العالم - خاص بالعالم
يبدو أن كيان الاحتلال الإسرائيلي أكثر استعدادًا من أي وقت مضى لتنفيذ مخطط ضم الضفة الغربية إلى باقي المستوطنات، وذلك في ظل ظروف إقليمية ودولية مؤاتية.
كيان الاحتلال عمل منذ عقود تحت مظلة عملية السلام والهرولة العربية للتطبيع وبغطاء دولي، وتحديدًا أميركي، على إنجاز خطة ضم الضفة الغربية.
وما زاد كيان الاحتلال جرأة على العمل علنًا لضم الضفة هو فوز دونالد ترامب بالسباق الرئاسي الأميركي، إذ منحه، إبّان ولايته الأولى، الضوء الأخضر لعملية الضمّ، في إطار صفقة القرن.
على الجانب الفلسطيني، تواصل السلطة الفلسطينية الاعتماد على الأدوات السياسية والدبلوماسية التقليدية، رغم عدم تحقيقها نتائج ملموسة.
الضفة، ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة، تعيش على صفيح ساخن، إذ تعاني من حالة استنزاف تفاقمت حدّتها وقسوتها خلال العدوان مع استخدام قوات الاحتلال كل أدوات التنكيل والتعذيب والقتل فيها.
إعلان تل أبيب ضم الضفة الغربية ستكون له تبعات على الأرض، منها ارتفاع حدة المقاومة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، شهدت الضفة الغربية تصاعدًا في الاعتقالات والاعتداءات الإسرائيلية، حيث اعتُقل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، واستُشهد نحو 800 آخرين، وهُدمت نحو 1750 منشأة ومنزلاً، إلى جانب فرض عوازل بين القرى والمدن تجعل الانتقال من مكان إلى آخر أشبه برحلة في الجحيم.
المقاومة بكل ثقلها في الضفة الغربية لا تستطيع بمفردها مواجهة مخطط الضمّ، الذي لا يمكن مواجهته إلا بإحداث تغيير جذري في كل الحالة الفلسطينية وتحرك إقليمي ودولي لمواجهة هذا المخطط الخطير الذي سيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة بأكملها.
في ظل هذه التحديات، يبقى الفلسطينيون أمام خيارات صعبة، تتراوح بين الاستسلام للاحتلال أو التمسك بالمقاومة.