العالم - خاص بالعالم
فلم تؤثر الحرب الاسرائيلية على الاحياء فقط في غزة، بل وصلت الى الاموات.. نقص حاد في الحصول على الاقمشة اللازمة لصناعة الاكفان لتكفين الموتى والشهداء، بسبب منع دخولها من قبل الاحتلال.
مستشفيات غزة لم تستطع التعامل مع هذا النقص بسبب استمرار المجازر بحق سكان القطاع، ووصول اعداد كبيرة من الشهداء بشكل يومي.
وقال نواف الزريعي، وهو مغسل ومكفن الأموات داخل مستشفى شهداء الاقصى، لمراسل قناة العالم في غزة الزميل محمد البلبيسي: في الآونة الاخيرة اصبح لدينا نقص شديد في المستلزمات الاساسية المتعلقة بالتكفين، من اكفان ومستلزمات تنظيف، مما اثر على حالات الوفيات المتواجدة في مستشفى شهداء الاقصى، في السابق كنا نتعامل مع حالتين او ثلاثة طوال اليوم، اما اليوم فنتعامل مع اكثر من 20 حالة في اليوم الواحد، وهذا نتيجة الاستهدافات المباشرة من قبل قوات الاحتلال لمنازل المدنيين الآمنين.
لم يكن الموت فقط هو المصيبة لاهل غزة او فقد الاحباب، بل يرافق ذلك مهمة صعبة وهي البحث عن قطعة قماش بيضاء لتكفين موتاهم.
ويظهر مراسلنا شابا وصف بأنه محظوظ بشكل كبير جاء بكفن بعد عناء طويل لتكفين جدته التي توفت داخل المستشفى.
ويقول الشاب لمراسل قنا العالم: جدتي توفت قالوا لنا ان نبحث عن كفن لاننا لم نلاقي كفنا في المستشفى، فذهب لابحث في الاسواق حتى وجدت واحدا.
ويقول مواطن فلسطيني آخر لمراسلنا: لا توجد اكفان وذلك بسبب شدة القصف والاجرام الصهيوني اليهودي على اخواننا في قطاع غزة، مما ادى الى كثرة القتل، ونسال الله ان يكون في افضل الشهداء وبذلك قلت الاكفان.
ومع استمرار هذه الازمة اضطر بعض الاهالي الى تكفين الشهداء والمتوفين باستخدام الاغطية البلاستيكية والبطانيات، ضريبة صعبة يدفعها سكان غزة حتى بطريقة دفن موتاهم.
ويقول مراسلنا: كم هي قاسية هذه الحرب التي وصلت معاناتها الى الاموات، من هو المحظوظ الذي يكفن بعد الموت بقطعة قماش بيضاء داخل غزة.. حرب لم تترك الاموات ايضا من قسوتها.