العالم – نوافذ
لذا كان استهدافه لما أرساه من نهج أصاب مقتلاً من العدو في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق.. ما أرساه كان مدرسة لا يمكن أن تنتهي باستشهاد روادها.. بالأمس كان الشهيد قاسم سليماني.. واليوم شهداء قادة انضموا إلى قافلته.. كما ساندوه في ساحات الجهاد.. ولكنها مسيرة مستمرة لا تنتهي باستشهاد قادتها، بل هي تزداد بأسا بعد استشهادهم، ولا يرهبها الطريق الطويل والشاق مهما كان صعبا.
وتناقش هذه الحلقة الموضوع مع ضيوفها الباحث والكاتب السياسي خليل نصر الله والإعلامي اليمني محمد الزبيدي والكاتب والباحث السياسي د.حسن الزين.
وقال خليل نصر الله: في ثمانينيات القرن الماضي حيث كانت إيران تخوض حرباً فرضت عليها من قبل النظام العراقي السابق، بدأ دعم المقاومات في ظروف صعبة جدا، وكان الحاج قاسم سليماني من الرعيل الأول أو الجيل الأساسي أو الرئيسي الذي بدأ عمليات الانفتاح باتجاه لبنان، وأتى إلى لبنان عام 1998، وأكمل طريقا معينا، حيث لم تكن في ذلك الوقت سهلة عملية دعم المقاومات، فالمسألة لم تكن مسألة فكرة إنشاء محور قدر ما هي مسألة دعم المقاومات في مواجهة إسرائيل أينما كانت.
وفيما أشار إلى أن الحاج قاسم سليماني كان جزءاً رئيسياً من هذه المسألة، أوضح أن: الغطاء الأكبر هو توجه كامل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث كان ينفذ توجهاً لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدأ في عهد الإمام الخميني واستمر مع الإمام الخامنئي، وتواصلت هذه المسألة.
وأضاف: لذلك الحاج قاسم جزء من منظومة عمل كانت تعمل، وفي كثير من المفاصل كانت تواجهها صعوبات، لكن الابداع للحاج قاسم سليماني والقوى المقاومة في المنطقة هو كيفية التكيف مع الظروف ومواصلة العمل.
من جانبه لفت محمد الزبيدي إلى أن الحديث عن الشهيد قاسم سليماني هو حديث عن عناوين كبيرة وعريضة، مؤكداً أن الشهيد: كان له دور كبير فيما يخص المقاومات الشعبية، وهذا هذا تحول كبير في مسار الصراع مع العدو الإسرائيلي تحديدا، فالشهيد قاسم سليماني ارتبط في حركته الجهادية بعنوان أساسي.. أي بالقدس وبالقضية الفلسطينية.. وهذا كان له رسالة أساسية بربط هذه الحركات الشعبية المقاومة ليس على مستوى فلسطين فقط وإنما على مستوى المنطقة بشكل عام.
وأضاف أن: الشهيد سليماني حضر في هذه النقطة تحديدا، بهذه الزاوية التي هي في غاية الاهمية، على اعتبار أنها تعطي رابطاً أساسياً لكل حركات المقاومة الشعبية، النقطة الأساسية الأخرى أن الشهيد سليماني بعث برسالة على مستوى كل الأمة أن حركة المقاومة الشعبية في غاية الأهمية في هذه المرحلة، على اعتبار أن المؤسسات الرسمية لا تمثل ضامناً أساسياً في ظل هذه المرحلة التي هي مرحلة اختراقات وانسياق والقبول باملاءات، وبالتالي حركة الشعوب الواعية هي الحركة التي تخشى منها الولايات المتحدة الأميركية، وهي الضرورة التي تقتضيها هذه المرحلة.
وشدد على أن الشهيد سليماني حضر بشكل كبير في مسألة انضاج مجموعة من المقاومات الشعبية على رأسها المقاومة الفلسطينية، وبعث برسائل لكل الأمة أن تكون أنظاركم وأن يكون مجهودكم وأن تكون حركتكم لتغذية ولإنضاج هذه المقاومات.
هذا وشدد د.حسن الزين أنه و: رغم مضي خمسة سنوات على غياب الحاج قاسم سليماني لكن حضوره واسمه ورمزيتة المكثفة جدا لم يعني لم تفرغ من عقولنا وقلوبنا، وكل يوم نتذكر تراثه الذي بدأ في لبنان منذ عام 1998.
وبين أن الشهيد سليماني: كان مشاركا في حرب تموز، وأصر على المشاركة، رغم أن قيادة حزب الله رفضت بشدة مجيئة خشية تعرضه للخطر، لكنه أصر بأنه لا يمكن أن يترك قيادة حزب الله في هذا الاستحقاق.
ولفت إلى أن: بصمات الحاج قاسم لا يمكن أن تنسى، كل قيادات حزب الله الشهداء والأحياء يعرفون استراتيجيات الحاج قاسم.. وهو كان رجل يجمع أربعة صفات ورجل في أربعة رجال أو شخصية في أربعة شخصيات.. فهو أولا رجل استراتيجي ومخطط استراتيجي من النوع النادر، يخطط على مستوى منطقة ومنظومة كاملة.. وليس منظومة محلية أو منظومة دول وشعوب.. بل على مستوى مثل الشرق اللأوسط مثلا الذي يحتاج إلى مخطط من هذا الصنف.
وفيما لفت إلى أن القيادات في حماس والجهاد الإسلامي يؤكدون أن الشهيد سليماني دخل إلى فلسطين ودخل بالأنفاق، حيث أن شخصاً بهذا المستوى من الاستراتيجية والتخطيط قد قام بذلك فعلا، بين أن: الصفة الثانية هو أنه رجل الميدان.. رجل ميداني من الطراز الأول.. حتى أنه كان يتنقل بين العراق وسوريا في المدن على دراجة نارية، ويعرض نفسة للأخطار.
وأضاف أن الشهيد سليماني كان أيضا رجلاً سياسياً من الطراز الأول وخطيباً من الطراز الأول، وكان مؤثراً، وأوضح: عادل عبد المهدي قال بأنه اتصل به قبل اغتياله بأسابيع وقال له رتب لنا لقاءات مع القيادة السعودية نريد أن نعد لترتيب معين.. وسبق اغتياله بساعات أن عادل عبد المهدي كان وافدا من السعودية ويرجع بجواب إلى الحاج قاسم ولكن اغتيل الحاج قاسم.
وخلص إلى القول إن: الصفة الرابع هو أنه كان دبلوماسياً أيضا وكان يفهم السياسة الخارجية والتفاوض وفن التفاوض، لم يقل فقط إننا فقط نقاتل في الميدان ونرسم الخطط.. فإذاً هو جمع أربع صفات يندر أن تتوفر في أي شخصية أخرى.. الحاج قاسم فعلا كان أمة في رجل، يعني كان يريد بناء الأمة وليس قضية محور أو جبهة.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..