العالم - مراسلون
في عام 2024، كانت إيران محور أحداث عسكرية وسياسية بارزة، حيث شهدت البلاد تطورات مفصلية أعادت رسم موازين القوة، وأثرت بشكل عميق على المشهد الإقليمي والدولي.
جريمة استهداف القنصلية الايرانية
في اول أبريل عام 2024، استهدف الاحتلال الإسرائيلي المبنى الملحق بالقنصلية الإيرانية فی العاصمة السوریة دمشق، ما أسفر عن استشهاد 16 شخصاً، بينهم العميد محمد رضا زاهدي قائد فیلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية و7 ضباط آخرين. أثار الهجوم إدانات دولية واعتبرته إيران انتهاكا للقانون الدولي.
الوعد الصادق
في الثالث عشر من ابريل جاء ت عملية 'الوعد الصادق' رداً على الجرائم والاعتداءات المتكرّرة التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي، ومن أبرزها الاعتداء على القسم القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق واستشهاد المستشارين العسکریین.
تعتبر هذه العملية أول مواجهة مباشرة بين إيران والكيان المحتل، حيث أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ، مستهدفة منشآت عسكرية مهمة.
استشهاد الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي
وفي يوم 19 مايو عام 2024 استشهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعد زيارة إلى الحدود الإيرانية-الأذربيجانية، حيث شارك مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في افتتاح سد مشترك بين البلدين.
وأثناء الرحلة، واجهت المروحية ظروفاً جوية صعبة، وأطلقت عمليات بحث مكثفة شاركت فيها فرق إنقاذ برية وطائرات مسيّرة، وبعد نحو 15 ساعة، تم العثور على حطام المروحية في منطقة جبلية وعرة داخل غابة، فعثر على الرئيس رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وأفراد الطاقم وقد فارقوا الحياة جراء الحادث.
انتخاب مسعود بزشکيان رئيساً للحکومة
في أعقاب استشهاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أعلنت السلطات الإيرانية تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة لسد الفراغ السياسي في البلاد. وتم تحديد 28 يونيو 2024 موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة.
شهدت الانتخابات منافسة قوية بين عدة مرشّحين بارزين يمثلون التيارات السياسية المختلفة، من بينهم إصلاحيون ومحافظون، وفي ختام العملية الانتخابية، فاز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بمنصب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
اغتيال اسماعيل هنية
في 31 يوليو 2024، اغتالت "إسرائيل" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بغارة استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.
وقد اغتيل الشهيد هنية أثناء مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ما أثار استنكاراً دولياً واسعاً ضد کيان الاحتلال.
عملية الوعد الصادق 2
في 1 أکتوبر 2024، أمطرت سماء الاحتلال بوابل من صواريخ 'فتاح' الفرط صوتية الايرانية، التي شقّت طريقها بسرعة خاطفة من أعماق إيران إلى قلب الأراضي المحتلة.
وتعد صواريخ فتاح من الأسلحة الإستراتيجية المتطورة للقوة الجوفضائية لحرس الثورة الاسلامية. حیث استقبلت غزة وفلسطين هذه الضربات بالفرح والتهليل، إذ أضاءت الصواريخ سماءها وأوصلت رسالة واضحة: 'أنتم لستم وحدكم في هذه المعركة'.
نجحت 80% من الصواريخ في إصابة أهدافها بدقة خلال فترة زمنية لم تتجاوز 10 دقائق. شملت الضربات قاعدة 'نفاتيم' الجوية، وقاعدة 'حتزيريم'، وقاعدة 'تل نوف'. حیث جاء هذا الهجوم كردّ حاسم على جريمة اغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران، واستشهاد السيد حسن نصر الله، والقائد اللواء عباس نيل فروشان.
وفي ختام هذا العام الحافل بالأحداث، تظل إيران لاعباً محورياً في معادلات السياسة الإقليمية والدولية.