العالم – الخبر وإعرابه
-عدم الاشارة الى اسم الدولة الجارة التي كان لها دور فيما حدث في سوريا ، ولا الى عناوين واسماء المجموعات المسلحة، في خطاب قائد الثورة الاسلامية اليوم، مرده انه لم يعد هناك، بعد التجربة التي عاشتها سوريا لاكثر من عقد، وكذلك المنطقة من طوفان الاقصى، من لا يعرف المسؤول الاول لكل المآسي التي تعيشها بلدان وشعوب المنطقة، فالخطوط الرمادية التي كانت هي اللون الطاغي الذي يفصل بين مواقف الدول والمجموعات والشخصيات، باتت اليوم خطوطا داكنة اللون و واضحة يمكن ان يقف عليها حتى السذج.
-عندما يقول رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي المجرم بنيامين نتنياهو، ان دور كيانه اسهم في اضعاف سوريا، وعندما يقول ﻣﺳﺗﺷﺎر اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﺟﯾك ﺳوﻟﯾﻔﺎن، ان ﺑﻼده ﻛﺎﻧت ﺟزءا ﻣن ﺟﮭد إﻗﻠﯾﻣﻲ ودوﻟﻲ واﺳﻊ ﻹﺿﻌﺎف ﻣﺎ أﺳﻣﺎھم ﺑداﻋﻣﻲ اﻷﺳد، وعندما يرى العالم كيف تزامن دخول المجموعات المسلحة دمشق، مع توغل قوات الاحتلال الاسرائيلي الى عمق الارضي السورية واحتلال جبل الشيخ حتى باتت على بعد 25 كيلومترا من دمشق، وشن الاحتلال الاسرائيلي مئات الغارات الجوية خلال يومين فقط، امام مرآى ومسمع العالم، على سوريا، دمرت خلالها 80 بالمائة من القدرات اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ والعلمية والبحثية لسوريا، فهل بقي هناك من يتردد في الى الاشارة الى الجهة التي تقف وراء كل ما جرى في سوريا؟.
-الشيء المهم الذي تطرق اليه قائد الثورة الاسلامية في خطابة، والذي لم يدر في مخيلة الثنائي الامريكي الاسرائيلي، هو ان سوريا ليست كباقي البلدان الاخرى، فهي بلد يضم ارقى النخب العربية في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية والادبية والفنية، فالمجتمع السوري مجتمع منفتح على العالم اجمع، بحكم تركيبته الديمغرافية، ويتمتع بحس وطني وقومي واسلامي مرهف، عصي على الترويض، وهذا ما قصده قائد الثورة عندما قال:" سيتم تحرير الاراضي السورية المحتلة على يد الشباب السوري الغيور، ولا شك في أن هذا سيحدث".." وان امريكا لن يثبت لها موطئ قدم، وبعون الله، وبتوفيق من الله، سيتم طرد أمريكا من المنطقة على يد جبهة المقاومة".
-لا شك ان النظام السوري السابق كانت له معارضة مشروعة، وكان يجب الاصغاء اليها، لتحصين سوريا من دسائس الثنائي الامريكي الاسرائيلي، الذي جند مجاميع مسلحة تحمل جنسيات العشرات من الدول الاخرى، وشحنها الى سوريا، للدفع بهذا البلد الى حيث يريد هذا الثنائي الخبيث، وليس هناك من فضيحة لهذا الثنائي اكبر من دعمه في الوقت نفسه لمجاميع متناحرة داخل سوريا، فهذا الثنائي يقدم المال والسلاح الى "قسد"، وفي نفس الوقت يقدم المال والسلاح الى المجاميع المسلحة التي تقاتل قسد، وهذا يكشف وبشكل لا لبس فيه ان هذا الثنائي لا يريد الخير لا ل"قسد" ولا للمجاميع المسلحة التي تناهضها، لانه ببساطة لا يريد الخير لسوريا نفسها، ويسعى لتفتيتها وتسييد "اسرائيل" عليها وعلى دول المنطقة.
-من السذاجة الثقة بامريكا وذيلها المجرم "اسرائيل"، فهذا الثنائي لا يحاول ان يفتت سوريا فحسب بل يعمل على دفع السوريين ليتنازعوا مع بعضهم البعض الى الابد، عبر بث السموم الطائفية والعرقية. الا ان هذا الهدف لن يتحقق، للاسباب التي ذكرناها، فسوريا لن تكون لقمة سائغة لامريكا والكيان الاسرائيلي، كما اكد اية الله خامنئي وبالضرس القاطع: انه كلما زاد الضغط على المقاومة، أصبحت أقوى، وكلما ارتكبتم جرائم ضدها، ازدادت عزيمتها، وكلما حاربتموها، ازدادت اتساعا. وإنه بعون الله وقدرته، ستنتشر رقعة المقاومة أكثر من أي وقت مضى لتشمل المنطقة بأسرها