لا "صديق" لـ'إسرائيل' في سوريا.. حقيقة دامغة ينكرها البعض!

لا
الأربعاء ١٥ يناير ٢٠٢٥ - ٠٣:٥٨ بتوقيت غرينتش

"توغلت قوة إسرائيلية باتجاه درعا الواقعة على بعد نحو 20 كيلومترًا من مطار المزة العسكري شمال شرق جبل الشيخ على الحدود بين سوريا ولبنان، وباتت على مشارف ضواحي دمشق. وشرعت أعمال حفر وشق طرق ترابية من الحدود الإسرائيلية باتجاه منطقة الدريعات، حيث دمرت أراضٍ زراعية باستخدام جرافات، ما جعلها غير صالحة للاستخدام". هذا الخبر تناقلته معظم وكالات الأنباء العالمية.

العالم – الخبر واعرابه

صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية" كشفت عن بعض تفاصيل ما يجري من احتلال إسرائيلي للأراضي السورية بقولها: "إن الجيش الإسرائيلي ينوي إنشاء منطقة سيطرة بطول 15 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، ومجال نفوذ استخباراتي يصل إلى نحو 60 كيلومترًا". وأضافت الصحيفة أن الآليات الهندسية الإسرائيلية عملت على شق طريق من الجولان السوري المحتل باتجاه النقاط العسكرية المحيطة بها في المنطقة. كما أفادت مصادر محلية بتوغل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق جديدة في موقع "التلول الحمر" بريف القنيطرة الشمالي جنوب سوريا.

منذ سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي توسيع احتلالها للأراضي السورية، بحجة "تعزيز الأمن والاستقرار"، حتى أصبحت القنيطرة بالكامل تحت الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل فرض ضغوطه على السكان في المناطق التي يحتلها بريف القنيطرة ومحافظة درعا، عبر تجريف أراضيهم الزراعية وجعلها غير صالحة للزراعة. هذا الأمر دعا أهالي هذه المناطق إلى مطالبة المجتمع الدولي والإدارة السورية الجديدة بالتحرك لوقف الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية.

اللافت أنه حتى هذه الساعة، ورغم العدوان الإسرائيلي السافر ضد سوريا واحتلال أراضٍ واسعة منها، والضغط على أهالي تلك المناطق لتخليتها، وقبل ذلك القصف الجوي غير المسبوق الذي شنته مئات الطائرات الإسرائيلية على البنية التحتية العسكرية والعلمية والاقتصادية السورية، لم نسمع أي تصريح أو نرى أي موقف حازم من قبل الإدارة السورية الجديدة حيال هذه الجرائم الإسرائيلية. بل على العكس تمامًا، سمعنا تصريحات تؤكد أن سوريا لا قبل لها لمواجهة "إسرائيل"، وأن القضية التي تشغل بال الإدارة الجديدة هي "الوجود الإيراني في سوريا"! وفصائل المقاومة التي وقفت أمام أطماع الكيان الإسرائيلي في سوريا.

اقرأ المزيد.. سوريا لن تكون لقمة سائغة.. سيدرك الصهاينة ذلك عاجلاً

اللافت أكثر، أنه في الوقت الذي تقضم فيه "إسرائيل" الأراضي السورية وتصل إلى ضواحي دمشق، نرى المرصد السوري لحقوق الإنسان يوثق مقتل 157 ضحية في 80 جريمة قتل في الساحل السوري وحمص وحماة منذ سقوط النظام، مشيرًا إلى أن حمص وحماة والساحل شهدت إعدامات ميدانية، وأن من بين الضحايا أطفال ونساء، مؤكدًا أن هذه المناطق أصبحت ساحة لمواجهات متكررة، ما زاد من معاناة السكان المحليين، بذريعة مطاردة "فلول" النظام السابق. وحمل المرصد مسؤولية تلك الانتهاكات والإعدامات الميدانية لجماعات خارجة عن القانون في سوريا.

وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلت عن مصدر في وزارة الداخلية في الحكومة السورية المؤقتة "رفض ذكر اسمه"، قوله: "إن عدد الجنود والعناصر التابعين لحكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد المعتقلين حاليًا يقارب 7000 شخص، تم توزيعهم على عدة سجون تابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة بمحافظات حلب وإدلب وحماة وريف دمشق، ويتم التحقيق معهم إن كانوا مشاركين في المعارك التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية، وفي حال ثبت ذلك سيتم لاحقًا تحويلهم إلى القضاء العسكري للبت في وضعهم القانوني، وإصدار أحكام بحق المشاركين في تلك المعارك".

من المؤكد أنه لا خطر يداهم سوريا اليوم أكبر من خطر الكيان الإسرائيلي، الطامع بسوريا وأرضها، والمطالب بتقسيمها وتشتيت شعبها. إن تضخيم الأخطار الوهمية الأخرى لا يصب إلا في مصلحة الكيان الإسرائيلي، الذي سيقوم في الوقت الذي يراه مناسبًا بطعن سوريا وتمزيقها. فهذا العدو لا يهدأ له بال، إلا بتقسيم دول المنطقة إلى دويلات وإمارات متصارعة متنازعة على أسس عرقية ومذهبية، ليخلو له الجو، ويكون السيد المطاع والمرهوب الجانب في المنطقة، بغض النظر عن طبيعة وخلفية وأيديولوجية حاكم تلك الدول وخاصة سوريا. فليس لـ"إسرائيل" من صديق بين العرب والمسلمين، وهذه الحقيقة الواضحة والدامغة، يتغافل عنها أو ينكرها البعض، للأسف الشديد، أما بسبب الجهل أو الطائفية والحقد أو العمالة أو بسبب الضغوط الأمريكية.