لماذا لم يزر أي مسؤول غربي غزة حتى الآن؟

لماذا لم يزر أي مسؤول غربي غزة حتى الآن؟
الأربعاء ٠١ يناير ٢٠٢٥ - ٠٧:٢٤ بتوقيت غرينتش

تعكس الاستجابة الغربية للأزمات العالمية تناقضًا واضحًا. ففي حين تسارع الدول الغربية للتدخل في أزمات دولية أخرى وتقديم المساعدات الدبلوماسية والإنسانية، تغض الطرف عن الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.

العالم فلسطين

لم يقم أي مسؤول غربي بزيارة غزة منذ بداية العدوان الأخير، رغم الكارثة الإنسانية الواضحة. هذا التجاهل يدعم بشكل غير مباشر شرعية الاحتلال الإسرائيلي ويمنح غطاءً دوليًا لانتهاكاته

تتهم الدول الغربية بمساهمتها المباشرة في الإبادة الجماعية للفلسطينيين من خلال دعمها العسكري والسياسي الواسع لتل ابیب، بينما تحاول تقليص القضية الفلسطينية إلى مجرد قضية داخلية تخص الاحتلال الإسرائيلي فقط.

تعاني فلسطين منذ أكثر من 15 شهرًا من هجمات متواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. في ظل هذه الهجمات، يستمر الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية في الصمود بالرغم من الظروف الإنسانية القاسية التي دفعت منظمات دولية لوصف تلك المناطق بأنها لم تعد صالحة للحياة البشرية. تُرتكب يوميًا مجازر تؤدي إلى مقتل وتشريد آلاف الأبرياء.

تلعب الدول الغربية دورًا رئيسيًا في تصعيد الأزمة من خلال توفير الأسلحة المتطورة والدعم السياسي للاحتلال.

وبدلاً من الاعتراف بالقضية الفلسطينية كقضية إنسانية عالمية، تحاول تحويلها إلى شأن داخلي للکیان الإسرائيلی. يعتمد الغرب على هيمنته الإعلامية لتغيير السرديات وإخفاء الحقائق المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ ايضا.. المقاومة الفلسطينية.. صمود أسطوري رغم شراسة العدوان الإسرائيلي

تستخدم الدول الغربية وسائل الإعلام لتشويه الحقائق وتبرير أفعال الاحتلال. مصطلحات مثل "رهائن حماس" و"أسرى فلسطينيون" تُستخدم لتصوير الفلسطينيين كمتمردين بلا رحمة، بينما يُنظر إلى "إسرائيل" كدولة شرعية تدافع عن أمنها القومي. هذه المحاولات تهدف إلى إنكار حقوق الفلسطينيين في السيادة وتحويل الاحتلال إلى قضية أمنية مشروعة.

صمت العالم الإسلامي والدول الإقليمية أمام الدعم الغربي الواسع للکیان الإسرائيلی يعزز التحديات التي تواجه المنطقة بأكملها. يجب أن تبقى فلسطين قضية إنسانية وعالمية لا يمكن تقليصها إلى شأن داخلي أو إقليمي. لا بد من تحرك عالمي موحد يضمن حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإنهاء الاحتلال.

اقرأ ايضا.. أمطار غزيرة ورياح عاتية تغرق مئات الخيام بمناطق متفرقة من القطاع

إن تعزيز الإجماع الدولي لمناهضة الهيمنة الغربية ودعم حقوق الفلسطينيين هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه الأرض من الزوال وضمان مستقبل عادل ومستدام لشعبها.