العالم- لبنان
هذا يطرح تحديًا كبيراً للمقاومة وهو تحقيق الردع في مجال الذكاء الاصطناعي الذي سيكون هو العامل الحاسم في المواجهة المقبلة بيننا وبين كيان الاحتلال.
والجدير ذكره، أن الخبراء العسكريين في كيان الاحتلال يركزون على هذا العامل الذي يجعل من الممكن تحقيق الحسم عبر الفضاء الافتراضي الإلكتروني. ولهذا الغرض أعلنت وزارة الحرب في كيان الاحتلال في الأول من كانون الثاني / يناير عن إنشاء إدارة جديدة مستقلة للذكاء الاصطناعي بغية إجراء البحث والتطوير والاستحواذ على الذكاء الاصطناعي والقدرات المستقلة لجميع فروع القوات العسكرية في كيان الاحتلال، على أن تعمل الإدارة الجديدة على الحفاظ على التفوق العملياتي للجيش الإسرائيلي.
وقد أكد المدير العام لوزارة حرب الاحتلال اللواء إيال زامير، أن هذه ستكون أول إدارة جديدة يتم إنشاؤها في الوزارة منذ أكثر من عقدين. وقال زامير إن "هذه الإدارة المستقلة لن تعمل على تعزيز التفوق العملياتي فحسب، بل ستعمل أيضًا على تحسين الموارد ودمج الجنود مع الأنظمة المستقلة، وتشكيل ساحات المعارك المستقبلية، حيث سيهيمن مفهوم الجندي الذي يقاتل بالتعاون مع الآلة والروبوتات."
اقرأ ايضا..الاحتلال يستخدم الذكاء الاصطناعي لارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين
أما العميد "دانييل غولد"، وهو رئيس مديرية البحث والتطوير الدفاعي التي ستعمل إدارة الذكاء الاصطناعي الجديدة بإشرافها، فاعتبر أن "المبادرة ستوحد أصحاب المصلحة من الأوساط الأكاديمية وقوات الحرب "الإسرائيلية" والشركات الناشئة والصناعة الدفاعية ضمن إطار واحد." واعتبر غولد أن من شأن ذلك أن يساهم في الحفاظ على موقع رائد لكيان الاحتلال عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، علمًا أن مئات الشركات في كيان الاحتلال تعمل حول العالم في هذا المجال.
وقد لقيت هذه المبادرة في كيان الاحتلال دعمًا أميركيًا متوقعًا، علمًا أن كيان الاحتلال لا يستفيد فقط من قدراته الذاتية بل هو يستفيد من دعم الولايات المتحدة والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي تقدم له الدعم الاستخباراتي وتتشارك معه في كل الاختراعات التكنولوجية بما فيها تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. في هذا الإطار اعتبر المدير الأول لمركز الابتكار السيبراني والتكنولوجي في مؤسسة الدفاع ومقرها واشنطن، الأميرال المتقاعد في البحرية الأمريكية "مارك مونتجومري"، المبادرة بأنها قرار سليم من شأنه أن يعمل على تبسيط تكامل الذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة في الجيش، ما سيمنح كيان الاحتلال ميزة عسكرية وتكنولوجية نوعية في مواجهة أعدائه، مشددًا على أن هذا سيزيد من أوجه التعاون بين كيان الاحتلال والولايات المتحدة.
اقرأ ايضا..حزب الله يدخل تكتيكات الذكاء الاصطناعي بالمسيرات
والجدير ذكره، أن كيان الاحتلال لجأ إلى استخدام الذكاء الاصطناعي بكثافة منذ العام 2021 في مواجهة حماس وحزب الله لتسريع قدرته على تحديد الأهداف. ومع دخول القوات المسلحة اليمنية وفصائل المقاومة العراقية في المواجهة مع كيان الاحتلال، فإن القادة العسكريين في كيان الاحتلال سيسعون للجوء إلى تطوير قدراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي للحفاظ على تفوقهم العسكري، علمًا أن من شأن ذلك أن يعزز من القيمة الإستراتيجية لكيان الاحتلال كشريك إستراتيجي للولايات المتحدة و"الناتو".
من هنا، فإن على فصائل المقاومة في المنطقة وعلى رأسها حزب الله أن تعمل، لا على تحقيق توازن في مجال الذكاء الاصطناعي مع كيان الاحتلال، لجعل الكيان يعي أن المقاومة قادرة على تعطيل تفوقه وإيلامه في هذا المجال، كما فعلت في السابق في مجال القوة البرية والصاروخية.
*جمال واكيم/العهد