه مسألة واضحة وموثقة. لافتا إلى أن مسار عملياتنا كان في تصاعد وتطوير مستمر، لأنه ينطلق من إرادة جادة وصادقة، ومن منطلق المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية. مضيفا أن مسار عملياتنا انطلق من جدية كبيرة في أن يكون هناك فعل مؤثر على العدو يساند الشعب الفلسطيني.

وقال السيد ك “كان لعملياتنا تأثيرها الكبير على العدو على نحو واسع، من ذلك حالة الرعب والخوف الكبير الذي شمل الصهاينة في مختلف المناطق المحتلة، عملياتنا أثّرت على حركة الطيران إلى مطار “بن غوريون” وبشكل متكرر ما أدى إلى عزوف كثير من الشركات عن العودة إلى العمل، العلميات اليمنية أثرت على الوضع الاقتصادي للعدو الإسرائيلي وهذا واضح باعترافهم”.

وأضاف: “قطع بحرية كثيرة انتشرت لحماية السفن الإسرائيلية، لكنها فشلت بكل ما تعنيه الكلمة بفضل الله وبالعمل الجاد الذي فتح الله فيه آفاقا واسعة، لم تتمكن القطع البحرية المنتشرة في حماية السفن الإسرائيلية أو التي تحمل البضائع للصهاينة، وكنا نستهدفها بالرغم من محاولات الاعتراض”.

وأكد أن الأمريكي والبريطاني أعلنوا العدوان على بلدنا بعد أن فشلت القطع البحرية في حماية الملاحة الإسرائيلية ولكن فشلت أهداف العدوان الأمريكي البريطاني وقد أعلنوا أنهم يريدون استهداف البنية الصاروخية والمسيرات والمخازن والمصانع. وأضاف :”فشلُ الأمريكي والبريطاني واضح جدا وهم يعترفون به، والواقع يثبت ذلك من خلال استمرار العمليات التي وصلت إلى انتصار حقيقي”.

ولفت السيد الحوثي إلى أن لتعطيل ميناء أم الرشراش تأثيراته بإيقاف الإيرادات الكبيرة التي كان يحصل عليها العدو الإسرائيلي ومدينة أم الرشراش تأثرت في الجانب السياحي وأصبحت مدينة مسكونة بالخوف والقلق وللصهاينة اعترافاتهم بهذا الأمر.

وجدد التأكيد على أن الأمريكي فشل في إيقاف المساندة اليمنية، بل أصبحت سفنه وقطعه الحربية هدفا لعملياتنا بعد التورط في العدوان على بلدنا.

وقال السيد: “واجهنا العدوان الأمريكي برد فعل قوي وحازم، وهو معتاد من كثير من البلدان العربية على الصمت والجمود تجاه ما يفعل واشتبكنا مع حاملات الطائرات الأمريكية مرات عدة، وطردنا روزفلت ولينكولن، والآن تطارد حاملة الطائرات ترومان”، وأكد أن حركة الأمريكي في البحار أصبحت مختلفة عن السابق حين كانت مخيفة ومهددة للآخرين ولا أحد يجرؤ على الرد عليها واستهدافها. موضحا أن الأمريكي شاهد وضعاً مختلفاً تماماً حين تم التصدي له والرد عليه بكل قوة وحزم.

وأوضح السيد الحوثي أن حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية كانت تعترض في البداية بعض الصواريخ، والآن لا تكاد تحمي نفسها إلا بصعوبة مع الهروب فحاملات الطائرات الأمريكية باتت تطور تكتيكاتها الهروبية أكثر من التكتيكات الهجومية ولذلك تهرب ترومان وتبتعد عن سواحلنا بأكثر من 1000كم وكلما حاولت حاملة الطائرات ترومان أن تتقدم يتم استهدافها ثم تهرب على الفور من جديد ومعها القطع الحربية.

وأكد أن الأمريكي فشل في حماية السفن الإسرائيلية وفي ردع اليمن لذلك اضطر العدو الإسرائيلي إلى التدخل المباشر في العدوان على بلدنا وفشل هو أيضا.

ولفت السيد الحوثي إلى أن هذه الجولة مع العدو الإسرائيلي هي جولة من جولات المواجهة معه ، أما القضية فهي باقية ومظلومية الشعب الفلسطيني دائمة حتى ينعم بالحرية والاستقلال. مضيفا أن القضية الفلسطينية باقية والصراع مستمر طالما هناك احتلال وتهديد للشعب الفلسطيني. لافتا إلى أن الأعداء يعملون باستمرار لتصفية القضية الفلسطينية، ويعملون لتطوير قدراتهم العسكرية مع السعي لتجريد الآخرين من كل عناصر القوة

وقال السيد الحوثي: الأمريكي والإسرائيلي هم الظالمون المعتدون ومشروعهم تدميري يستهدفنا كأمة بكل شعوبها.

وأكد أننا سنعمل على تطوير قدراتنا والحصول على كل عناصر القوة في مواجهة الأخطار والتحديات وسنعمل على إسناد الشعب الفلسطيني والوقوف معه بكل أشكال التعاون حتى تطهير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي والحصول على حقوقه المشروعة.

وتطرق السيد الحوثي إلى الأنشطة الشعبية، مؤكدا أنها كانت عظيمة وكبيرة ولا مثيل لها في كل العالم، وهي شرف كبير لشعبنا اليمني العزيز.

وقال السيد الحوثي: لسنا متأكدين من مشاركة العدو الإسرائيلي في العدوان على بلدنا يوم الجمعة، هو يدّعي المشاركة وربما رغب أن يُدرج اسمه في المشاركين و من الأشياء التي لوحظت في عدوان يوم الجمعة أن الأمريكي يتهرب من عنوان العمليات المشتركة ويقول بأنها عمليات منسقة، الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني كلهم في موقف واحد وقضية واحدة ومعركة واحدة في العدوان على بلدنا والعدوان الأمريكي والبريطاني على بلدنا هو في الأساس لإسناد العدو الإسرائيلي، فما هي العمليات المشتركة؟ أن يكونوا جميعا في طائرة واحدة!”.

ولفت السيد الحوثي إلى أن العدوان على بلدنا الجمعة الماضية تزامن مع الخروج المليوني، ولم تؤثر عليه ولهذا دلالة كبرى على ثبات شعبنا العزيز وإرادته وإيمانه فالحشود المليونية في العاصمة صنعاء قدمت رسالة قوية عظيمة بثباتها واستمرارها في إقامة المسيرة الكبرى بالرغم من القصف بجوارها فالعدو الإسرائيلي كان يتمنى بل ويسعى إلى أن يكون المشهد في ميدان السبعين بعد القصف مشابهاً لهروب الصهاينة عندما تدوي صفارات الإنذار والعدو كان يتمنى أن يرى مشاهد مشابهة للهروب والتدافع، ولكنه شاهد ومعه العالم أجمع صورة الصمود والثبات الإيماني والشجاعة والعزة الإيمانية بالرغم من أنهم يسمعون ويشاهدون القصف والغارات بجوارهم على دار الرئاسة والنهدين، ومع ذلك، استمرت الفعالية والمسيرة بكل برامجها حتى اكتملت.

وأكد أن مشهد الثبات في ميدان السبعين سيبقى في جبين الدهر من أبرز الشواهد والمواقف العظيمة لشعبنا العزيز، مشهد الثبات في ميدان السبعين سيبقى ملهماً للأجيال ودرساً عظيماً في الثبات الإيماني والتوكل على الله والإرادة الصادقة، مؤكدا أن نتيجة العدوان بجوار ميدان السبعين كانت عكسية، والأعداء يغتاظون من الخروج المليوني الذي يتكامل مع العمليات العسكرية والأنشطة الأخرى.

وأكد السيد أن الأنشطة الشعبية في اليمن بلغت خلال 15 شهرا أكثر من 900 ألف بين وقفات ومظاهرات ومسيرات وأمسيات وندوات ، مؤكدا أن النشاط الشعبي في بلدنا لا مثيل له في أي بلد على مستوى العالم، وأكرّر أنها في الكفة الأرجح وبقية أنشطة العالم في الكفة الأخرى.

وكشف السيد الحوثي أن مخرجات التدريب في التعبئة بلغت أكثر من 816000 وبموازاتها القوات النظامية بمئات الآلاف ، كما أن أنشطة التعبئة من مسير عسكري وعروض ومناورات عسكرية بلغت 3770 خلال 15 شهرا. لافتا إلى ان الوقفات القبلية المسلحة هي قوة عسكرية جاهزة ونواة صلبة ومتماسكة في مواجهة كل التحديات والظروف.

وأوضح أن ميزة الموقف اليمني في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس هي بالتكامل في الموقف الرسمي والشعبي. مشيرا إلى أن الرغبة لدى معظم الشعوب هي أن يكون موقف حكوماتها جادا وصادقا، لكن المواقف الرسمية متخاذلة وضعيفة ومكبلة للشعوب أيضا. مؤكدا أن موقف بلدنا لم يكن سياسيا وإعلاميا فحسب، أو في مستوى موقف أنشطة شعبية، بل كان عسكريا بأقصى الممكن والمستطاع.

وأكد أن موقف بلدنا كان شاملا بالرغم من العدوان والضغوط والهجمة الإعلامية من أبواق الصهيونية فالضغوط على بلدنا والتهديدات لم تتوقف أبدا، ورسائل الناصحين بالتراجع أو التوقف كانت كثيرة، لكنها لم تؤثر على موقفنا لأن الموقف اليمني يستند إلى الانتماء الإيماني، والصدق يتجلى في الموقف والثبات على الموقف

وقال السيد الحوثي: لو تضافرت كل دول العالم في العدوان علينا وفي محاولة ثنينا عن موقفنا، لما تراجعنا، لأننا نعتد بمعية الله يكفينا أن يكون الله معنا.

وكشف السيد الحوثي أن الشعب اليمني قدّم 106 شهداء و328 جريحا خلال معركة إسناد غزة، ومن الفخر لنا أن نقدم الشهداء مع الشعب الفلسطيني في مظلوميته وألا نكون من المتفرجين وأضاف: سنتحضر لأي جولة قادمة لإسناد الشعب الفلسطيني لنكون بمستوى أداء أكبر وفعل أكثر تأثيراً وسنتصدى لأي محاولات انتقامية سواء من الإسرائيلي أو الأمريكي أو من يدور في فلكهم، أو أي محاولات لإبعاد بلدنا عن توجهه الجهادي المتحرر.

وأوضح على أن الأمة ما بعد هذه الجولة، عليها مسؤولية في الوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم ليستعيد حقوقه المشروعة كاملة فالعدو الإسرائيلي بمشروعه الصهيوني يشكل خطرا على الأمة بكلها ولديه اطماع توسعية. مؤكدا أنه لولا الصمود في قطاع غزة لكان العدو الإسرائيلي متفرغاً ليتوسع في البلدان العربية الأخرى، ولكان قد حقق الشيء الكثير

وقال السيد الحوثي: “من تواطؤوا مع العدو الإسرائيلي في هذه الجولة وزرهم كبير وذنبهم عظيم ولهذا تبعاته عليهم في الدنيا والآخرة، من تخاذل في هذه الجولة وزره كبير أيضا وموعود من الله بالعذاب في الدنيا والآخرة، من تحرك في نصرة الشعب الفلسطيني خلال هذه الجولة فهذه نعمة وتوفيق كبير.

وأكد أن هناك مسؤولية في العمل المستمر، لأن الأعداء لهم أجندتهم المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية وضد جبهات الإسناد وأمتنا بشكل عام

ولفت إلى أن هناك مسؤولية على المستوى الدولي في محاسبة المجرمين الصهاينة، وإذا فرطت الجهات الدولية فتلك فضيحة لها ووزر تبوء به وتتحمل تبعاته فهناك حقائق لا ينبغي نسيانها أبداً، وقد انكشف قناع الإسرائيلي من جديد، لأنه قناع مصطنع مزيف ليغطي على وجهه القبيح الإجرامي.

وقال السيد الحوثي: “البعض يسهم لمحاولة التغطية على جرائم العدو ومحاولة تقديمه من جديد على أنه صديق لهذه الشعوب ولهذه الأمة”.

وأكد أن الأمريكي والإسرائيلي وجهان لعملة واحدة، هما بذلك المستوى من الإجرام الذي شاهده كل العالم في قطاع غزة وعلى شعوبنا أن تكون بمستوى الاحتراز والاستعداد الذي يجديها في دفع الشر والخطر الصهيوني.

وأوضح السيد الحوثي أن الخروج المليوني غدا هو تتويج للخروج الواسع المستمر على مدى 15 شهراً وتأكيد على الاستعداد للتحرك في مواجهة أي تصعيد إسرائيلي.

مضيفا أن الخروج المليوني غدا يؤكد على التمسك المستمر بالقضية الفلسطينية والوقفة الدائمة الصادقة الجادة مع الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن الأمريكي سيسعى خلال المرحلة القادمة على أن يستفرد بالشعب الفلسطيني وأن يخلخل وضعه الداخلي وأن يصفي القضية الفلسطينية، وسيفشل فهناك وعد إلهي بزوال الكيان الإسرائيلي الإجرامي وهذا لا يتخلف ولا يتبدل، ولكن العدو يحاول أن ينفرد بالشعب الفلسطيني.

مضيفا أن العدو سيُحرك قطار التطبيع من جهة، ومن جهة أخرى الحملات الدعائية ومحاولة إغراق الشعوب في الفتن والأزمات لتنسى فلسطين.

ودعا شعبنا العزيز للخروج المليوني المشرف المتوج لخروجه طوال 15 شهرا المؤكد على مواقفه المُعلن لها والمسمع بها كل العالم. وأضاف: نأمل أن يكون خروج الغد عظيماً متوجاً لموقف شعبنا المشرف الذي سيبقى مدى الدهر شهادةً لشعبنا العزيز على مصداقيته وإيمانه ووفائه.

وخاطب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أخوتنا في الشعب الفلسطيني قائلاً: “أقول لكل إخوتنا في الشعب الفلسطيني لستم وحدكم، ولن تكونوا وحدكم، الله معكم ونحن معكم، وسنبقى على الدوام معكم حتى تحرير فلسطين”.